قفز استهلاك البنزين في الهند في شهر يوليو/تموز 2024، على أساس سنوي، بسبب زيادة الطلب من السيارات؛ بفضل موسم الرياح الموسمية، ما سمح بالسفر والتحرك بيسر، دون حدوث اضطرابات على الطرق.
وارتفع استهلاك البنزين بنسبة 10.5%، في حين زاد استهلاك غاز النفط المسال للأسباب ذاتها خلال الشهر نفسه، إضافة إلى برامج حكومية، بنسبة 10.1%، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتشهد الهند -منذ سنوات- زيادة سريعة باستعمال غاز النفط المسال في قطاع النقل، وهو ما يندرج ضمن مساعي الدولة الآسيوية لتحقيق أهداف الحياد الكربوني طويلة الأمد.
وفي نهاية 2022، اتخذت الحكومة الهندية حزمة من التدابير، من بينها تنويع سلة الطاقة، وتعزيز البدائل. ويحتلّ غاز النفط المسال المركز الثالث عالميًا في قائمة أكثر أنواع وقود النقل استعمالًا بعد النفط والديزل.
يأتي ذلك التوجه استنادًا إلى أن هذا الوقود لا تصدر عنه أيّ انبعاثات كربونية تتسبب في ظاهرة الاحترار العالمي، في حين ما يزال الفحم مصدرًا رئيسًا لأكثر من 60% من توليد الكهرباء في البلد الواقع جنوب شرق آسيا.
قفزة في استهلاك البنزين
ارتفعت معدلات استهلاك البنزين في الهند ومشتقات النفط عامة بنسبة 7.4%، خلال شهر يوليو/تموز الماضي، إذ سجلت 19.65 مليون طن متري، وفق بيانات وحدة تحليل وتخطيط النفط في وزارة الطاقة، التي نقلتها صحيفة “ذا إيكونوميك تايمز – إنرجي وورلد” المحلية.
وقاد ارتفاع استهلاك البنزين في الهند تلك الزيادات الشهر الماضي، كما صعد استهلاك غاز النفط المسال، وارتفع استهلاك الديزل -أيضًا- بنسبة 4.5%، مدعومًا بأنشطة القطاع الزراعي في ريف الهند، ونقل هذه السلع.
وسجّل استهلاك وقود الطائرات ثالث أكبر نسبة ارتفاع بما يعادل 9.6%، بفضل نشاط حركة السفر داخليًا، وإلى الخارج، خاصة بعد إزالة قيود على حركة السفر مؤخرًا، بحسب الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبصورة عامة، يشهد قطاع الكهرباء طلبًا متزايدًا في الهند، نتيجة للنشاط الاقتصادي، خاصة بعد إلغاء قيود كانت قد فُرضت بسبب جائحة كورونا، وتُقدَّر بنحو 7-8% سنويًا، وفق تقديرات حكومية سابقة.
ويساعد على تصاعد الاستهلاك، إضافة إلى النشاط الاقتصادي، خطة الحكومة المطروحة مؤخرًا، لإنشاء 8 طرق سريعة باستثمارات تبلغ نصف تريليون روبية تقريبًا.
(الدولار الأميركي = 83.91 روبية هندية).
سجل إنتاج النفط الخام المحلي والمكثفات في الهند انخفاضًا بنسبة 2.9%، ووصل إلى 2.4 مليون طن متري، وفق أحدث تقرير صادر عن وزارة الفحم.
في المقابل، شهدت معدلات معالجة النفط زيادة بنسبة 3.2% في شهر يوليو/تموز 2024، مقارنة بالشهر نفسه في 2023، وسجلت 22.6 مليون طن متري، منها 15.3 مليون طن في منشآت القطاع العام.
وكانت الكميات المتبقية قد عولجت في مصافي تكرير القطاع الخاص، إذ اعتمدت منشآت المعالجة على الخام المحلي لإنتاج 1.9 مليون طن متري، والمستورد 20.7 مليون طن متري.
الصادرات والواردات
كشفت خريطة الصادرات والواردات للنفط الخام في الهند انخفاض الواردات في الشهر الماضي، على مستوى سنوي، بنسبة 0.7%، بينما سجلت زيادة بنسبة 2.5% في المدة بين شهري أبريل/نيسان ويوليو/تموز 2024.
ونمت فاتورة واردات النفط والغاز إلى 10.9 مليار دولار أميركي في يوليو/تموز، مقابل 8.8 مليار دولار أميركي في الشهر نفسه من 2023، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وصعد إنتاج مشتقات النفط بنسبة 7.1%، مسجلًا 24.4 مليون طن متري، بالتوازي مع زيادة استهلاك مشتقات النفط بنسبة 4.8% في أول 4 أشهر من العام المالي الهندي الحالي (تبدأ السنة المالية في أول أبريل/نيسان وتنتهي آخر مارس/آذار).
وزاد معدل خلط الإيثانول مع البنزين في الهند بنسبة 15.8% في يوليو/تموز الماضي، ما يعكس جهود البلاد في التحرك نحو تبنّي سياسات الطاقة المستدامة، وفق تقرير منفصل في صحيفة “ذا إيكونوميك تايمز- إنرجي وورلد”.
وتكشف بيانات تراجع إنتاج النفط الخام المحلي وزيادة استهلاك البنزين في الهند ومشتقات النفط الأخرى، الشهر الماضي، طبيعة قطاع الطاقة في البلاد، وسط تذبذب الأسعار العالمية، وانتعاش الأنشطة الاقتصادية المحلية.
يُذكر أن القدرة المركبة لمشروعات الطاقة المتجددة في الهند خلال العقد الأخير زادت بنسبة 165%، وسجلت 148 غيغاواط، بالتوازي مع التزام نيودلهي بتطوير الطاقة المستدامة، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقّرها واشنطن).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply