شهد قطاع النفط الصخري الأميركي توقيع صفقة ضخمة، استمرارًا لسلسلة من عمليات الاستحواذ والاندماج التي أصبحت شائعة في أعقاب جائحة فيروس كورونا.
وأبرمت شركة فاليدوس إنرجي الأميركية (Validus Energy) المنتجة للنفط والغاز صفقة لشراء منافستها سيتزن إنرجي (Citizen Energy) مقابل أكثر من ملياري دولار، بما في ذلك الديون.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تفوّقت شركة فاليدوس في المزاد الخاص بشركة سيتزن إنرجي على مقدمي العطاءات الآخرين.
وتمثّل الصفقة ثاني استحواذ ملحوظ في منطقة وسط الولايات المتحدة لشركة فاليدوس، التي أنفقت في وقت سابق من العام الجاري (2024) ما يقرب من 450 مليون دولار لشراء أصول من كونتيننتال ريسورسيز (Continental Resources).
صفقة استحواذ ضخمة
بدأت شركة سيتزن، بدعم من شركة الأسهم الخاصة واربورغ بينكوس (Warburg Pincus)، استكشاف البيع في الأشهر الأخيرة بعد أن عرضت فاليدوس شراء الشركة.
وانطلقت أحدث نسخة من “سيتزن” بالتزام رأسمالي بقيمة 300 مليون دولار من “واربورغ” في عام 2018، ونمت من خلال عمليات الاستحواذ، لتصبح واحدة من أكبر شركات النفط والغاز الخاصة في حوض وسط الولايات المتحدة، الذي يغطي بصورة أساسية ولاية أوكلاهوما، ويشمل أجزاء من كانساس وتكساس وأركنساس.
واستقطبت المنطقة المستثمرين في منتصف العقد الأول من القرن الـ21، لكنها لم ترق إلى مستوى توقعات الإنتاج؛ ما تسبّب في فشل عديد من الشركات، أو بيعها مقابل جزء بسيط من قيمتها السابقة.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، كان أحد استحواذات “سيتزن” على “روان ريسورسيز” (Roan Resources) مقابل 1.52 دولارًا للسهم في عام 2019، بعد عام تقريبًا من بلوغ أسهم “روان” ذروتها عند 16 دولارًا للسهم.
وأدى الاندماج اللاحق للمنتجين المملوكين للقطاع الخاص في المنطقة إلى إنشاء شركات كبيرة، أصبحت الآن أهداف استحواذ جذابة لشركات الطاقة الأكبر حجمًا التي تتمتع بالسيولة، وفق ما نقلته منصة رويترز.
وتحظى شركة فاليدوس، التي ركّز مشروعها السابق على جنوب تكساس، وبيع مقابل 1.8 مليار دولار لشركة ديفون إنرجي (Devon Energy) في عام 2022، بدعم من المستثمرين المؤسسيين وفريق إدارتها، الذي يضم المصرفي الاستثماري السابق كاميرون براون، ومؤسس فيليكس إنرجي (Felix Energy) سكاي كالانتين، وفقًا لموقعها على الإنترنت.
صفقة أخرى
في يونيو/حزيران 2024، أبرمت شركة كونوكو فيليبس (ConocoPhillips) صفقة استحواذ نهائية على شركة ماراثون أويل الأميركية (Marathon Oil).
وتشمل الصفقة شراء جميع أسهم شركة ماراثون أويل بقيمة 22.5 مليار دولار، كما تتضمن 5.4 مليار دولار من صافي الديون، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وستُمكّن الصفقة شركة كونوكو فيليبس، التي تُعد واحدة من أكبر شركات إنتاج النفط والغاز في العالم، من الاستحواذ على محفظة من الأصول الضخمة التي تمتد من ولاية داكوتا الشمالية إلى ولاية تكساس.
وتستهدف شركة كونوكو فيليبس من وراء هذه الصفقة توسيع نطاق أعمالها في حقول النفط الصخري الممتدة من ولاية تكساس حتى ولاية داكوتا الشمالية، في ظل موجة مكثفة للاستحواذات المُكثّفة في القطاع نتيجة مستويات الطلب الواعدة على النفط والغاز.
نمو النفط الصخري الأميركي
من المتوقع أن ينمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة بنحو 600 ألف برميل يوميًا في عام 2025، أي نحو 50% أكثر من العام الجاري (2024)، بسبب ارتفاع إنتاجية الآبار، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، في وكالة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس (Bloomberg NEF)
وذكر تقرير سابق أصدرته بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس، أن منتجي النفط الصخري الأميركي يضخون مزيدًا من النفط مقابل كل دولار يستثمرونه في حقول النفط من خلال حفر الآبار بعدد أقل من الحفارات واستعمال تقنيات أفضل للتكسير المائي الهيدروليكي.
وستزيد الولايات المتحدة الإنتاج بنسبة 4.5% إلى مستوى قياسي يبلغ 13.9 مليون برميل يوميًا العام المقبل (2025).
وتُعد توقعات بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس أكثر تفاؤلًا من تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية البالغة 13.7 مليون برميل يوميًا.
وقال المحلل لدى بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس، تاي ليو، في التقرير: “لقد سمحت مكاسب الكفاءة وتحسينات العمليات وتكييف أفضل ممارسات الحقول لشركات النفط بخفض الإنفاق الرأسمالي مع تجنّب انخفاض إكمال الآبار”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply