أعلنت المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء 5 سبتمبر/أيلول (2023) تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط، الذي يبلغ مليون برميل يوميًا، لـ3 أشهر أضافية وذلك حتى نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري..
وسبق أن أوضحت مصادر في وزارة الطاقة، في بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن القرار يشمل إمكان تمديد أو تمديد مع زيادة الخفض الإضافي، الذي بدأت المملكة تطبيقه في شهر يوليو/تموز الماضي.
وبموجب القرار الجديد من جانب السعودية بتمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل، فإن إنتاج المملكة من النفط الخام خلال سيبلغ نحو 9 ملايين برميل يوميًا.
إنتاج السعودية من النفط
أعلن مصدر مسؤول في وزارة الطاقة أن المملكة العربية السعودية ستمدد الخفض الطوعي بمقدار مليون برميل يوميًا والذي دخل حيز التنفيذ في شهر يوليو/تموز وتم تمديده ليشمل أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، لمدة 3 أشهر أخرى حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023.
بموجب الخفض الطوعي من المقرر أن يبلغ إنتاج السعودية من النفط للأشهر المقبلة (أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول) ما يقارب 9 ملايين برميل يوميًا.
وأوضحت وزارة الطاقة، أن قرار الخفض الطوعي ستتم مراجعته شهريًا للنظر في تعميق الخفض أو زيادة الإنتاج، مؤكدة أن هذا الخفض يأتي إضافة إلى الخفض الطوعي الذي أعلنته المملكة سابقًا في أبريل/نيسان 2023 والذي يمتد حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.
وشددت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، على أن التخفيض الطوعي الإضافي يأتي لتعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول أوبك+، بهدف دعم استقرار وتوازن أسواق النفط.
الخفض الطوعي لإنتاج النفط
في يوليو/تموز 2023، أقرّت المملكة العربية السعودية خفضًا إضافيًا طوعيًا بمقدار مليون برميل يوميًا، يأتي في أعقاب الخفض الطوعي لإنتاج النفط الذي سبق إقراره في أبريل/نيسان الماضي من جانب 9 دول في أوبك+، من بينها المملكة، وبدأ تطبيقه من شهر مايو/أيار.
وجاء الخفض الطوعي الأول بمقدار 1.66 مليون برميل يوميًا من جانب دول أوبك+ الـ9، وكان نصيب المملكة فيه نحو 500 ألف برميل يوميًا، والحصة نفسها بالنسبة إلى روسيا، وهو الخفض الذي سيمتد حتى نهاية العام المقبل 2024، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي شهر أغسطس/آب الماضي، أصدرت روسيا بيانًا صحفيًا، أعلنت فيه استمرار الخفض الطوعي لإمداداتها النفطية خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري، ولكن بمقدار 300 ألف برميل يوميًا، وذلك بسبب تراجع صادراتها، وفق ما نشرت وكالة تاس.
وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك -حينها- أن بلاده ستخفض صادراتها النفطية طواعية، بمقدار 300 ألف برميل يوميًا خلال شهر سبتمبر/أيلول، وذلك ضمن جهودها لتحقيق التوازن في سوق النفط.
يشار إلى أن الدول الـ9 ضمن تحالف أوبك+ كانت قد استهدفت من خلال الخفض الطوعي لإنتاج النفط ضبط أسواق النفط ومنع المضاربين ووسائل الإعلام الغربية من التلاعب بها، لا سيما في ظل انخفاض أسعار النفط لأشهر طويلة تحت حاجز الـ80 دولارًا للبرميل.
وكانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت أن خفضها الطوعي الإضافي البالغ مليون برميل يوميًا، والذي بدأ تطبيقه في يوليو/تموز، قابل للتمديد، موضحة أنها قد تلجأ إلى هذه الخطوة مجددًا إذا استدعت الضرورة ذلك، وهو ما تكرَّر بالفعل في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، وسيتكرر في أكتوبر/تشرين الأول.
هل يستمر الخفض الطوعي؟
تحدَّث خبراء، استطلعت منصة الطاقة المتخصصة آراءهم بشأن إمكان تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط من جانب السعودية، عن إمكان تقليص المملكة حجم هذا الخفض الطوعي في حالة الاطمئنان إلى أن أسواق النفط تشهد حالة من الاستقرار.
وقال محلل السلع في بنك “يو بي إس” في سويسرا جيوفاني ستانوفو، إنه من المرجّح أن تمدد السعودية الخفض الطوعي لإنتاج النفط، ولكنها ستقلل حجم خفض الإنتاج الطوعي عندما تعتقد أن سوق النفط مستقرة بما يكفي لتبرير ذلك، أي عندما تكون مخزونات النفط العالمية أقلّ من الموجودة حاليًا.
بدوره، أوضح كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، أومود شوكري، أن المملكة ستمدد خفض الإنتاج لتعزيز أسعار الطاقة، إذ إن التقارير لم تشر إلى تغيير حجم المليون برميل يوميًا، ويشير التزام الحكومة باستقرار السوق إلى إمكان تمديد الخفض، أو زيادة حجمه، إذا لزم الأمر.
بينما رأى محلل أسواق النفط بالشرق الأوسط في منصة آرغوس ميديا المتخصصة في الطاقة، نادر إیتیّم، أن هناك فرصة بنسبة 75% لمواصلة الخفض بمقدار مليون برميل يوميًا كما هو في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بينما هناك فرصة بنسبة 25% لتقليل حجم الخفض، ربما إلى 700 ألف برميل يوميًا.
وكان مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، قد أشار في إحدى حلقات برنامج “أنسيات الطاقة“، إلى ظهور مشكلات عدّة في سوق النفط منذ بداية عام 2023، أبرزها انخفاض الأسعار بصورة كبيرة.
وأوضح الدكتور أنس الحجي أن دول أوبك أعلنت التخفيض الأول في 2023، الذي مُدِّدَ لاحقًا إلى نهاية عام 2024، إذ كان من المفترض أن يمتد حتى نهاية 2023، لكن الأسعار والأوضاع لم تتغير، وهو ما استغلّه أعداء المملكة وأوبك، وزعموا أن أوبك فشلت في إدارة السوق.
وأضاف: “دعا ذلك قادة أوبك+ لإدراك ضرورة المراقبة الشهرية كما كانت في 2021 و2022.. وبدلًا من الاجتماعات الشهرية، قررت السعودية وحدها أن تُقدم على الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميًا لمدة شهر، قابل للتجديد، كما ترى المملكة”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply