الفيضانات تكبد قطاع النفط في قازاخستان خسائر كبيرة

أدّت فيضانات سيبريا إلى توقف العمليات بعدد من حقول النفط في قازاخستان، ما أدى إلى تراجع كبير في الإنتاج؛ ومن ثم إجلاء آلاف السكان من المناطق المنكوبة.

ورفعت قازاخستان، اليوم الجمعة 19 أبريل/نيسان 2024، استعداداتها، لارتفاع حاد في منسوب مياه نهر الأورال، ما قد يهدد اثنتين من مناطقها الغربية والبنية التحتية النفطية الرئيسة، في حين تواجه روسيا فيضانات في سيبيريا وبالقرب منها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وواجهت قازاخستان في الأسابيع القليلة الماضية أسوأ فيضانات منذ عقود، ما أجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على الإخلاء.

وقام مئات الأشخاص، يوم الجمعة 19 أبريل/نيسان 2024، ببناء حاجز طوله 7 كيلومترات على طول نهر الأورال في قرية يانفارتسيفو بمنطقة غرب قازاخستان، على بعد نحو 20 كيلومترًا من الحدود الروسية، الذي قال المسؤولون إنه سيحمي مركز الأورال الإقليمي.

ويمر نهر الأورال عبر غرب قازاخستان ومنطقة أتيراو؛ حيث يتدفق إلى بحر قزوين، وهي المنطقة التي يعبرها خط أنابيب اتحاد خط أنابيب بحر قزوين، الذي يضخ 80% من صادرات النفط في قازاخستان.

وفي مدينة أتيراو، ذكرت صحيفة “آك تشايك” المحلية أن العديد من السكان يغادرون البلاد للانتظار حتى انتهاء ذروة الفيضانات في مدن أخرى، في حين يقوم البعض ببناء أكياس الرمل أو الحواجز البلاستيكية حول منازلهم، حسبما ذكرت وكالة رويترز (Reuters).

وأعلنت شركة خطوط أنابيب النفط الحكومية القازاخستانية “كاز ترانس أويل” KazTransOil، أنها تبني سدودًا وقائية في منشآتها بالمنطقة، بما في ذلك خط أنابيب أتيراو-سامارا، الذي يُضخ من خلاله النفط الخام لتوصيله عبر روسيا إلى مصفاة شويدت الألمانية.

إنتاج النفط البري في قازاخستان

أدّت الفيضانات في غرب قازاخستان إلى توقف إنتاج النفط البري في مقاطعتين، مع تأثير خاص في المشروع الصيني القازاخستاني المشترك سي إن بي سي أكتوبيمونياغازCNPC-Aktobemunaigas، وفقًا لتقارير صحفية نقلًا عن وزارة الطاقة القازاخستانية، يوم 18 أبريل/نيسان الجاري.

وكانت الغالبية العظمى من عمليات إغلاق النفط في قازاخستان بمقاطعة أكتوبي الشمالية الغربية، إذ أُغلقت 489 بئرًا وفقًا لموقع “نور قازاخستان” Nur.Kz الإخباري.

ومن غير المرجّح أن يتأثر إنتاج حقول النفط في قازاخستان، التي تغذي مزيج تحالف خطوط أنابيب بحر قزوين من الدرجة الخام الرئيسة في البلد الآسيوى.

وأعلن تحالف خطوط أنابيب بحر قزوين، في وقت سابق، أنه يعمل على منع الفيضانات التي تؤثر في إحدى محطات الضخ التابعة له بمنطقة أتيراو.

وتضرب الفيضانات غرب البلاد منذ أكثر من أسبوع، ما تسبب في عمليات إجلاء جماعي لبعض البلدات والقرى، مع نشر كوادر قطاع الغاز والنفط في قازاخستان للمساعدة في تجنب حالة الطوارئ المدنية، حسبما أظهرت بيانات وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights.

تجدر الإشارة إلى أن الفيضانات تحدث سنويًا، وتنجم جزئيًا عن ذوبان الثلوج في حوضي نهري الفولغا والأورال، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

خسائر إنتاج النفط في قازاخستان

أعلنت وزارة الطاقة انتكاسات كبيرة بإنتاج النفط في قازاخستان، إذ وصلت الخسائر إلى نحو 16 ألف طن (114 ألف برميل) بسبب الفيضانات التي تجتاح منطقتي أكتوبي وأتيراو، بحسب ما نشرته وكالة إنترفاكس الروسية (interfax).

وأعلنت الخدمة الصحفية لوزارة الطاقة أنه “بسبب الفيضانات في منطقتي أكتوبي وأتيراو، عُلقت العمليات في 634 بئرًا، ما أدى إلى خسارة إجمالية قدرها 16 ألف طن من إنتاج النفط”.

وذكر آخر تحديث للوزارة أن 141 بئرًا عادت إلى العمل الآن، في المقابل، لا يزال الإنتاج معلقًا في 493 بئرًا، ومن بين هذه الآبار، توجد 489 بئرًا في منطقة أكتوبي، بما في ذلك 440 بئرًا مملوكة للمشروع الصيني القازاخستاني المشترك سي إن بي سي أكتوبيمونياغاز، و25 بئرًا مملوكة لشركة كيه إم كيه موناي، و24 بئرًا تابعة لشركة آدا أويل.

بالإضافة إلى ذلك، أوقفت 4 آبار عملياتها في منطقة أتيراو، بما في ذلك 3 آبار تابعة لشركة إمباومنياغاز وواحدة لشركة ” 5 إيه أويل”.

وحددت وزارة الطاقة الإجراءات الجارية للتخفيف من تأثير الفيضانات، بما في ذلك استعمال معدات ووحدات الضخ لإزالة المياه، وردم التربة، بالإضافة إلى إلغاء تنشيط وإغلاق آبار النفط في قازاخستان.

ووصف الرئيس القازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، الفيضانات بأنها أكبر كارثة مناخية في البلاد خلال الأعوام الـ80 الماضية، حسبما نشرت مجلة النفط والغاز الروسية “روغتك ماغازين (ROGTEC).

اقرأ أيضًا..