اشتعال مصفاة نفط روسية.. ثاني أكبر مُصدر للمشتقات عالميًا

اشتعلت النيران في مصفاة نفط روسية، تُعدّ ثاني أكبر مُصدّر للمشتقات النفطية عالميًا، بعد هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية؛ ما قفز بأسعار البنزين والديزل محليًا، وفق تقارير عديدة طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال مسؤول حكومي روسي، إن أوكرانيا هاجمت روسيا بنحو 25 طائرة مسيرة و9 صواريخ؛ ما أدى إلى اشتعال النيران في مصفاة النفط نورسي NORSI.

وتستعمل الدولتان المتصارعتان، منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، الطائرات المسيرة لتدمير البنى التحتية الرئيسة في كلتيهما. وألحقت أوكرانيا أضرارًا كبيرة بمنشآت طاقة ومصافي نفط روسية عديدة خلال الأشهر الأخيرة.

الهجوم بعشرات الطائرات المسيرة

قالت وزارة الدفاع في موسكو، إنها أسقطت 25 طائرة مسيرة (طائرة بدون طيار)، ضربت مناطق عدّة، مثل العاصمة، إضافة إلى لينينغراد وبلغورود وكورسك وبريانسك وتولا وأوريول، حسبما ذكرت وكالة رويترز، اليوم الثلاثاء 12 مارس/آذار 2024.

وطالت الضربات مصفاة نورسي التي تتبع شركة “لوك أويل” Lukoil، إذ دمرت الهجمات عددًا من منشآت الطاقة في منطقة كيريشي، مقرّ المصفاة، وفق تصريحات مسؤولين روس.

ونشر حاكم منطقة نيزهاني نوفغورود، غلب نيكيتين، بحسابه في منصة “تيليغرام”، صورة لمصفاة نورسي وألسنة النيران تتطاير منها، وعلّق قائلًا: “خدمات الطوارئ تعمل حاليًا لإخماد النيران.. مجمع الوقود والطاقة تلقّى هجمات من طائرات مسيرة”.

بينما أشارت القنوات الروسية على “تيليغرام” إلى أن وحدة تقطير الخام في ثاني أكبر مصفاة تصدير مشتقات نفطية عالميًا في روسيا تعرضت لأضرار، وهي مشتعلة الآن.

كانت مصفاة نورسي قد تعرّضت لحريق في ساعة متأخرة من مساء 2 فبراير/شباط (2024)، بعد هجوم بطائرة مسيرة، وهو الحادث الذي جاء بعد يوم واحد فقط من هجوم بطائرة مسيرة استهدف كذلك مصفاة النفط في إلسكي؛ ما أدى إلى اشتعال النار في مستودع لتخزين النفط، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي 5 مايو/أيار (2023) شبّ حريق في مصفاة إلسكي لتكرير النفط بمنطقة كراسنودار، بسبب هجوم بطائرة دون طيار.

سعة مصفاة نورسي

لدى مصفاة نورسي القدرة على معالجة نحو 17 مليون طن متري من النفط سنويًا، أو ما يعادل 340 ألف برميل يوميًا.

وتنتج المصفاة 11% من إجمالي البنزين في روسيا، الذي تثير أسعاره استياء سائقي السيارات والمزارعين في دولة هي أكبر مُصدّر عالمي للقمح.

وقررت روسيا، التي تستعد لإجراء الانتخابات الرئاسية بين 15 و17 مارس/آذار 2024، حظر تصدير البنزين لمدة 6 أشهر.

وقال المحلل في أسواق السلع جيوفاني ستاونوفو، بحسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، إن سعر الطن المتري من البنزين من نوع “إيه آي-92” في السوق المحلية ارتفع بنسبة 1.2%، اليوم الثلاثاء 12 مارس/آذار 2024، بسبب الهجوم على مصفاة نورسي، وبلغ 47.972 ألف روبل روسي (528.97 دولار أميركي).

(الدولار الأميركي = 90.69 روبلًا روسيًا).

وأشار المحلل إلى تقرير وكالة رويترز، الذي كشف ارتفاع سعر الديزل –أيضًا- بنسبة 1.3%، وبلغ 61.299 ألف روبل (675.92 دولارًا أميركيًا) للطن، بينما زاد سعر البنزين “إيه آي-95” بنسبة 0.51%، وبلغ 58.032 ألف روبل (639.89 دولارًا أميركيًا) للطن، وفق بيانات سوق بطرسبرغ الدولية “مركانتيل إكستشانغ” (Mercantile Exchange (SPIMEX.

وقالت قناة “بازا” على “تليغرام” -وهي قريبة من سلطات إنفاذ القانون في روسيا-، إن مصفاة نفط ثانية تابعة لشركة النفط العملاقة “لوك أويل”، وهي “نيزهني نوفغورود”، تعرضت للهجوم، وأظهرت صور انبعاثات للدخان الكثيف الأسود منها، إضافة إلى ألسنة نيران كبيرة.

ويترقب قطاع النفط والغاز والتكرير في روسيا تعديلات إستراتيجية لهذا العام 2024، بما يتماشى مع التداعيات الأوسع نطاقًا لديناميكيات الطاقة العالمية على اقتصاد الطاقة في البلاد.

ووضعت روسيا خطة أولية لإنتاج النفط والمكثفات عند 523 مليون طن، ويمثّل هذا انخفاضًا طفيفًا عن 530 مليون طن أُنتِجَت في عام 2023.

ويمكن أن يُعزى الانخفاض إلى مجموعة متنوعة من العوامل، منها تخفيضات الإنتاج الإستراتيجي، وظروف السوق العالمية، وتأثيرات العقوبات، وفق الكاتبة في منصة الطاقة المتخصصة فيلينا تشاكاروفا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..