أثار انخفاض أسعار النفط في نهاية تعاملات يوم الثلاثاء 3 سبتمبر/أيلول (2024)، كثيرًا من التساؤلات، لا سيما أن الانخفاض كان كبيرًا وصادمًا، إذ جاء بنسبة 4.5%، وهبط بخام برنت تحت 74 دولارًا للبرميل.
وقال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك مشكلات عديدة في أسواق النفط، إذ كانت هناك توقعات بزيادة نمو الطلب على النفط بصورة كبيرة، لا سيما في الصين.
وأضاف: “سبق أن تحدثت عن المبالغات الكبيرة من جانب الهند بسبب الانتخابات، إذ وظّفت حكومة مودي أكثر من 15 ألف شخص على الإنترنت فقط لتفخيم الأمور، لتبدو الهند وكأنها تماهي الدول العظمى والادعاء أن اقتصادها ينمو بصورة كبيرة”.
ولفت إلى أن بعض المقالات -التي من المرجح أن تكون مدفوعة- قد خرجت لتقول إن أكبر نمو في العالم سيشهده الطلب على النفط خلال العام الجاري 2024، سيكون من الهند، لكن اتضح أن كل هذا الكلام كذب.
جاء هذا ضمن حلقة من برنامج “أنسيّات الطاقة“، قدمها الدكتور أنس الحجي، عبر مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، بعنوان “مستجدات أسواق النفط والغاز”.
الطلب الصيني وتوقف النفط الليبي
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الصين بدورها لديها كثير من المشكلات الآن، إذ بالنظر إلى البيانات، يتضح وجود انخفاض كبير في واردات كل من الصين والهند والولايات المتحدة.
ولفت إلى أن هذه الدول من أكبر الاقتصادات في العالم، لذلك من الواضح أن هناك مشكلة في الطلب على النفط الخام عالميًا، وهذا هو السبب الرئيس وراء انخفاض أسعار النفط خلال الأيام الماضية.
وأوضح الدكتور أنس الحجي أن بعض وسائل الإعلام تقول إن انخفاض أسعار النفط سببه اقتراب عودة النفط الليبي، على الرغم من أن خسارة هذا النفط لم ترفع الأسعار، لتنخفض مع اقتراب عودته إلى الأسواق العالمية مرة أخرى.
وأضاف: “من غير المعقول أن تنخفض الأسعار بنسبة 4.5% بسبب دخول كمية صغيرة من النفط إلى الأسواق مرة أخرى، لذلك فإن موضوع النفط الليبي مجرد كلام إعلامي ليس له أي وزن على الإطلاق، والأمر يتعلق بالهند والصين بصورة أساسية”.
ولكن، وفق الحجي، هناك موضوعات أخرى يجب الحديث عنها أيضًا، وهي أن هناك سوء فهم في السوق لوضع أوبك+ والدول الـ8 التي قررت تخفيض الإنتاج طواعية، واتفاقها على إعادة هذه الكميات المخفضة -البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا- تدريجيًا ابتداء من 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024، ولمدة عام.
وتابع: “هناك سوء فهم للموضوع بصورة كبيرة، وأعتقد جازمًا -بناء على بعض الأمور- أن بعض وسائل الإعلام، وتحديدًا بلومبرغ، تسيء للأرقام بصورة مقصودة، لإثارة البلبلة، فتبالغ في الأرقام وتلعب بالكلام؛ إذ توحي بأن أوبك+ والسعودية وغيرها فشلت في سياستها”.
تقرير غولدمان ساكس وبرامج التجارة الإلكترونية
أشار خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي إلى تقرير غولدمان ساكس الذي صدر خلال الأسبوع الماضي، موضحًا أنه لا يمكن لبنك استثماري بهذا الحجم وهذه الشهرة أن يضع مثل هذا التقرير.
وأضاف: “الجميع يعرفون أن هناك منظمة أوبك، وهناك تحالف أوبك+، كما أن هناك مجموعة الـ8 ضمن أوبك+، وهي التي قامت بالخفض الطوعي، وهي نفسها الدول التي ستزيد الإنتاج، إلا أن التقرير كله يتحدث عن أوبك فقط”.
وقال الدكتور أنس الحجي إن تقرير غولدمان ساكس يستنتج أن أسعار النفط ستنخفض بمقدار 4 إلى 5 دولارات، كونها عقوبة لدول خارج أوبك، وهذا كلام غير منطقي، لأنه -تاريخيًا- لما كانت هناك حرب أسعار، كان الانخفاض بين 30 و60 دولارًا، وليس 5 دولارات.
وحول الإشكالية الثالثة المرتبطة بانخفاض أسعار النفط العالمية، قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن التجارة الإلكترونية لها أثر مهم في هذا الجانب.
وأضاف: “أغلب التجارة في السلع، بما فيها النفط، إلكترونية، إذ هناك برامج هي التي تعمل وليس بشرًا، وهذه البرامج مبرمجة بحيث إذا انخفضت أسعار النفط بأكثر من 2% يحدث بيع، أي أن البيع يحدث إذا انخفضت الأسعار بنسبة 2.1% مثلًا”.
ولفت مستشار تحرير منصة الطاقة إلى أن هناك برامج أخرى من برامج التجارة الإلكترونية تعمل تلقائيًا؛ إذ يحدث البيع إذا تجاوزت نسبة انخفاض أسعار النفط حاجز الـ3%، وهذه البرامج تؤدي دورًا كبيرًا في زيادة حدة انخفاض الأسعار.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply