حمل إنتاج الغاز في النرويج خلال 2023 آفاقًا إيجابية، إذ سجلت بياناته نقلة نوعية، من أقلّ مستوى خلال 25 عامًا في سبتمبر/أيلول الماضي، إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في ديسمبر/كانون الأول نهاية العام ذاته.
وكان للنفط نصيب من القفزة القوية التي اختتمت النرويج بها العام الماضي، وتكررت رحلة الصعود التاريخي في غضون 3 أشهر، ليكسر الوقود الانتقالي والذهب الأسود حاجز التوقعات المسبقة لحجم الإنتاج.
وحسب بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فاق إنتاج الغاز في أوسلو خلال الشهر الماضي التوقعات المعلنة سلفًا، بنسبة زيادة قدرها 7.7%، ليصل إلى أعلى رقم شهري له، ويتجاوز الرقم القياسي المسجل في يناير/كانون الثاني عام 2017.
إنتاج الغاز في النرويج 2023
بلغ إنتاج الغاز في النرويج خلال 2023 إجمالًا 3 مليارات و852 مليونًا و257 ألف متر مكعب، بمتوسط إنتاج يومي قدره 10 ملايين و554 ألف متر مكعب.
وسجل الإنتاج في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي 379 مليون متر مكعب يوميًا، ليتفوق على مستوى عام 2017 القياسي المقدّر بنحو 372.77 مليون متر مكعب يوميًا.
وترتفع بيانات الإنتاج الفعلية للشهر الماضي عن التوقعات السابقة المقدّرة بنحو 352.1 مليون متر مكعب يوميًا، وفق إحصاءات نشرتها المديرية البحرية النرويجية (NOD)، المعروفة في السابق باسم مديرية النفط (NPD).
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج الغاز في النرويج خلال 2023 مقارنة بإنتاج عام 2022:
ويعدّ إنتاج 379 مليون متر مكعب يوميًا هو الرقم الأعلى في تاريخ إنتاج الغاز النرويجي، بعد تراجع سجله منتصف عام 2023 إثر إجراءات صيانة للحقول البحرية ومحطات الاستيراد البرية.
وانعكس ذلك على إنتاج شهر سبتمبر/أيلول الماضي، الذي بلغ 199.8 مليون متر مكعب يوميًا فقط، مسجلًا هبوطًا لأدنى مستوياته على الإطلاق منذ عام 1999، لا سيما أن إنتاج الشهر السابق له (أغسطس/آب) كان أكثر تفاؤلًا، إذ أُنتج 312.2 مليون متر مكعب، طبقًا لبيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة حينها.
ويبدو أن تعزيز عمليات الصيانة بجهود إضافية أتى بثماره، واختتم إنتاج الغاز في النرويج خلال 2023 العام بمفاجأة مع اتجاه إنتاج شهر ديسمبر/كانون الأول أعلى مستوياته على الإطلاق.
خريطة الصادرات
عزز إنتاج الغاز في النرويج خلال 2023 دور الدولة الأوروبية، سواء لتلبية الطلب على الاستهلاك المحلي، أو لتزويد القارة الأوروبية بإنتاج أوسلو اللازم لتعويض غياب الغاز الروسي، في أعقاب تطبيق عقوبات ما بعد اندلاع الحرب الأوكرانية.
وخلال عام 2022 -الذي اندلعت الحرب في ثاني شهوره (فبراير/شباط)- أزاح الغاز النرويجي الإمدادات الروسية من موقع أكبر المصدّرين إلى أوروبا، ما أكسب حجم الإنتاج اهتمامًا زائدًا عن الحدّ، بحسب ما نشرته رويترز.
وزاد إنتاج الغاز في النرويج خلال 2023 من الموثوقية الأوروبية في إمدادات الغاز من أوسلو، ولمواكبة ذلك تأخذ شركات الطاقة المحلية على عاتقها زيادة وتيرة التنقيب عن الغاز الطبيعي في بحر بارنتس خلال السنوات الـ3 المقبلة.
وكانت ألمانيا صاحبة نصيب الأسد من حصة صادرات الغاز النرويجي، وقاربت وارداتها نصف حجم الصادرات بنسبة 48% خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الماضي.
ودعمت أوسلو خريطتها الإنتاجية من الغاز باكتشافات جديدة خلال 2023، لتؤدي دورًا حيويًا في الاندفاع بحجم إنتاج الغاز لأعلى مستوياته التاريخية.
إنتاج النفط في النرويج 2023
لم يسجل إنتاج الغاز في النرويج خلال 2023 وحده رقمًا قياسيًا، بل امتد إلى النفط أيضًا، إذ قُدّر إجمالي إنتاج الذهب الأسود العام الماضي بنحو 21 مليون و505 آلاف برميل، بمتوسط إنتاج يومي يقترب من 58.917 ألف برميل.
وتضمنت بيانات النفط والغاز في النرويج لشهر ديسمبر/كانون الأول 2023، إنتاج السوائل بمعدل مليون و847 ألف برميل يوميًا من النفط، و228 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، و21 ألف برميل من المكثفات.
وعلى صعيد شهري، وكما اختُتم إنتاج الغاز في النرويج خلال 2023 بأرقام قوية، كان الإنجاز حليف إنتاج النفط في ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الماضي، ليفوق حجم إنتاجه التوقعات الرسمية المعلنة مسبقًا.
ويكشف الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج النفط في النرويج خلال 2023 مقارنة بإنتاج عام 2022:
ووحسب بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أنتجت الدولة الواقعة شمال القارة العجوز 1.85 مليون برميل يوميًا الشهر الماضي، بارتفاع عن مستويات إنتاج الشهر السابق له (نوفمبر/تشرين الثاني)، المقدّرة بنحو 1.81 مليون برميل يوميًا، ومتخطيًا التوقعات باستمرار حجم الإنتاج بوتيرة نوفمبر/تشرين الثاني نفسها.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أنتجت النرويج 1.64 مليون برميل يوميًا، بانخفاض عن مستويات شهر أغسطس/آب السابق له المقدّرة بنحو 1.79 مليون برميل يوميًا.
وكانت التوقعات الرسمية تُشير إلى حجم إنتاج قدره 1.73 مليون برميل يوميًا، ليهبط الإنتاج الفعلي للشهر بنسبة 4.7%.
وتفصل النرويج بين أهدافها وخططها المناخية للتخلص من الوقود الأحفوري، وبين نظرتها لإنتاج النفط والغاز، إذ تعدّهما ضروريين لتلبية الطلب العالمي خلال العقود المقبلة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply