التنقيب عن النفط في روسيا يسجل مستويات قياسية خلال النصف الأول من 2023

التنقيب عن النفط في روسيا يسجل مستويات قياسية خلال النصف الأول من 2023

سجلت عمليات التنقيب عن النفط في روسيا مستويات قياسية خلال النصف الأول من العام الجاري (2023)، بما يدعم احتياطيات موسكو من الهيدروكربونات.

وواصلت شركات النفط الروسية عمليات البحث عن النفط والغاز في العديد من المناطق الإستراتيجية، على الرغم من قرار موسكو بخفض الإنتاج 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024 بجزء من اتفاق أوبك+.

وحفرت شركات التنقيب عن النفط في روسيا نحو 14.7 ألف كيلومتر من آبار الإنتاج خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران، بزيادة 6.6% عن المخطط لها، و8.6% أكثر المدة نفسها من عام 2022، وفقًا للبيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.

التنقيب عن النفط والغاز

قال محلل النفط والغاز في شركة بي سي إس غلوبال ماركتس، رونالد سميث: “إن العام الماضي شهد رقمًا قياسيًا في التنقيب عن النفط في روسيا، تعدّ الأكبر في مدة ما بعد الاتحاد السوفيتي، وبالنظر إلى البيانات، أتوقّع ارتفاعًا جديدًا خلال العام الجاري”.

سرّعت الشركات عمليات التنقيب عن النفط في روسيا، حتى بعد قرار الكرملين بخفض الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، مبدئيًا لبضعة أشهر فقط، ردًا على العقوبات الغربية على أوكرانيا، حتى نهاية عام 2024، بالتنسيق مع الحلفاء في منظمة الدول المصدّرة للنفط “أوبك”.

حتى يوليو/تموز، أثار المستوى المرتفع لصادرات النفط الخام المنقولة بحرًا في روسيا ومعدلات التكرير المحلية القوية الشكوك بين مراقبي النفط حول ما إذا كانت تنفّذ هذه القيود بالكامل.

كان إنتاج النفط الروسي قد تراجع بمقدار 30 ألف برميل يوميًا في يونيو/حزيران، إلى 9.42 مليون برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ أبريل/نيسان 2022، وفقًا لمسح أجرته منصة إس آند بي غلوبال بلاتس.

See also  إنتاج ليبيا من النفط يتعزز بتشغيل خط أنابيب في حقل شمال الحمادة

وسجّل إنتاج روسيا من النفط انخفاضًا بمقدار 440 آلف برميل يوميًا أقلّ من إنتاج فبراير/شباط البالغ 9.86 مليون برميل يوميًا، المستعمَل بوصفه خط أساس لهدف الخفض الطوعي البالغ 500 ألف برميل يوميًا.

وأوضح تقرير بلومبرغ أن المستوى المرتفع لعمليات التنقيب عن النفط في روسيا لا يشير بالضرورة إلى أيّ نوع من انتهاك امتثال موسكو للتخفيضات التي تمّ التعهد بها، إذ يمكن أن تمهد الطريق لضخّ المزيد بعد انتهاء اتفاق أوبك+ العام المقبل.

دعم الإنتاج في المستقبل

قال رئيس محللي النفط لدى شركة استخبارات السوق “كبلر”، فيكتور كاتونا: “التنقيب عن النفط في روسيا لا يضيف الإنتاج بشكل مباشر، ولكنه يسهم في الطاقة الإنتاجية المستقبلية، وهو بالضبط ما يفعله المنتجون الروس في الوقت الحالي.. لا يريدون تقليل إنتاجهم أكثر من ذلك”.

تقدّر كبلر أن روسيا تضخ ما بين 10.7 مليون و10.8 مليون برميل من الخام والمكثفات يوميًا، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

قال محلل بي سي إس غلوبال ماركتس، سميث، إنه من الممكن أيضًا أن يقوم عمال الحفر بكل ما هو ضروري للحفاظ على الإنتاج الحالي، إذ إنه مع تقادم حقول النفط الروسية، تحتاج موسكو بطبيعة الحال إلى المزيد من عمليات الحفر للحفاظ على القدرة الإنتاجية نفسها”.

تأثير العقوبات

تأتي ارتفاعات التنقيب عن النفط في روسيا في الوقت الذي تواجه فيه موسكو عقوبات غير مسبوقة فرضتها الدول الغربية وحلفاؤها العام الماضي للتنديد بالحرب في أوكرانيا.

هدفت القيود المفروضة على إمدادات معدّات وتقنيات الطاقة إلى تقليص قدرة روسيا على الحفر وضخ النفط، وهو مصدر رئيس لإيرادات الميزانية الوطنية.

وأثبتت عمليات التنقيب عن النفط في روسيا حتى الآن أنها أقلّ فعالية، إذ يرجع ذلك جزئيًا إلى ارتفاع حصة مزوّدي خدمات النفط المحليين.

See also  5 اكتشافات نفط وغاز جديدة في مصر تضيف احتياطيات ضخمة

وفي عام 2021، قبل الغزو، كانت الشركات الدولية تمثّل 12% فقط من السوق الروسية، وفقًا للشريك في شركة كاساتكين للاستشارات، مركز أبحاث ديلويت سابقًا في المنطقة، لديمتري كاساتكين، إذ تُظهر التقديرات تراجع الحصة في عام 2022 إلى 9%.

وفي كثير من الحالات، كان المزوّدون الأجانب مصدرًا فريدًا لخدمات ومعدّات التكنولوجيا الفائقة للصناعة الروسية، ومع ذلك، في حين غادرت شركتا خدمات دوليتان عملاقتان – هاليبرتون وبيكر هيوز روسيا الخاضعة للعقوبات- لم تُفقد خبراتهما ومعدّاتهما وموظفوهما في الصناعة، لأن الشركات باعت أعمالها داخل البلد للإدارة المحلية.

وقالت أكبر مزوّد لخدمات النفط في العالم، إس إل بي “شلمبرجيه سابقًا”، الشهر الماضي، إنها أوقفت شحنات المنتجات والتقنيات إلى روسيا من منشآتها في جميع أنحاء العالم.

وجاءت الخطوة في أعقاب الحظر الذي فرضه بنك إس إل بي في وقت سابق على الإمدادات إلى روسيا الخاضعة للعقوبات من عدّة دول غربية، وتعهّده بالتوقف عن القيام باستثمارات جديدة في أعماله في البلاد.

ومع ذلك، لا تزال إس إل بي توجد في السوق الروسية، إذ شكّلت 5% من عائدات الشركة الربع الثاني من العام الجاري، وفقًا لما قاله الرئيس التنفيذي أوليفييه لو بيوش.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.



Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *