ينظر العراق إلى صفقة توتال إنرجي الفرنسية بوصفها أحد المحاور الرئيسة في إستراتيجية البلاد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في غضون 3 سنوات.
وقال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال لقائه ومجموعة من الجالية العراقية على هامش زيارته إلى واشنطن، إن توقيع العقود مع توتال والجولة الخامسة والجهد الوطني ستمكّن البلاد من تحقيق الاكتفاء الذاتي للغاز خلال 3- 5 سنوات.
تتضمّن العقود مع شركة توتال عقد معالجة مياه البحر لتوفير المياه الصالحة لدعم الحقول النفطية بطاقة 5 ملايين برميل يوميًا، التي تسهم بشكل مباشر في إدامة وزيادة الإنتاج الوطني من النفط الخام.
كما تشمل الصفقة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، استثمار الغاز المصاحب من 4 إلى 5 حقول نفطية، بطاقة 600 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا.
وتتضمّن الصفقة التي من المتوقع أن تصل استثماراتها إلى 27 مليار دولار عقدًا لتطوير حقل أرطاوي وزيادة الإنتاج إلى 220 ألف برميل يوميًا، إضافة إلى استثمار الغاز المصاحب، وعقد استثمار الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 1000 ميغاواط.
ومن المتوقع أن تضيف عقود الجولة الخامسة كمية تريليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز، وأكثر من 250 ألف برميل من النفط الخام، إذ تستهدف تطوير 13 حقلًا وموقعًا استكشافيًا.
مصافي النفط في العراق
شدد السوداني على أن بلاده بدأت تنفيذ عدّة مشروعات لتطوير مصافي النفط في العراق، قائلًا: “سيكون 2024 آخر عام لاستيراد المشتقات النفطية”.
وتعمل وزارة النفط على زيادة الطاقة التكريرية في المصافي، من خلال مشروعات ضخمة، تتضمن إضافة وحدات جديدة لزيادة الإنتاج والتحول من بلد مستورد إلى بلدٍ مكتفٍ ذاتيًا ومصدّر للمشتقات النفطية.
وتبلغ القدرة التكريرية لمصافي النفط في العراق نحو 1.11 مليون برميل يوميًا بنهاية عام 2021، ولكن إنتاجها أقلّ من ذلك؛ إذ سجّل 623 ألف برميل يوميًا فقط، وتعمل عدّة مصافٍ بقدرة أقلّ من طاقتها التصميمية.
يتكوّن قطاع مصافي النفط من 3 شركات حكومية رئيسة تقع تحت قبضتها غالبية مصافي التكرير في البلاد، جاء في مقدّمتها شركة مصافي الشمال، ثم شركة مصافي الجنوب، وشركة مصافي الوسط.
ورغم أن العراق من أكبر منتجي النفط الخام في العالم (أكثر من 4 ملايين يوميًا)، فإنه يعاني عجزًا في المشتقات النفطية يستنزف نحو 5 مليارات دولار من موارد البلاد لتوفير احتياجات السوق المحلية عبر الاستيراد، من بينها 3.5 مليار دولار لاستيراد البنزين والديزل فقط.
وأطلقت الحكومة مخططًا لزيادة سعة مصافي النفط، بهدف وقف استيراد الوقود وتحقيق شبه الاكتفاء الذاتي من المنتجات النفطية بحلول نهاية العام الجاري، والتحول بعد ذلك إلى التصدير للخارج.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يستعرض أبرز المعلومات عن مصافي النفط في العراق:
العلاقات مع إيران وأميركا
أعلن السوداني خلال لقائه الجالية العراقية في واشنطن العمل على دراسة لتأسيس دائرة لشؤون المغتربين؛ من أجل تحقيق تواصل فعّال مع الجاليات العراقية في العالم، إذ تبحث الحكومة عن الكفاءات بعيدًا عن المحاصصة.
وأشار إلى أن أميركا منحت العراق تفضيلات في الإعفاء الجمركي، ووُقِّعَت مذكرة مع مؤسسات التمويل بقيمة 5 مليارات دولار، وكلّها غير مفعّلة ضمن اتفاقية الإطار الإستراتيجي.
وأوضح أن بلاده حاليًا تختلف عما كانت عليه في 2014؛ لأنّ داعش لم يعد يشكّل خطرًا على العراق، قائلًا: “نريد الانتقال إلى علاقات ثنائية مع دول التحالف الدولي بعد الانتصار على داعش، على غرار دول المنطقة، وبضمنها العلاقات الأمنية”.
وأضاف أن العراق اليوم يشهد تعافيًا غير مسبوق واستقرارًا وأمنًا وتنمية حقيقية وخدمات ملموسة في كل أرجاء البلاد، مشيرًا إلى أن خطوة الحكومة الأولى كانت إصلاح المؤسسات الرقابية.
وأكد أن العلاقة مع إيران والولايات المتحدة تعدّ ميزة للعراق، ويمكن أن توظّف في خفض التوتر، وهذا ما حصل بكلّ الأزمات في المنطقة.
وشدد على أن مشروعَي طريق التنمية وميناء الفاو سيخلقان عراقًا جديدًا، موضحًا أن طريق التنمية المشروع الأقلّ كلفة والأسرع لنقل البضائع، وستُوَقَّع المبادئ الأولى له خلال زيارة الرئيس التركي قريبًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply