سلّط أمين عام أوبك هيثم الغيص، الضوء على أهمية النفط في الاستعمالات اليومية على كوكب الأرض، بما يجعل الاستغناء عنه أو استبداله أمرًا صعبًا.
وقال الغيص، “يمكننا أن نكون واضحين بشأن مسار الطلب على النفط في المستقبل، عند النظر إلى الاستعمالات المتعددة له”، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وشدد على أن الجميع لا يستفيد اليوم من الضروريات اليومية التي تأتي من النفط أو المنتجات المشتقة منه، بسبب فقر الطاقة؛ إذ هناك أكثر من 700 مليون شخص ما زالوا محرومين من القدرة على الوصول إلى الكهرباء، و2.4 مليار شخص يستعملون أنظمة غير فعّالة وملوثة.
وما يعنيه ذلك أن العالم سيحتاج إلى المزيد من الطاقة، وجميع أشكالها؛ إذ تتوقع منظمة أوبك ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة الأولية بنسبة 23% بحلول عام 2045، وسيظل النفط هو الوقود الأول في مزيج الطاقة، بحسب الغيص.
وأكد أن الواقعية تتطلب إدراك الدور الأساسي الذي يؤديه النفط في الحياة اليومية، معربًا عن أمله في أن يستنير زعماء مجموعة العشرين في نيودلهي بالواقعية، عندما ينظرون إلى الركائز الأساسية لعمليات تحول الطاقة الناجحة والمنظمة.
استعمالات النفط في الحياة اليومية
كتب أمين عام أوبك -في مقال بعنوان “تحولات الطاقة تسترشد بالواقعية”-: “كل شخص لديه رأي في النفط.. يعتقد البعض أنه الشيء الوحيد المسؤول عن تغير المناخ.. ويقول آخرون إنه يُمكن وقف استعمال النفط، ولا ينبغي لنا أن نستثمر بعد الآن في مشروعات نفطية جديدة، ويجب أن نترك الموارد في الأرض”.
وأشار هيثم الغيص إلى أن النفط يستحضر صورًا للجغرافيا السياسية، والنزعة الاستهلاكية، والأحداث العالمية التاريخية، والحداثة، وفق ما جاء في المقال الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة، ونشرته منصة مشروع الحكومة العالمية (The Global Governance Project).
وقد ظهر النفط في عدد لا يحصى من الكتب والأفلام والأغاني، وفي كل لغات الأرض تقريبًا؛ ويُناقش في كل مكان من طاولة المطبخ إلى المكاتب المرموقة، بحسب الغيص.
وقال أمين عام أوبك: “نحن نرى البنزين أو الديزل أو وقود الطائرات أمرًا مسلمًا به، وهو الوقود الذي يستعمله محرك الاحتراق الداخلي في مركباتنا وسفننا وطائراتنا”.
وأشار إلى حقيقة أن الطرق ومدرجات الإقلاع والهبوط في المطارات ومواقف السيارات التي تشكل جزءًا من تنقلاتنا اليومية أو التي تأخذنا في إجازة، مغطاة بمواد مركبة تتكون من البيتومين، وهو منتج مشتق من النفط.
كما تحتوي إطارات السيارة أو الطائرة أو الدراجة التي نستعملها على مطاط صناعي مصنوع من منتجات مشتقة من النفط.
قائمة الأجهزة اليومية المشتقة من النفط، والتي نراها أمرًا مسلمًا به تشمل معجون الأسنان، ومزيل العرق، والصابون، والكاميرات، وأجهزة الكمبيوتر، والمفروشات، والأواني الفخارية، والعدسات اللاصقة، والأطراف والقلوب الصناعية، الحقن، والألواح الشمسية، وأنواع كثيرة من الأدوية وأكثر من ذلك بكثير.
تحديات لتلبية الطلب على الطاقة
أكد أمين عام أوبك -في مقاله- أن التحدي الكبير الذي يواجهه العالم هو تلبية نمو الطلب، ومعالجة فقر الطاقة، وضمان أمن الطاقة، وبطبيعة الحال، خفض الانبعاثات بما يتماشى مع اتفاق باريس.
وهو الأمر الذي يتطلب تعاونًا عالميًا، واستعمال كل أنواع الطاقة والتقنيات، والاستثمار على نطاق غير مسبوق، وفق الغيص.
بالنسبة لصناعة النفط وحدها، أشار أمين عام أوبك إلى أنه من المتوقع أن تبلغ الاستثمارات التراكمية 12.1 تريليون دولار في المدّة حتى عام 2045.
ومع ذلك، كانت المستويات السنوية الأخيرة أقل بكثير من المتطلبات السنوية، مع تباطؤ الصناعة، وجائحة فيروس كورونا، وتقليل البعض من أهمية النفط، والتركيز المتزايد على القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة.
وشدد هيثم الغيص على أن نقص الاستثمار يعرض للخطر نظام الطاقة بأكمله، الذي نراه أمرًا مسلمًا به.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- استثمارات النفط والغاز في العالم منذ عام 2015:
كما أوضح أمين عام أوبك أنه يجب أن يسير أمن الطاقة للجميع وإزالة الكربون جنبًا إلى جنب؛ مؤكدًا أن أعضاء أوبك مصممون على القيام بدورهم في ضمان تلبية احتياجات العالم من الطاقة، بطرق تستمر في تقليل البصمة البيئية لهذه الصناعة.
وأشار إلى أنهم يستثمرون في قدرات التنقيب والإنتاج، وعمليات التكرير والنقل؛ كما يقومون بتعبئة التقنيات النظيفة والخبرات البشرية للمساعدة في إزالة الكربون من الصناعة.
وأوضح الغيص أن أعضاء أوبك يقومون باستثمارات كبيرة في مصادر الطاقة المتجددة وقدرة الهيدروجين، واحتجاز الكربون واستعماله وتخزينه، وغيرها من التقنيات، فضلًا عن تعزيز الاقتصاد الدائري للكربون لتحسين الأداء البيئي العام.
وترى أوبك أن التحدي الذي يواجه العالم يجب تشخيصه بدقة؛ إذ يتعلق الأمر بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وليس بالسرد المضلل المتمثل في استبدال مصدر للطاقة بمصدر آخر.
وقال الغيص: “نحن بحاجة إلى نهج عملي وواقعي في التعامل مع التحدي المناخي”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply