تسعى صناعة النفط والغاز لمواكبة الأهداف المناخية العالمية؛ نظرًا لتوقعات بقائها في قمة هرم الطلب على الطاقة لعقود مقبلة.
ويهدف مشغّلو حقول النفط والغاز البحرية وسلسلة التوريد الخاصة بهم إلى تحويل مجال عملياتهم لتلبية أهداف إزالة الكربون وخفض تكاليف التطوير.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، شرعت شركة كور أول النرويجية (CoreAll) في مهمة للعثور على معدّات الجيل التالي لحل المشكلات الناجمة عن الحفر لأخذ عينات التكوينات الصخرية تحت سطح البحر، في أنشطة استكشاف النفط والتقييم.
ولتحويل طموحها في جلب زيادة الإنتاج ودقة أكبر إلى حقيقة، تقدّم الشركة مجموعة من المنتجات التي تصفها بأنها “متطورة” للإسهام في تحول عمليات الحفر لأخذ العينات.
عقبات الحفر في صناعة النفط والغاز
يسعى مشغّلو حقول النفط والغاز إلى ضمان جدوى المشروعات اقتصاديًا لتجنّب الأصول المعطلة وعمليات الإثبات المستقبلية، من خلال الطاقة المنخفضة الكربون والمتجددة، بما يتماشى مع التطلعات نحو مستقبل خالٍ من الكربون، بوصفه نقطة انطلاق للوصول إلى أهداف الحياد الكربوني العالمية.
وعلى خلفية التقنيات الناشئة منخفضة الكربون والخضراء التي تكافح لتحويل مجرى معركة المناخ لصالح المرونة والاستدامة، تبذل صناعة النفط والغاز -التي ما تزال تتصدر مزيج الطاقة- الجهود اللازمة لإتاحة الفرص للتحولات في المشهد العالمي للطاقة، من خلال إيجاد طرق لتحقيق خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي والحدّ من التكاليف.
وتظهر هذه المجموعة من الأدوات الجديدة في صندوق أدوات الحفر في صناعة النفط والغاز، الذي يحتوي على تقنية مبتكرة مصممة لحلّ مشكلات تعثُّر الحفر لأخذ العينات.
ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، يبدو أن العديد من الابتكارات التي تجتاح إلى الصناعة قد تجاهلت مجالًا واحدًا في مسار تجديد النفط والغاز، وهو الحفر لأخذ العينات، إذ يتعين على الحفّارة -بناءً على الطرق التقليدية- أن تختار الخروج من البئر خلال الحفر.
ومن ثم، يجب فصل أنبوب الحفر عن طريق سحبه من الحفرة لتثبيت غلاف دائم ووضع الإسمنت عليه؛ لضمان استقرار الحفرة وحماية المياه العذبة.
ومع ذلك، فإن الدخول والخروج من البئر يُصوَّر على أنه مسعى مكلف، ويستغرق وقتًا طويلًا.
خياران متقدمان للحفر
في هذا السياق، تقدّم شركة كور أول النرويجية تقنيتين للحفر، وهما نظام الحفر الذكي (ICS) والحفر المشترك (CoDril)، وفق ما نقلته منصة “أوفشور إنرجي” (Offshore Energy).
وبينما وُصف الخيار الأول بأنه مزوّد باتصالات كهربائية عالية الأداء، وتوليد الكهرباء، ومعالجة البيانات وتخزينها، واتصالات البيانات ثنائية الاتجاه إلى السطح، فإنه يحتوي على تسجيل خلال أخذ العينات في ترسانته، الذي من المفترض أن يتيح تسجيل معلومات في الوقت الفعلي، ما يساعد الحفّارين والجيولوجيين على تحسين عملية أخذ العينات.
ويُقال، إن نظام الحفر الذكي جاهز للحقل، إذ يوفر تسجيلًا في الوقت الفعلي خلال أخذ العينات، ويوفر 5.15 ساعة من وقت الحفر لكل بئر، بالإضافة إلى المال وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
من ناحية أخرى، يُنظر إلى الخيار الثاني، الحفر المشترك (CoDril)، بوصفه وسيلة لتمكين المشغّل من التبديل بين وضع أخذ العينات ووضع الحفر على الفور.
ومن ثم، إذا لم تكن هناك حاجة إلى أخذ العينات من مدّة زمنية معينة، يمكن ضبط الأداة على الحفر بقطر كامل لتجنّب ملء برميل أخذ العينات.
ويمكن الاختلاف بين الوحدتين، اللتين أُرسِلَتا مؤخرًا للاختبارات الميدانية في المياه النرويجية، بخيارات أخذ العينات الانتقائية أو الحفر الكامل التي يوفرها الأخير، ويُمكن أن يوفر من يوم إلى 15 يومًا من وقت الحفر لكل بئر، إلى جانب التكاليف وانبعاثات الكربون.
وتزعم الشركة أن الحفر المشترك يتيح إجراء التغيير بالبئر في غضون دقائق.
فوائد الحفر المشترك
يقدّم الحل ثنائي الاتجاه مجموعة واسعة من الفوائد، وفقًا للرئيس التنفيذي لشركة كور أول، بير إيريك برغر.
وسلّط برغر الضوء على أن الحفر المشترك يُمكن أن يحقق انخفاضًا بنسبة 40-50% في وقت الحفر من خلال القضاء على التعثر، وخفضًا بنسبة 40-50% في تكلفة الحفر، وتحسين السلامة من خلال القضاء على التعثر، والحدّ بشكل كبير من انبعاثات الكربون من خلال مكاسب الكفاءة، ما يسهم في إزالة الكربون من خلال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.
وأكدت الشركة النرويجية أن الحفر المشترك يساعد في تسهيل العمليات البحرية والحدّ من الرحلات غير الضرورية، قائلة: “مع الحفر المشترك، يمكنك التبديل بين وضعَي أخذ العينات والحفر دون عناء في الوقت الفعلي”.
وتابعت: “إذا كنت بحاجة إلى تخطّي أخذ العينات لمدّة زمنية معينة، فإن الحفر المشترك ينتقل بسلاسة إلى الحفر بقطر كامل، ما يمنع ملء برميل أخذ العينات بشكل غير ضروري”.
وعلى الرغم من اعتراف الشركة بأن كلًا من الاستخراج التقليدي والذكي لهما مزاياهما، فإنها ما تزال تصرّ على أن دمج التقنيات الذكية يعيد تشكيل جوهر الصناعة، من خلال تقديم نظرة ثاقبة للبيانات في الوقت الفعلي، وتجنّب تأخيرات التحليل بعد الاستخراج، إذ يُمكن لفرق العمل الوصول إلى بيانات باطن الأرض الحاسمة على الفور، ما يتيح اتخاذ القرارات السريعة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply