تراجع إنتاج مصافي النفط الصينية للشهر الثالث على التوالي في يونيو/حزيران 2024؛ ما يعكس هبوط الطلب على الوقود بفعل تباطؤ النمو الاقتصادي، وفي الوقت نفسه؛ إجراء عمليات الصيانة الدورية، وفق ما أظهرته بيانات حكومية.
وهبط الإنتاج بنسبة 3.7% الشهر الماضي على مستوى سنوي؛ إذ عالجت مصافي النفط 58.32 مليون طن متري (تعادل 14.19 مليون برميل يوميًا)، وهو أدنى مستوى منذ بداية العام الجاري، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، نقلًا عن بيانات عن مكتب الإحصاء الوطني في الصين.
ويعكس هذا التراجع في إنتاج مصافي النفط الصينية المتتالي، إضافة إلى تباطؤ تعافي النمو الاقتصادي الصيني، هبوط ربحية الشركات المالكة، وفق رؤية محللين وتجار في السوق.
ويشهد الاقتصاد الصيني، الذي يقود الاستهلاك العالمي، تباطؤًا في النمو منذ جائحة كوفيد-19، وما تبعها من إغلاق جميع الأنشطة.
وفي نهاية 2022، اضطرت بكين إلى إلغاء تلك السياسة عقب احتجاجات نادرة؛ بسبب اشتعال حريق خلّف ضحايا عديدة؛ نتيجة لعدم السيطرة عليه بسبب تلك القيود، ومع ذلك ظل شبح التباطؤ هو المهيمن الأكبر؛ لأسباب عدة لاحقة؛ منها أزمة السوق العقارية في البلاد.
هبوط الإنتاج
هبط إنتاج مصافي النفط الصينية في الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري (2024)، بنسبة 0.4%، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي (2023).
وكشفت بيانات مكتب الإحصاء الوطني عن أن الإنتاج بلغ 360.09 مليون طن (14.4 مليون برميل يوميًا) في النصف الأول من العام الجاري (يناير/كانون الثاني حتى يونيو/حزيران 2024)، حسبما ذكرت وكالة رويترز، اليوم الإثنين 15 يوليو/تموز 2024.
ورغم الانتهاء من عمليات الصيانة الدورية وبعض الإصلاحات في عدد من مصافي النفط الصينية العامة، واستئناف النشاط؛ فإن نشاط الوحدات الصغيرة من القطاع الخاص في شرق البلاد بمقاطعة “شاندونغ” انخفض بصورة حادة نهاية يونيو/حزيران الماضي، ووصل إلى العمل بـ50.92% فقط من طاقة تلك الوحدات الإنتاجية، وفق تقديرات شركة الاستشارات الصينية “أويلتشيم”.
وأشارت “أويلتشيم” إلى أن هذه الأرقام تمثّل أدنى مستوى منذ بداية عام 2023، كما أنها أقل من معدل التشغيل مطلع العام الجاري، الذي بلغ 61.08% من السعة الإنتاجية.
وقال مدير تجارة النفط الخام في شاندونغ لدى شركة تكرير نفط مستقلة: “تعاني مصافي النفط الصينية الصغيرة ضعف هامش الربح؛ بسبب تراجع الطلب عن التوقعات، خاصة في مجال الديزل”.
تراجع الطلب على الديزل
تراجع الطلب على الديزل في الصين بنسبة 14% خلال أول 5 أشهر من العام الجاري، مقابل 2% هبوطًا في الطلب على البنزين، وفق بيانات شركة “سوبريم تشينا” لاستشارات السلع.
وتراجع نمو اقتصاد بكين إلى أدنى مستوى له في خمسة أرباع سنوية، مع تباطؤ مبيعات التجزئة؛ ما يزيد الضغوط على بكين لتعزيز الثقة باجتماع السياسة الذي يُعقد مرتين كل عقد، ويحل موعده هذا الأسبوع.
وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء الصيني، الصادرة اليوم الإثنين 15 يوليو/تموز 2024، أن معدل النمو ارتفع بنسبة 4.7% في الربع الثاني من 2024، مقارنة بالمدة نفسها من العام المنصرم، وهو أدنى من توقعات الاقتصاديين في استطلاع “بلومبرغ” عند 5.1%.
من جهة أخرى، كشفت بيانات رسمية عن ارتفاع إنتاج النفط الخام الصيني بنسبة 2.4% في شهر يونيو/حزيران 2024، مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، وسجّلت 17.95 مليون طن (4.37 مليون طن يوميًا).
كما زاد إنتاج الفحم إلى أعلى مستوى في 6 أشهر، وفق بيانات مكتب الإحصاء الوطني، رغم تراجع إنتاج مصافي النفط الصينية، حسبما ذكر تقرير منفصل لوكالة رويترز.
وأظهرت البيانات أن بكين، وهي أكبر منتج للفحم عالميًا، أنتجت نحو 405.38 مليون طن متري، بنسبة نمو سنوية 3.6%، كما أنها الأعلى منذ ديسمبر/كانون الأول 2023.
وأرجع محللون تلك الزيادة الصينية في إنتاج الفحم إلى ارتفاع الحرارة؛ ما زاد من تشغيل أجهزة تكييف الهواء، إضافة إلى تحسينات جرت على بعض المناجم التي شهدت حوادث قاتلة، واستئناف العمل بها.
وتوقّع محللو شركة الاستشارات “غالاكسي فيوتشرز” أن يواصل إنتاج الفحم في الصين نموه خلال الربع الثالث من العام الجاري (2024)؛ بسبب الطلب الموسمي الاعتيادي في هذه المدة.
غير أنهم استبعدوا الأمر نفسه خلال شهر يوليو/تموز الجاري؛ بسبب اتجاه متوقع لاتخاذ السلطات قرارًا بوضع قيود على المناجم التي شهدت حوادث أودت بحياة العاملين فيها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply