يوصل العراق مساعيه لزيادة الطاقات التصديرية من المنافذ الجنوبية، وفي هذا الإطار يوفر ما تحتاج إليه البلاد من بنى تحتية متخصصة، وأحدثها السفينة المتخصصة العملاقة “شناشيل”.
ودشن وزير النفط حيان عبدالغني، السفينة المتخصصة العملاقة، اليوم الإثنين 11 مارس/آذار (2024)، مؤكدًا حرص الوزارة على دعم مشروعات إدامة وزيادة الطاقات التصديرية من المنافذ الجنوبية، وذلك تعزيزًا للبنى التحتية المساندة لتحقيق ذلك، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح الوزير، خلال حفل تدشين السفينة في ميناء أم القصر بمحافظة البصرة، أن السفينة “الكرين بارج” التي أطلقت عليها بغداد اسم “شناشيل”، وستدعم صادرات العراق النفطية، جرى التعاقد على بنائها وتصنيعها، وفقًا لأعلى المواصفات العالمية المحددة لبناء ناقلات النفط العملاقة.
تعزيز صادرات النفط العراقي
يقول حيان عبدالغني، إن السفينة “الكرين بارج” أو ما تُسمى “الجنيبة الآلية” تم إطلاق اسم “شناشيل” عليها، وذلك اعتزازًا وتيمنًا بشناشيل البصرة المطلة على نهر العشار وشط العرب، وفق ما جاء في بيان لوزارة النفط.
وأوضح أن السفينة ستسهم في تعزيز القدرات الوطنية في إدارة وصيانة المواني النفطية من المنفذ الجنوبي، بجانب تقديم الدعم الفني في معالجة المشكلات التقليدية أو الطارئة، التي قد تواجه المنشآت وناقلات النفط العراقي على حد سواء، بسبب الظروف الطبيعية وغيرها.
ولفت حيان عبدالغني إلى أن السفينة ستُسهم أيضًا في تنفيذ أعمال الصيانة للمرافئ، وذلك من خلال مهام استبدال المعدات الرئيسة والثانوية للمواني، بجانب انتشال القطع الغارقة ورفع صيانة واستبدال أجزاء الميناء.
ومن شأن السفينة المتخصصة العملاقة، وفق الوزير، أن تتولى أعمال تقديم الدعم اللوجستي في صيانة الوحدات العائمة، وتنفيذ المشروعات والمنشآت البحرية، وفقًا لخطط وزارة النفط العراقية، التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأكد أن السفينة “شناشيل” تقف الآن شامخة في ميناء أم قصر، وستكون لاحقًا في ميناء البصرة، والعمية والعوامات الأحادية، إذ ستقدم دعمها وإسنادها الفني والهندسي إلى القطاعات المسؤولة عن الصادرات النفطية، وحركة الملاحة التجارية في المياه الإقليمية والوطنية.
يُشار إلى أن وزارة النفط العراقية كانت قد كشفت في 9 فبراير/شباط الماضي 2024، مساعيها لتعزيز أسطول ناقلات النفط بعدد جديد، بعد دخول ناقلتين نرويجيتين للعمل التجاري، والتعاقد مع شركات عالمية لتعزيز عمل شركة الناقلات الوطنية.
وصرّح -حينها- المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد، بأن الوزارة تستهدف تعزيز الأسطول بعدد من الناقلات، وذلك بعد انضمام الناقلتين النرويجيتين، وفق صفقة موقعة في عام 2020، مع شركة نرويجية لبناء الناقلتين، بحمولة للناقلة الواحدة تبلغ 31 ألف طن (220 ألف برميل).
مواصفات السفينة المتخصصة شناشيل
يبلغ الطول الكلي للسفينة المتخصصة الخدمية العملاقة “شناشيل” التي دشنها وزير النفط العراقي نحو 99 مترًا، في حين يصل عرضها إلى نحو 30 مترًا، وتتمتع بعمق يصل إلى 6.5 مترًا، ويصل غاطسها إلى 4.5 مترًا، وفق المقاييس التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتسع السفينة -التي صُنّعت بالكامل من الفولاذ المطاوع- لنحو 155 شخصًا، وتحتوي على موقع سكني متكامل يتسع لإقامة وحياة الأشخاص على متنها، بخلاف العشرات من المعدات والآليات والأجهزة والمولدات والرافعات العملاقة التي تصل طاقتها بين 50 و600 طن.
بالإضافة إلى ذلك، تتميز السفينة الجديدة “شناشيل” بعدد من المواصفات، التي ستوفر ملايين من الدولارات لخزينة الدولة بعد تشغيلها، لا سيما أن العراق كان ينفق أموالًا طائلة على أعمال الصيانة وغيرها من الأمور التي ستتولى السفينة الخدمية إنجازها.
وأشاد وزير النفط العراقي بجهود وزارته والجهات الداعمة لخططها، الهادفة إلى تطوير المنافذ التصديرية بصفتها عصب الاقتصاد الذي يعزز الإيرادات المالية لخزينة الدولة، موضحًا أن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة مشروعات لتحقيق الأهداف الحالية والمستقبلية، التي يتضمنها البرنامج الحكومي.
بدوره، قال مدير عام شركة نفط البصرة باسم عبدالكريم، إن هناك أهمية كبيرة لامتلاك الشركة للسفينة المتخصصة “شناشيل”، لدعم أعمال الصيانة الدورية الروتينية والطارئة للمواني الثابتة والعائمة، بجانب انتشال الغوارق والخدمات الأخرى.
وبإمكان السفينة دعم قطاع النفط العراقي، بخدمات عديدة، وذلك بفض الكرينات “الشاشات” العملاقة والأجهزة والمعدات والآليات المتطورة التي تملكها، بما يعزز قدرات وإمكانات الشركة لإدامة الصادرات النفطية من المنفذ الجنوبي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply