ارتفاع أسعار النفط الحامض عالميًا.. ما دور تخفيضات أوبك+؟ (تقرير)

ارتفاع أسعار النفط الحامض عالميًا.. ما دور تخفيضات أوبك+؟ (تقرير)

ارتفعت أسعار النفط الحامض عالميًا خلال الأسابيع الماضية، مدفوعة بمخاوف شح المعروض، التي دفعت خام برنت -أيضًا- فوق مستويات 90 دولارًا للبرميل، مع استمرار تخفيضات تحالف أوبك+، خاصة الخفض الطوعي الإضافي من جانب السعودية وروسيا وتمديده حتى نهاية (2023).

وأظهر تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- ارتفاع الأسعار المتداولة للنفط الخام الحامض (عالي الكبريت) حول العالم بصورة ملحوظة منذ 21 يونيو/حزيران، حتى 19 سبتمبر/أيلول (2023).

وعادةً ما تؤدي تخفيضات إنتاج الخام بين أعضاء تحالف أوبك+ إلى تقييد المعروض العالمي من درجات النفط المتوسطة والحامضة والثقيلة، ما يسهم في ارتفاع أسعارها مقارنة بأنواع النفط الخام الحلو.

وتعتمد تصنيفات النفط الخام عالميًا على معياري الكثافة (خفيف أو متوسط أو ثقيل)، ومحتوى الكبريت (حلو أو حامض)؛ فالنفط منخفض الكبريت هو حلو وعالي الكبريت يُطلق عليه حامضًا.

مقارنة أسعار خام دبي وبرنت

عادة ما تُتَداول أسعار النفط الخام الخفيف الحلو بعلاوة مقارنة بأيّ خام حامض آخر في الأسواق، نتيجة لانخفاض تكلفة تكرير النفط الحلو مقارنة بغيره، إضافة إلى تحقيق عائدات أعلى من المنتجات الأكثر قيمة، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية الإثنين 25 سبتمبر/أيلول 2023.

رغم ذلك، فقد شهدت عمليات تداول خام دبي المتوسط والحامض (معيار رئيس في آسيا والشرق الأوسط)، علاوة -مؤخرًا- مقابل سعر خام برنت المؤرخ الخفيف الحلو -المعيار العالمي المستعمل في تداول كثير من شحنات النفط الفعلية التي تُباع وتشترى في بحر الشمال-.

وجرى تداول خام برنت المؤرخ بمتوسط علاوة قدرها 2.56 دولارًا للبرميل، مقارنة مع خام دبي -الذي يمثّل أسعار النفط الحامض- خلال المدة من 4 يناير/كانون الثاني 2021 وحتى 20 يونيو/حزيران 2023.

وانقلبت الأدوار خلال المدة من 21 يونيو/حزيران 2023 إلى 19 سبتمبر/أيلول 2023، إذ جرى تداول خام دبي بمتوسط علاوة قدرها 0.48 دولارًا للبرميل، مقارنة مع خام برنت المؤرخ.

See also  أسعار النفط تنخفض.. وخام برنت تحت 88 دولارًا – (تحديث)
شركة أدنوك الإماراتية
محطة وقود تابعة لشركة أدنوك الإماراتية – الصورة من موقع الشركة

وتمتد التفاعلات بين أسعار النفط الحامض والحلو، وبين الخام النرويجي يوهان سفير دروب- وهو نوع نفط متوسط الحموضة-، إذ تُقدم مصافي التكرير الأوروبية أسعارًا متزايدة لجذب المعروض المحدود من الخام النرويجي.

كما تمتد الظاهرة نفسها إلى أميركا الشمالية، حيث انخفض الفارق بين سعر خام مارس الأميركي المتوسط الحامض وخام ماغلان غرب هيوستن الخفيف الحلو منذ أواخر عام 2022.

وزاد الفارق بين الخامين في أميركا الشمالية خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكنه ما يزال أقلّ مما كان عليه في وقت سابق من هذا العام، بحسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

آثار تخفيضات أوبك+

أعلنت دول تحالف أوبك+ في يونيو/حزيران 2023 تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية حتى عام 2024، ما يحدّ من إمدادات الخام العالمية، وخاصة النفط عالي الحموضة.

كما أعلنت السعودية تخفيضات إضافية بمقدار مليون برميل يوميًا لشهر يوليو/حزيران 2023، ثم مددت هذه التخفيضات أكثر من مرة، آخرها في 5 سبتمبر/أيلول 2023، لمدة 3 أشهر إضافية حتى نهاية 2023.

وبلغ متوسط إنتاج أوبك من النفط الخام قرابة 27 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب 2023، وهو أدنى مستوى منذ أغسطس/آب 2021.

بينما بلغ متوسط إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية 8.7 مليون برميل يوميًا خلال الشهر نفسه، وهو أدنى مستوى منذ مايو/أيار 2021، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

يوضح الرسم التالي-أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج النفط الخام لدى أعضاء أوبك حتى أغسطس/آب 2023:

إنتاج دول أوبك من النفط الخام وفقًا لتقديرات شركات المراقبة

 

ويحتوى معظم إنتاج السعودية من النفط الخام على نسبة تركيز للكبريت تزيد على 1%، ما يجعله يدخل في تصنيفات فئات النفط الحامضة، بحسب تقديرات الإدارة الأميركية.

وتفرض تخفيضات الإنتاج في أوبك+ ضغوطًا تصاعدية على أسعار النفط الحامض أكثر من الخام الحلو، ما يجعل النفط السعودي من أبرز الخامات المستفيدة من التخفيضات على مستوى الأسعار.

See also  زيادة إنتاج النفط والغاز في مصر.. ونبأ سار بخصوص حقل ظهر

وزادت السعودية سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف (نوع متوسط حامض) إلى آسيا وأوروبا، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الحامض حول العالم.

وضافت الفجوة بين فروق أسعار النفط الحامض والحلو في معظم المراكز التجارية الرئيسة في العالم، بما في ذلك الموجودة في أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط.

وما تزال توقعات السوق الحالية غير مؤكدة، مع ارتفاع أسعار النفط الحامض بصورة غير عادية، بسبب تخفيضات الإنتاج، إلى جانب ارتفاع أسعار البيع الرسمية، وزيادة الطلب على الخام الحامض مع بدء تشغيل عديد من مصافي التكرير الجديدة في الشرق الأوسط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.


Posted

in

by

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *