من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط والغاز في الكونغو بحلول عام 2025، مع تركيز البلاد على توجيه مزيج الطاقة لديها نحو الغاز بشكلٍ رئيس.
وتُعدّ جمهورية الكونغو ثالث أكبر منتج للنفط في منطقة الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، ولكنها قد تصبح واحدة من أكبر 5 مصدّرين للغاز المسال في العالم وموردًا رئيسًا للغاز المسال إلى أوروبا، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتنتظر الكونغو بدء تشغيل مشروع مارين 12 الخاص بها، الذي من المقرر أن يُصدّر أول شحنة من الغاز المسال في ديسمبر/كانون الأول، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال وزير النفط الكونغولي برونو إيتوا، إن المشروع سيساعد على رفع إنتاج النفط والغاز في الكونغو إلى 500 ألف برميل يوميًا من النفط المكافئ خلال عامين.
وأضاف أن هذا هو أيضًا الإطار الزمني الذي من المقرر أن تُشَغَّل خلاله مصفاة الكونغو الجديدة التي بنتها الصين، والتي تبلغ قدرتها 50 ألف برميل يوميًا.
تعزيز إنتاج النفط والغاز في الكونغو
قال وزير النفط الكونغولي برونو إيتوا، على هامش أسبوع الطاقة الأفريقي في كيب تاون: “بناءً على ما نعرفه اليوم، نعتقد أنه في عامي 2025 و2026 يجب أن نصل إلى مستوى 500 ألف برميل يوميًا من النفط المكافئ”، وفق ما نقلته منصة “إس آند بي غلوبال” (S&P Global).
وتمتلك شركة إيني الإيطالية (Eni) -التي تُطَوِّر مشروع مارين 12- سفينة الغاز المسال العائمة تانغو، التي تُعدّ في طريقها إلى الكونغو.
ومن المتوقع أن ينتج المشروع 2.5 مليون طن متري من الغاز (3.45 مليار متر مكعب) عام 2025، في الوقت الذي يتدافع فيه المشترون الأوروبيون للحصول على إمدادات جديدة، بدلًا من انقطاع الغاز الروسي بسبب الحرب في أوكرانيا.
وسيضيف ذلك إلى إنتاج البلاد الحالي من النفط الخام البالغ 250 ألف برميل يوميًا، وفقًا لأحدث مسح لإنتاج أوبك+ من قبل “إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس”.
وإلى جانب مارين 12، تقوم عدد من شركات النفط الأجنبية بالتنقيب في الكونغو.
وقال رئيس شركة النفط الوطنية في الكونغو راؤول أومينغا: “إن المربعات التي ستؤثّر بالإنتاج في الكونغو ستكون تلك التي تديرها شركة إيني، وتلك التي يديرها الشركة الصينية وينغ واه، بالإضافة إلى شركة بيرينكو، والمشغّل الجديد ميركوريا، الذي بدأ الاستكشاف والإنتاج”.
وقال أومينغا، إن إنتاج شركة النفط الوطنية في الكونغو سيرتفع من 50 ألف برميل يوميًا اليوم إلى 60 ألف برميل يوميًا عام 2024.
حصة الكونغو في أوبك
يأتي تركيز الكونغو على الغاز مع انخفاض إنتاجها من النفط الخام بسبب الحقول الناضجة، وليس هذا حالها وحدها بين أعضاء أوبك من الدول الأفريقية.
وبعد ساعات من المفاوضات المتوترة في آخر اجتماع وزاري أوبك+ في يونيو/حزيران، وافقت الكونغو ونيجيريا وأنغولا وغينيا الاستوائية على خفض خطوط الأساس والحصص في عام 2024، ما لم تتمكن من تعزيز الإنتاج بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقد فشلت الدول الأفريقية الـ4 في الالتزام بحصص الإنتاج بسبب عدم الاستثمار والانقطاع المتكرر.
وقال وزير النفط الكونغولي برونو إيتوا، إن إنتاج النفط سيبقى أقلّ بقليل من 300 ألف برميل يوميًا في عام 2024، في حين تبلغ حصة البلاد في أوبك حاليًا 310 آلاف برميل يوميًا، بحسب ما رصدته منصة الطاقة.
وانضمت الكونغو إلى منظمة الدول المصدّرة للنفط أوبك منذ عام 2018، ويُعدّ الإبقاء على العضوية في المجموعة أمرًا أساسيًا بالنسبة لها.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج الكونغو من النفط منذ عام 2019:
مصفاة تكرير جديدة في الكونغو
أعرب المشاركون في أسبوع الطاقة الأفريقي عن أسفهم لضعف قدرة القارة على التكرير، مع الهدف المعلن المتمثل في “جعل فقر الطاقة أمرًا قديمًا بحلول عام 2030”.
وعلى الرغم من أن أفريقيا تنتج الكثير من النفط الخام، فإن عدم كفاية البنية التحتية في قطاع المصب -الذي يشمل عمليات التكرير- يجبر الدول على شراء المنتجات المكررة من الأسواق الدولية المتقلبة.
وتُعدّ الكونغو في مثل هذا الوضع، بعد تدهور وضع مصفاة بوانت نوار التي تبلغ طاقتها 25 ألف برميل يوميًا.
وقال إيتوا: “إنها مشكلة كبيرة بالنسبة لنا.. إن مصفاتنا في بوانت نوار صغيرة جدًا.. والكفاءة سيئة للغاية”.
وتابع: “نعرف الحل لتحسين الكفاءة، والحصول على عائد أفضل على الاستثمار، ولكن جميع الحلول مكلفة للغاية.. وفي الوقت الحالي، ليس لدينا المال لوضعه في الحل القديم لتحسين الطريقة التي تسير بها الأمور”.
أحد الحلول هو بناء الصين مصفاة ثانية، تبلغ طاقتها الإنتاجية 50 ألف برميل يوميًا، قادرة على تلبية الطلب المحلي، وترك الإنتاج الفائض للتصدير.
وقال إيتوا، إن البناء سيبدأ في الربع الأول من عام 2024، على أن يبدأ الإنتاج بعد 18 شهرًا.
وأضاف: “لديهم جميع المعدّات جاهزة الآن لوضعها على متن القارب، أعتقد في الشهر المقبل، لذلك يعتقدون أنهم سيكونون قادرين على بدء العمل في بداية العام المقبل”، لكنه أشار إلى أن إمدادات الخام للمصفاة الجديدة ما تزال بحاجة إلى تسوية.
في الوقت الحالي، تواصل الكونغو العثور على المشترين لخامها الرائد جينو في الصين، بالرغم من زيادة الطلب على بكين على البراميل الروسية الأرخص بعد الحرب الأوكرانية.
من جانبه، قال أومينغا: “لقد اشتروا النفط الإيراني، على الرغم من أن السوق قد بقيت كما هي، طلب الطاقة في الصين هائل”، مضيفًا أن سعر النفط المثالي في الكونغو لتحقيق التوازن بين الإنتاج والتطوير الجديد هو 75 دولارًا للبرميل.
موضوعات متعلقة..
Leave a Reply