يشهد إنتاج النفط في أنغولا عدّة تطورات إيجابية في الآونة الأخيرة، بما يسهم في استمرار البلاد ضمن أكبر منتجي النفط في أفريقيا.
ووفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت شركة توتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies) مع شركائها قرار الاستثمار النهائي لمشروع نفطي في المياه العميقة بحوض كوانزا قبالة سواحل أنغولا.
ويتضمن مشروع كامينيو تحويل ناقلة النفط الخام الكبيرة جدًا (VLCC) إلى وحدة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ، والتي ستُربط بشبكة إنتاج تحت سطح البحر.
ويُعدّ هذا هو أول مشروع تطوير على الإطلاق في حوض كوانزا، بما وُصف بأنه يفتح حدودًا نفطية جديدة في أنغولا.
مشروع نفطي في أنغولا
أعلنت شركة توتال إنرجي، إلى جانب شركائها في المربع 20/11، قرار الاستثمار النهائي لمشروع كامينيو للمياه العميقة لتطوير حقلي كاميا وغولفينيو الواقعين على بعد 100 كيلومتر مربع قبالة سواحل أنغولا بعمق 1700 متر.
وتُدير شركة توتال إنرجي للتنقيب والإنتاج في أنغولا المربع 20/11 بحصّة 40%، إلى جانب بتروناس (Petronas) بحصّة 40%، وسونانغول (Sonangol) بحصة 20%.
وستُربط وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة بشبكة إنتاج تحت سطح البحر، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2028، بمعدل 70 ألف برميل يوميًا من النفط، وفق ما جاء في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وصُممت هذه الوحدة للإنتاج والتخزين والتفريغ لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة إلى الحدّ الأدنى والقضاء على الحرق الاعتيادي، وهي تعمل بالكهرباء بالكامل، وسيُعاد حقن الغاز المصاحب بالكامل في الخزانات.
وجاء الإعلان خلال لقاء رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك بويانيه، في لواندا في 20 مايو/أيار 2024، مع رئيس أنغولا جواو لورنسو، ووزير الثروة المعدنية والنفط والغاز الأنغولي ديامانتينو أزيفيدو، ورئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي للوكالة الوطنية الأنغولية للنفط والغاز والوقود الحيوي (ANPG) باولينو جيرونيمو، ورئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة سونانغول (Sonangol) غاسبار مارتينز.
شراكة مهمة لأنغولا
قال رئيس شركة توتال إنرجي، باتريك بويانيه: “بناءً على روحنا الرائدة وشراكتنا طويلة الأمد مع أنغولا، يسعدنا إطلاق مشروع كامينيو جنبًا إلى جنب مع شركائنا الإستراتيجيين، سونانغول وبتروناس، والدعم القوي والثقة من السلطات الأنغولية”.
وأكد أن “هذا المشروع، الذي يستفيد من الابتكار ليتناسب مع معاييرنا الاستثمارية، سيصبح سابع وحدة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ تابعة لنا في البلاد، وأول مشروع تطوير على الإطلاق في حوض كوانزا”.
وأضاف: “إننا نتطلع إلى توحيد الجهود مع شركة سونانغول في مجال التقنية لتعزيز الابتكار والتقنيات منخفضة الكربون لصناعة الطاقة في أنغولا، ولا سيما لخفض انبعاثات غاز الميثان والإسهام بتنويع مزيج الطاقة في أنغولا”.
من جانبه، شدد وزير الثروة المعدنية والنفط والغاز الأنغولي ديامانتينو دي أزيفيدو على أهمية الشراكة بين توتال إنرجي وسونانغول وبتروناس لجعل مشروع كامينيو ممكنًا.
وقال: “هذه الشراكة ذات أهمية بالغة بالنسبة لنا، لأنها توجِد كيانًا تشغيليًا مشتركًا بين سونانغول وتوتال إنرجي في مرحلة الإنتاج”.
وصرّح رئيس مجلس إدارة الوكالة الوطنية الأنغولية للنفط والغاز والوقود الحيوي باولينو جيرونيمو، بأن “التطوير الأول في المنطقة البحرية لحوض كوانزا مهم لإظهار فتح حدود نفطية جديدة في أنغولا، وهو جزء من إستراتيجيتنا لإبقاء أنغولا على قمة منتجي النفط الأفارقة، بما يجلب دخلًا مهمًا لاقتصادنا”.
زيادة إنتاج النفط في أنغولا
من جانبه، صرّح رئيس بتروناس والرئيس التنفيذي للمجموعة تان سري تينغكو محمد توفيق بأن “هذا الإنجاز يتماشى مع جهود بتروناس المستمرة لتعزيز محفظتنا الدولية من خلال المشاركة في المناطق المحتملة في أفريقيا مع شركاء موثوقين”.
وتابع: “إن الوصول إلى قرار الاستثمار النهائي لهذا التطوير في حوض كوانزا يوضح -أيضًا- التزامنا الثابت بتوفير الطاقة الموثوقة التي تشتد الحاجة إليها لعملائنا، وقيمة مستدامة طويلة الأجل لأصحاب المصلحة لدينا”.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة سونانغول غاسبار مارتينز: “إن قرار الاستثمار النهائي لمشروع كامينيو يجسّد الالتزام والجهود التي بذلتها الحكومة الأنغولية، من خلال وزارتها والوكالة الوطنية، وتوتال إنرجي وسونانغول وبتروناس بصفة شركاء.. لقد أتاحوا الظروف المناسبة للإسهام في زيادة الإنتاج الوطني من النفط والغاز الطبيعي، ومن ثم إيرادات البلاد”.
وفي هذه المناسبة، وقّعت توتال إنرجي وسانانغول -أيضًا- مذكرة تفاهم لتبادل الخبرات في مجال البحث والتقنية، لا سيما في مجال إزالة الكربون من صناعة النفط والغاز، مع التركيز القوي على الحدّ من انبعاثات غاز الميثان ومصادر الطاقة المتجددة.
وستقدّم فرق توتال إنرجي الدعم لشركة سانانغول لبدء وتشغيل مركز البحث والتطوير الجديد في مدينة سومبي، وتطوير مهارات فرق البحث والتقنية في سانانغول، مع التركيز على جيولوجيا المكامن وكهربة العمليات والخلايا الكهروضوئية.
عقود تطوير المشروع النفطي
في سياقٍ متصل، أعلنت شركة مقاولات الطاقة الإيطالية سايبم (Saipem)، اليوم الثلاثاء (21 مايو/أيار 2024)، أنها حصلت على عقود بقيمة 3.7 مليار دولار مع شركة تابعة لشركة توتال إنرجي، للعمل بمشروع كامينيو البحري في أنغولا.
وتتعلق العقود الـ3 المبرمة مع شركة توتال إنرجي في أنغولا بتطوير حقلي النفط كاميا وغولفينيو التابعين للمشروع، اللذين يقعان على بعد نحو 100 كيلومتر قبالة ساحل أنغولا.
وقالت سايبم، إن العقود تؤكد القدرة التنافسية لنموذج أعمالها المتكامل، وقدرتها على تقديم خدمات إدارة المشروعات البحرية والخدمات الهندسية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
وبينما خُصِّصَ العقد الأول للهندسة والمشتريات والبناء والنقل والتشغيل لوحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة الخاصة بمشروع كامينيو، فإن العقد الثاني يستلزم تشغيل وصيانة الوحدة نفسها لمدّة محددة تبلغ 12 عامًا، مع إمكان التمديد لـ8 سنوات.
من ناحية أخرى، تغطي الصفقة الثالثة والأخيرة أعمال الهندسة والمشتريات والتوريد والبناء والتركيب والتشغيل المسبق والمساعدة في تشغيل خط تحت سطح البحر، وخطوط الرفع، والرافعات، وخطوط التدفق.
وكانت سايبم قد أعلنت، الأسبوع الماضي، أنها فازت بعقد بحري بقيمة 850 مليون دولار منحته شركة أزول إنرجي (Azule Energy)- وهو مشروع مشترك بين شركتي إيني وبي بي- لتطوير حقل ندونغو قبالة سواحل أنغولا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply