من المتوقع أن يصعد إنتاج الجزائر من المحروقات إلى 1.5 مليار برميل، خلال العام المقبل (2025)، وهو ما يدعم خطط البلاد الرامية إلى التوسع في استغلال مواردها من الهيدروكربونات.
وتوقّع وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، ارتفاع الإنتاج الأولي لبلاده من المحروقات نحو 2.5% خلال 2025، ليصل إلى 206 ملايين طن مكافئ نفط (1.5 مليار برميل).
وقال عرقاب، خلال جلسة استماع أمام لجنة المالية والميزانية، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، إن إنتاج الجزائر من المحروقات سيزيد العام المقبل نحو 5 ملايين طن مكافئ نفط (36.5 مليون برميل).
وأشار إلى أن زيادة إنتاج المحروقات في الجزائر تعكس الجهود الجارية للرفع من الاحتياطيات وزيادة الإنتاج الوطني من النفط والغاز وتحسين التقنيات المستعملة في هذا المجال.
النفط والغاز في الجزائر
كشف وزير الطاقة محمد عرقاب عن أن إنتاج النفط والغاز في الجزائر (المسوق) استقر عند 126 مليون طن مكافئ نفط (920 مليون برميل) مع نهاية شهر سبتمبر/أيلول 2024، وهي نفس مستويات الإنتاج المسجلة في المدة نفسها من عام 2023.
وأشار إلى أن هذه النتائج جاءت بدعم من ارتفاع إنتاج النفط الخام، بالإضافة إلى تحقيق 15 اكتشافًا جديدًا خلال العام، جميعها من قبل سوناطراك.
وأوضح عرقاب أنه بالإضافة إلى الجهود التي تبدلها سوناطراك لتعزيز احتياطات الجزائر من المحروقات؛ فإن المفاوضات التي جرت منذ صدور قانون المحروقات الجديد سمحت بالتوقيع على عقود مع عدة شركات أجنبية على غرار إيني الإيطالية، وبرتامينا الماليزية، وريبسول الاسبانية، وسينوبك الصينية، وأوكسي الأميركية، وتوتال إنرجي الفرنسية.
كما أطلقت الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات “النفط” مناقصة دولية، خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تشمل 6 مربعات في كل من قرن القصة (ولايات بشار، بني عباس، البيض، تيميمون)، ورقان 2 (ولاية أدرار)، وزرافة 2 (ولايات أدرار، المنيعة، عين صالح، تيميمون)، ومزايد الكبير (ولايات المنيعة، غرداية، ورقلة)، وطوال (ولايات ورقلة وإليزي)، وأهارة (ولاية إليزي).
وتراجع إنتاج النفط في الجزائر بصورة طفيفة على أساس شهري خلال سبتمبر/أيلول الماضي، إلى 909 آلاف برميل يوميًا، مقابل 910 آلاف برميل يوميًا في أغسطس/آب السابق له.
ويعد إنتاج الجزائر من النفط أعلى من المستوى المقدَّر للبلاد البالغ 908 آلاف برميل يوميًا من الخام، وفقًا للتخفيضات الطوعية المطبّقة من الجزائر وسياسة تحالف أوبك+ لخفض الإمدادات المتّبعة منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بمقدار مليوني برميل يوميًا حتى نهاية عام 2025.
وكان إجمالي إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي قد تراجع، خلال أول 7 أشهر من العام الجاري (2024)، بمقدار 4.7 مليار متر مكعب، على أساس سنوي، وفق بيانات حديثة حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وانخفض إجمالي إنتاج الغاز في الجزائر إلى 58.51 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية يوليو/تموز 2024، مقابل 63.21 مليار متر مكعب في المدة المقارنة من العام الماضي.
إيرادات النفط والغاز في الجزائر
كشف وزير الطاقة محمد عرقاب، عن أن إيرادات النفط والغاز في الجزائر بلغت 34 مليار دولار حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2024، في حين وصلت قيمة الجباية النفطية إلى نحو 3035 مليار دينار جزائري (22.73 مليار دولار)، وهو ما يمثل 86% من الجباية المتوقعة في قانون المالية لسنة 2025.
وأشار عرقاب إلى أن قطاع الطاقة والمناجم يعمل في ظل تغييرات جيوسياسية كبيرة وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وهو ما يُشكِّل تحديات أمام استقرار أسواق الطاقة، خاصة في قطاعي النفط والغاز.
ورغم التحديات؛ فقد أفاد الوزير بأن أسعار النفط الخام الجزائري ارتفعت بنسبة 1% خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2024، ليصل متوسط سعر البرميل إلى 84 دولارًا، مقارنة بـ83 دولارًا خلال المدة نفسها من العام الماضي، إلا أن أسعار الغاز شهدت تراجعًا ملحوظًا مقارنةً بالمدة نفسها.
وتصدَّر مزيج الصحراء الجزائري قائمة أعلى أسعار النفط العربية ارتفاعًا خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وصعد متوسط سعر مزيج الصحراء الجزائري في أول 9 أشهر من 2024 إلى 83.74 دولارًا للبرميل، مقابل 82.91 دولارًا للبرميل في المدة نفسها من عام 2023، ليكون الأعلى بين أسعار خامات النفط العربية خلال المدة المرصودة.
الكهرباء في الجزائر
أكد عرقاب أن الجهود المبذولة من قِبل مجمع سونلغاز أدت إلى زيادة القدرة الإنتاجية للكهرباء إلى 26 ألف ميغاواط خلال عام 2024، في حين بلغ إنتاج الكهرباء نحو 74 ألف غيغاواط/ساعة خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام نفسه، بزيادة قدرها 5% مقارنة بالعام السابق. وشهدت الجزائر يوم 31 يوليو/تموز 2024 تسجيل ذروة قياسية في استهلاك الكهرباء بلغت 19.543 ألف ميغاواط.
وتمكّنت الجزائر من ربط أكثر من 2.5 مليون منزل بالغاز و486 ألف منزل بالكهرباء منذ بداية البرنامج، باستثمارات بلغت 670 مليار دينار (5.02 مليار دولار)، منها 96 مليار دينار (0.72 مليار دولار) بين عامي 2020 و2024، ليصل معدل التغطية بالكهرباء على المستوى الوطني إلى 99%، في حين بلغت نسبة التغطية بالغاز 70%.
واستعرض الوزير أيضًا المشروعات الإستراتيجية الأخرى، مثل مشروع إنجاز مصفاة حاسي مسعود الجديدة بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 5 ملايين طن، ومشروعات البتروكيماويات التي تهدف إلى رفع القيمة المضافة للمحروقات وتلبية الطلب الوطني، بالإضافة إلى مشروعات محطات تحلية مياه البحر؛ إذ تُنفَّذ 5 محطات جديدة بطاقة إجمالية تبلغ 1.5 مليون متر مكعب يوميًا على طول الساحل الجزائري.
كما أوضح عرقاب أن هناك زيادة في إنتاج المواد المنجمية غير الحديدية، على غرار كربونات الكالسيوم والباريت والبنتونيت والفالدسبات، بفضل دخول وحدات جديدة للإنتاج في ولايات قسنطينة ومعسكر وعنابة وتلمسان، مشيرًا إلى تصدير أكثر من 1.3 مليون طن من الفوسفات خلال عام 2024 بقيمة تقارب 130 مليون دولار.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply