حققت إيرادات النفط والغاز الروسية في الربع الأول 2024 قفزة هائلة بلغت 79.1% على أساس سنوي، على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة عليها في أعقاب غزوها لأوكرانيا منذ أكثر من عامين.
ووفق بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة، بلغت إيرادات الميزانية الفيدرالية الروسية من قطاع النفط والغاز خلال الـ3 أشهر الأولى من عام 2024 نحو 2.9 تريليون روبل (31.3 مليار دولار).
وكانت إيرادات النفط والغاز الروسية خلال الربع الأول من عام 2023 قد سجلت 1.6 تريليون روبل (17 مليار دولار) فقط.
وتوقعت وزارة المالية الروسية حدوث زيادة مستقرة في إيرادات النفط والغاز خلال الأشهر المقبلة، بما يفوق التوقعات.
إيرادات روسيا في الربع الأول 2024
أفادت وزارة المالية الروسية -في بيان أصدرته اليوم الإثنين (8 أبريل/نيسان 2024)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- بأنها لاحظت “سلوكات إيجابية مستمرة” في تدفّق الأموال إلى الميزانية الفيدرالية.
وأظهرت بيانات الوزارة أن إيرادات الـ3 أشهر الأولى حتى مارس/آذار 2024 بلغت 8.7 تريليون روبل (94 مليار دولار)، بزيادة قدرها 53.5% مقارنة بالمدّة نفسها من العام الماضي (2023).
وأوضحت أن إيرادات النفط والغاز الروسية بلغت 2.928 تريليون روبل (32 مليار دولار)، لتتجاوز ما حققته في المدّة نفسها من العام الماضي (2023) بنسبة 79.1% على أساس سنوي.
وأرجعت ذلك إلى حدّ كبير لنمو أسعار النفط الروسي، فضلًا عن المدفوعات الإضافية على ضريبة استخراج المعادن المفروضة على النفط للربع الرابع من عام 2023، والتي تُدفع لمرة واحدة من الشركات التي تغادر موسكو.
وارتفعت إيرادات الميزانية من القطاعات غير النفط والغاز بنسبة 43.2% في الربع الأول 2024، إلى 5.8 تريليون روبل (62.6 مليار دولار)، من 4.04 تريليون روبل (44 مليار دولار) في الربع الأول 2023.
وارتفع الإنفاق في الربع الأول 2024 بنسبة 20% مقارنةً بالعام الماضي (2023)، ليسجل 9.3 تريليون روبل (100 مليار دولار).
وفي نهاية الربع الأول 2024، بلغ عجز الميزانية 607 مليارات روبل (6.5 مليار دولار)، وهو أقل بمقدار 1.5 تريليون روبل (16 مليار دولار) عمّا كان عليه في نهاية الربع الأول من عام 2023.
نمو إيرادات النفط والغاز الروسية
قالت محافظة البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا، للمشرّعين يوم الإثنين (8 أبريل/نيسان 2024) في خطاب ألقته أمام مجلس النواب في البرلمان: “إن الاقتصاد يواصل النمو بمعدل مثير للإعجاب”.
ونمت إيرادات النفط والغاز الروسية بشكل سريع، مدعومة بارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى دفع ضرائب لمرة واحدة من شركات النفط التي تغادر موسكو.
ويُتداول خام برنت فوق 90 دولارًا للبرميل يوم الإثنين، مرتفعًا بنسبة 20% تقريبًا منذ بداية العام الجاري (2024)، بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية وصدمات العرض، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.
واستندت وزارة المالية في الميزانية إلى توقُّع متوسط سعر 85 دولارًا للبرميل لخام برنت في عام 2024.
وقالت الخبيرة الاقتصادية في مؤسسة فينام الاستثمارية (Finam) أولغا بيلينكايا: “يختلف هذا الوضع اختلافًا جوهريًا عن الربع الأول من عام 2023، عندما كان متوسط سعر نفط الأورال الروسي 48.92 دولارًا فقط للبرميل، وكان سعر صرف الروبل أقوى بكثير من الآن”.
وأضافت أنه إذا ظلت الأسعار مرتفعة -وهو ما يبدو مرجحًا نظرًا للقيود المفروضة على إمدادات أوبك+ وزيادة المخاطر الجيوسياسية-، فإن الوزارة تقترب من تحقيق أهداف إيراداتها التي بدت متفائلة في السابق.
خفض إنتاج النفط الروسي
أعلنت موسكو تمديد خفض إنتاج النفط الروسي، خلال الربع الثاني من العام الجاري (2024)، إلى جانب التخفيضات الطوعية المُتفق عليها في إطار تحالف أوبك+.
وقال رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك -في 29 مارس/آذار 2024-، إن بلاده قرّرت التركيز على خفض إنتاج النفط بدلًا من تقليل الصادرات، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت موسكو قد أعلنت، خلال شهر مارس/آذار 2024، أنها ستخفض إنتاجها وصادراتها النفطية بمقدار 471 ألف برميل يوميًا إضافية، في الربع الثاني من عام 2024، بالتنسيق مع بعض الدول الأعضاء في تحالف أوبك+.
ووجّهت الحكومة الروسية الشركات الوطنية بخفض إنتاج النفط الروسي، لضمان تحقيق مستهدفات الإنتاج عند 9 ملايين برميل يوميًا بحلول نهاية يونيو/حزيران المقبل.
ومن المقرر تخفيض الإنتاج بمقدار 350 ألف برميل يوميًا، وخفض الصادرات بمقدار 121 ألف برميل يوميًا، في أبريل/نيسان المقبل.
وفي شهر مايو/أيار المقبل، سيبلغ الخفض الإضافي للإنتاج نحو 400 ألف برميل يوميًا، في حين تُقدَّر مستويات الخفض في الصادرات بواقع 71 ألف برميل يوميًا، وفي شهر يونيو/حزيران ستكون جميع التخفيضات الإضافية من الإنتاج.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply