أول مشروع لإنتاج وقود الطيران المستدام في مصر بمشاركة 6 وزارات

تخطط مصر لتنفيذ مشروع هو الأول من نوعه لإنتاج وقود الطيران المستدام، من خلال إعادة تدوير زيت الطعام المستعمل، في خطوة تدعم تحركات القاهرة لتحقيق الحياد الكربوني.

وفي هذا الإطار، عقد وزراء البترول والثروة المعدنية والطيران المدني والبيئة والتجارة والصناعة والزراعة واستصلاح الأراضي وقطاع الأعمال العام، اجتماعًا بحضور مسؤولي الوزارات، لبحث التنسيق وآليات التعاون للعمل على إنتاج وقود الطائرات المستدام، في ضوء مبادرة قطاع النفط الرامية لتنفيذ أول مشروع من نوعه في هذا المجال.

وأوضح وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، أن قطاع النفط المصري اتخذ مبادرات وقطع خطوات تنفيذية خلال المدة الأخيرة لدخول مجال إنتاج وقود الطيران المستدام لأول مرة، وبدأ إعداد الدراسات الخاصة بأول مشروع لإنتاجه، اعتمادًا على زيت الطعام المستعمل بصفته مادة تغذية.

وقود الطيران المستدام في مصر

وضع قطاع النفط تصورًا وإستراتيجية مقترحة، لتنفيذ مشروع إنتاج وقود الطيران المستدام في مصر من خلال الشركة القابضة للبتروكيماويات، مع الاستعانة بمؤسسات دولية لإعداد الدراسات وإنجاز المراحل الأولية الخاصة بالإعداد للمشروع وتدبير التمويل.

وأكد الملا أهمية الاجتماع في دعم التنسيق المشترك بين الوزارات والقطاعات المعنية بهذا المجال الجديد، من أجل استغلال كل القوى والإمكانات، للإسراع في تنفيذ المشروع الذي يأتي تنفيذًا لتوجه الدولة المصرية نحو تحقيق التنمية المستدامة والخضراء ومواكبة التوجهات العالمية في هذا الشأن.

وأضاف الملا أنه سيجري تشكيل لجنة تنفيذية من فرق العمل في الوزارات، للعمل على الإجراءات والآليات الخاصة بالتعاون، لإعطاء دفعات للإسراع بالعمل على مشروع إنتاج وقود الطيران المستدام، والتعاون مع المستهلك النهائي لهذا النوع من الوقود متمثلًا في قطاع الطيران المدني.

وأشار إلى أنه ستجري المراجعة والنظر إلى جميع الجهود التي تقوم بها الوزارات المعنية، بما يدعم إنجاح المشروع والإسراع بخطواته وإحكام آليات تنفيذه، على أن يتابع الوزراء ما أنجزته اللجنة التنفيذية بصورة دورية.

أول مشروع من نوعه في مصر

عرض الاجتماع تفاصيل مبادرة وزارة البترول والثروة المعدنية، لدراسة وتنفيذ أول مشروع لإنتاج وقود الطيران المستدام في مصر، والخطوات التي تم إنجازها، لاستكمال الدراسات بالتعاون مع المؤسسات الدولية، والإعداد لتنفيذه، والإستراتيجية المقترحة للمشروع، وتوقيع اتفاقية مبادئ لتأمين المادة الخام له.

ومن جانبها أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد استعداد الوزارة للتعاون مع وزارتي البترول والطيران المدني في وضع إطار عام لإستراتيجية إنتاج واستعمال وقود مستدام للطائرات، سواء من زيوت طعام مستعملة أو من زراعات يستنبط منها.

وأشارت إلى اتخاذ الوزارة منذ أكثر من عام خطوات نحو فكرة الاستثمار البيئي والمناخي، إذ تم إعداد إستراتيجية الاقتصاد الحيوي، والعمل على منتج الوقود الحيوي في مصر بوصفه منتجًا مستدامًا، إذ إن هناك دولًا اقتصادها قائم على زراعات معينة لإنتاج الوقود الحيوي.

وأشارت وزيرة البيئة إلى عدد من الإجراءات التي تم اتخاذها فيما يخص زيوت الطعام المستعملة ويمكن الإسهام بها في هذا المشروع، ومنها اتخاذ عدد من الإجراءات للعاملين في مجال الزيوت المستعملة من قبل القطاع غير الرسمي، إذ تم العمل على إصدار تراخيص من جهاز تنظيم وإدارة المخلفات للعاملين في هذا المجال، من خلال تشكيل مجموعة عمل ضمت عددًا من الوزارات كالتموين والتجارة والصناعة، تمهيدًا لاستصدار قرار من رئيس مجلس الوزراء، كما تم العمل على الحملة التوعوية “أنتِ البداية”، لتوعية السيدات في المنازل لاستبدال الزيوت الجديدة بالمستعملة، بالتعاون مع إحدى شركات الزيوت.

وشددت على ضرورة وجود إطار تشريعي ملزم، وكذلك أهمية إحكام السيطرة على إعادة استعمال هذه الزيوت مرة أخرى، وطرق تداولها وماهية استعمالها.

قطاع الطيران

استعرض وزير الطيران المدني محمد عباس حلمي رؤية الوزارة الرامية إلى استعمال وقود الطيران المستدام في قطاع الطيران المدني، وفقًا لما تم إقراره من منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو”.

ولفت إلى مشاركة مصر ضمن المجموعة الأفريقية في مؤتمر الإيكاو الثالث حول وقود الطيران المستدام بدبي، إذ وافقت المجموعة على الدخول في منظومة إنتاج وقود الطيران المستدام ونشره تحت مظلة الإيكاو، مع تأكيد نقل التكنولوجيا وبناء القدرات وتوفير التمويل لمرحلة الإنتاج والتشغيل طبقًا لرؤية كل دولة.

وأضاف أن دول الإيكاو تعمل معًا نحو الوصول إلى نسبة 5% على الأقل من تزويد الطائرات بهذا الوقود بحلول عام 2030.

وأشار وزير الزراعة السيد القصير إلى أن هناك مصادر مختلفة لإنتاج وقود الطيران المستدام، سواء زيوت الطعام المستعملة أو الزيوت المنتجة من نباتات الجاتروفا وغيرها، وأن أهم خطوة هي تحديد أماكن وجود هذه المدخلات وآلية استعمالها ودراسة اقتصادات استعمال هذه المدخلات، وأن أنظمة الزراعة التعاقدية تعد أحد أهم سبل توفير المواد الخام لأي صناعة، التي على أساسها يتم إنتاج المواد الخام وتوفيرها بصفتها مدخلات للصناعة.

وأكد ضرورة وضع إستراتيجية طويلة المدى لسبل الاستفادة من النباتات مثل الجاتروفا والجوجوبا في إنتاج الزيوت المستعملة لإنتاج وقود الطيران.

ومن جانبه أكد وزير التجارة والصناعة المهندس أحمد سمير، أهمية النظر في تنفيذ آلية عملية قابلة للتطبيق، من أجل إيجاد منظومة ناجحة لجمع زيت الطعام المستعمل وتوريده وتأمينه بوصفه أحد مدخلات إنتاج وقود الطيران المستدام، إذ تبرز أهمية التعاون مع وزارة التموين والشركات الموردة للزيوت بالسوق للمحلية، وضرورة إعطاء حوافز إلل المستهلكين في الأنشطة التجارية والمنزلية، لحثهم على إرجاع الزيوت المستعملة.

وأشار وزير قطاع الأعمال العام محمود عصمت إلى أهمية الدراسة الجيدة لنشاط إنتاج وقود الطيران المستدام من حيث الجوانب الاقتصادية وأنسب النماذج وآليات التنفيذ، للوصول في النهاية إلى أنسب نموذج عمل يمكن تطبيقه في المشروعات الخاصة بهذا النشاط الجديد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..