العراق لا يريد أسعار النفط أقل من 85 دولارًا

يرغب العراق في استمرار أسعار النفط فوق مستوى 85 دولارًا للبرميل، بما يوفر الموارد المالية اللازمة لتمويل المشروعات وخفض عجز موازنة البلاد.

يقول رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الخميس 21 سبتمبر/أيلول (2023): “ليس لدينا سعر محدد للنفط، لكننا نريد الحفاظ على مستوى ثابت وسعر منطقي يضمن مصالح كل من المنتجين والمستهلكين، وهو المستوى الذي لا يقلّ عن 85 إلى 95 دولارًا للبرميل”، حسب تصريحاته التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

قدّرت موازنة العراق 2023 سعر برميل النفط العراقي عند 70 دولارًا، وسط مخاوف من تأثير وقف صادرات إقليم كردستان في الإيرادات العامة للبلاد، إذ تسبَّب حكم محكمة دولية ضد تركيا في وقف تدفُّق 450 ألف برميل يوميًا باتجاه ميناء جيهان التركي منذ نهاية مارس/آذار.

وتأمل بغداد في استمرار ارتفاع أسعار النفط فوق حاجز الـ85 دولارًا للبرميل من أجل سدّ عجز الميزانية المقدَّر بنحو 64.36 تريليون دينار عراقي (49 مليار دولار)، وهو مستوى يبلغ أكثر من ضعف آخر عجز ميزانية مسجل في عام 2021.

الخفض الطوعي لإنتاج النفط

أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني التزام كل من العراق والسعودية وروسيا بالخفض الطوعي لإنتاج النفط، لتحقيق الهدف الذي اتُّفِق عليه في تحالف أوبك+.

فقد أعلنت بغداد، في أول يونيو/حزيران 2023، تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط البالغ 211 ألف برميل يوميًا حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024، ضمن تعهدات 9 دول من تحالف أوبك+ لخفض الإنتاج بنحو 1.6 مليون برميل يوميًا إضافية، من أجل ضبط الأسواق.

وشدد رئيس الوزراء العراقي على التزام بلاده بالاتفاقات والتفاهمات مع تحالف أوبك+ بشكل يحمي مصالح كل من المنتجين والمستهلكين، لافتًا إلى أن العراق لديه القدرة على الإنتاج، لكن ذلك سيكون وفقًا لهذه الاتفاقية، حسب مقابلة مع وكالة بلومبرغ.

إنتاج النفط العراقي

قال محمد شياع السوادني: “لدينا قرار بتوجيه جزء من إنتاج النفط نحو تشغيل المصافي خارج العراق، وكان لدينا اجتماع رئاسي مع بلغاريا بشأن ذلك، إذ إن هناك مصافيَ في بلغاريا وأخرى في الصين وماليزيا”.

بلغ متوسط إنتاج العراق من النفط 4.23 مليون برميل يوميًا خلال أغسطس/آب الماضي، في حين بلغ متوسط الصادرات 3.35 مليون برميل يوميًا.

أشار السوداني إلى أن حجم الإنتاج يرتبط في الواقع بالسياسة التي اتُّفِق عليها داخل أوبك+، (القدرة، الإمكان، والمشروعات)، مشددًا على أن هناك سياسة لأوبك يجب التمسك والالتزام بها لتحقيق التوازن بين مصلحة المنتجين والمستهلكين.

وشدد على أن بغداد لديها خطة طموحة للاستخدام الأمثل للنفط والغاز، إذ أبرم عددًا من العقود الخاصة باستثمار الغاز المصاحب، وهناك حقول أُعلِنَت من خلال الجولة السادسة من التراخيص لاستثمار الغاز الطبيعي.

حقول الغاز

قال رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني: “لدينا جولات أخرى فعلية لحقول غاز أخرى في العراق، ستكون لاعبًا فاعلًا في أسواق الغاز وفق الرؤى التي اتفقنا عليها داخل حكومته”.

وأضاف بمقابلة مع تلفاز بلومبرغ، اطّلعت عليها منصة الطاقة، أنه سيجتمع مع عشرات الشركات الأميركية في إطار جهود تعزيز الاستثمار بقطاع الغاز.

وكشف السوداني أنه التقى بشركات أميركية تعمل في إقليم كردستان العراق، وترغب بالانتقال إلى بقية المناطق في بلاده، وأنه يعتزم مقابلة ممثلين عن 31 شركة أخرى اليوم، مشيرًا إلى أن حكومته تعمل أيضًا لاستكمال الاتفاقيات مع الشركات الإماراتية والصينية.

وتحاول بغداد تقليص اعتمادها على إيران في الحصول على الغاز، وهو إجراء بات أكثر مشقة، نظرًا لأن العقوبات الأميركية القاسية على إيران تجعل عملية السداد صعبة، كما أنه ينفق مليارات الدولارات لزيادة إنتاجه من الغاز لتفادي انقطاع الإمدادات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..