الديزل الأحمر

العراق يصدر الديزل الأحمر للمرة الأولى.. تفاصيل بالأرقام

يترقب الديزل الأحمر في العراق نقلة نوعية، إذ يستعد للانطلاق نحو التصدير للمرة الأولى، بعد أن اعتمد لسنوات طويلة على الواردات لتلبية الطلب المحلي.

وطرحت شركة التسويق المملوكة للدولة سومو (Somo) أول مناقصة للتصدير، في ظل وفرة الإنتاج، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وسبق أن أعلنت وزارة النفط -مطلع شهر مايو/أيار 2024- بدء الاستعدادات لتصدير الديزل الأحمر (يُطلق عليه gasoil، وهو نوع رديء من أنواع الديزل)، في أعقاب تحقيق الاكتفاء الذاتي منه.

ولحين الكشف عن المزيد من التفاصيل حول المناقصة، تواصل بغداد تهيئة المواني لعملية التصدير وما تطلبه من إجراءات لوجستية وخدمية.

تفاصيل المناقصة

تطرح شركة سومو في مناقصتها تصدير 82 ألف طن من الديزل الأحمر، بنسبة كبريت تصل إلى 500 جزء في المليون، على أن يجري التسليم خلال 3 أشهر من بدء توقيع الاتفاق بعد الترسية.

(طن المشتقات النفطية = 7.3 برميلًا).

وتعزز شركة “سومو” المناقصة بامتيازات، من بينها منح المشترين إمكان تمديد الاتفاق بعد موافقتها على ذلك، ويبدأ تلقّي العروض يوم 26 مايو/أيار الجاري.

وتُخطط الشركة العراقية لتوفير تدفقات الديزل الفائضة عن الاستهلاك المحلّي من مصفاة كربلاء الجديدة الواقعة غرب بغداد، التي تنتج 140 ألف برميل يوميًا.

افتتاح مصفاة كربلاء الجديدة عام 2023 – الصورة من Iraq Oil Report

ويعود عمر المصفاة إلى أبريل/نيسان 2023، ولطالما ركّزت على تلبية الطلب المحلي من الديزل والمشتقات النفطية، غير أن إنتاجها الفائض عن الاستهلاك يشكّل نواة للتصدير.

واستأنفت مصفاة الشمال -أيضًا- عملها مؤخرًا بطاقة إنتاجية تصل إلى 150 ألف برميل يوميًا، ارتفاعًا من 70 ألف برميل يوميًا حتى مارس/آذار الماضي، وتعدّ المصفاة مرفقًا ضمن أكبر منشآت التكرير العراقية “مجمع بيجي” الذي يصل إنتاجه إلى 290 ألف برميل يوميًا.

وبالإضافة لذلك، تُحمَّل شحنات الديزل عبر شركة مصافي الشمال (North Refineries Company) التي تتخذ من تكريت مقرًا لها، وهي واحدة ضمن 16 شركة تتبع وزارة النفط العراقية.

See also  انخفاض أسعار الوقود في السويد يُفشل الأهداف المناخية

لا للواردات

قد يؤدي الإنتاج العراقي المتزايد من الديزل الأحمر إلى إنهاء الاعتماد على الواردات خلال العام الجاري، وكشفت بيانات أن بغداد لم تستورد أيّ براميل منه خلال شهري “فبراير/شباط، ومارس/آذار” الماضيين، طبقًا لبيانات جودي.

ويأتي تسجيل “صفر” واردات، على مدار الشهرين المذكورين، بعدما بلغ متوسط الواردات 24 ألف و500 برميل يوميًا العام الماضي.

وتعدّ مناقصة العراق الأولى من نوعها لتصدير الديزل الأحمر، وبيانات الواردات الصفرية، دلالة على تحوّل بغداد من مستورد إلى مُصدّر، حسب منصة أرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.

ويسعى العراق إلى الاستفادة من مصادر الطاقة المتاحة لديه لتعزيز إيراداته، في محاولة لتجاوز أزماته الاقتصادية.

ويزوّد زيت الوقود العراقي محطات الكهرباء اللبنانية بالإمدادات اللازمة، بموجب صفقة مقايضة موقّعة عام 2021 بين البلدين.

وقدّمت بغداد لبيروت شحنات من الديزل الأحمر أو زيت الوقود من السوق الفورية، لتكون بديلًا وقودها عالي الكبريت غير الملائم لمحطات الكهرباء اللبنانية.

عاملان في موقع نفطي بالعراق
عاملان في موقع نفطي بالعراق – الصورة من Iraq Oil Reporter

البنزين على مسار الاكتفاء

قد يلحق البنزين بالديزل الأحمر بحلول العام المقبل 2025، إذا نجح العراق في تحقيق الاكتفاء الذاتي منه، مع التشغيل الكامل لمصفاة كربلاء الجديدة، بعد تسليم الوحدات وفق الخطط الزمنية المعلنة، وستتوقف وزارة النفط تدريجيًا عن استيراد الوقود.

وربما يواجه هذا الطموح تأخيرات في التسليم أو زيادة في الطلب، ما يؤدي إلى استمرار تلقّي الواردات، وفق ما نشرته مجلة ميس (mees) المتخصصة بأخبار النفط والغاز والصادرة من قبرص، في فبراير/شباط الماضي.

وأكد نائب وزير النفط لشؤون التكرير “حامد يونس” أن العراق حقق اكتفاءً ذاتيًا في إنتاج الديزل الأحمر الرديء، والديزل، والكيروسين، بحسب ما نقلته عنه المجلة حينها.

وأوضح يونس أن العراق سيستورد 44 ألف برميل يوميًا من البنزين فقط خلال العام الجاري، دون استيراد منتجات وقود أخرى.

See also  استهداف ناقلة نفط في البحر الأحمر بصاروخ حوثي

ومن شأن اقتصار الواردات على البنزين، توفير تكلفة استيراد الوقود التي تتحملها الدولة بما يعادل مليار دولار.

وكان شهر يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري قد شهد بدء توقُّف تلقّي واردات الديزل الرديء والعادي، للمرة الأولى منذ عام 2018.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.



Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *