قدّمت أكبر 60 بنكًا في العالم تمويلات ضخمة لمشروعات الوقود الأحفوري، خلال العام الماضي (2023)، على الرغم من التحركات المعادية للاستثمار في الوقت الأحفوري خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب دراسة حديثة، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اليوم الإثنين 13 مايو/أيار (2024)، ارتفع تمويل البنوك لمشروعات النفط والغاز والفحم، نحو 705 مليارات دولار خلال العام الماضي.
وتأتي الزيادة في تمويل مشروعات الوقود الأحفوري العالمية، خلال العام الماضي (2023)، بنسبة 4.8%، ارتفاعًا من نحو 673 مليار دولار في العام السابق له (2022)، إذ كانت الزيادة مدفوعة إلى حدّ كبير بتمويل قطاع الغاز المسال.
وتشير الدراسة إلى أن هذه الزيادة الملحوظة في تمويل هذه المشروعات من جانب أكبر 60 بنكًا في العالم خلال العام الماضي، ترفع إجمالي التمويلات التي حصل عليها هذا القطاع، منذ توقيع اتفاق باريس للمناخ في عام (2015)، إلى 6.9 تريليون دولار.
تمويل مشروعات الوقود الأحفوري
صدر التقرير السنوي الـ15 للخدمات المصرفية المتعلقة بـ”الفوضى المناخية” (BOCC)، الذي تصدره مجموعة من منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، كاشفًا اتجاه أكبر 60 بنكًا في العالم، سواء التجارية أو الاستثمارية، لزيادة تمويل مشروعات الوقود الأحفوري.
وتعد هذه التمويلات في اتجاه تصاعدي من جديد بعد هبوطها خلال العام 2022 إلى 673 مليار دولار، بعد أن كانت في حدود 742 مليار دولار في العام السابق له 2021، وهو ما يعزى لارتفاع أرباح شركات النفط والغاز، وفق ما نشرته منصة “آرغوس ميديا” (Argus Media).
وجاء في مقدمة أكبر 60 بنكًا في العالم، التي موّلت المشروعات الأحفورية، بنك “جي بي مورغان تشيس”، الذي قدّم خلال العام الماضي 2023 نحو 40.9 مليار دولار، ارتفاعًا من 38.7 مليار دولار في العام السابق 2022.
في الوقت نفسه، ارتفعت تمويلات البنوك التي تقدّم التمويل للشركات التي لديها خطط للتوسع في مشروعات الوقود الأحفوري عالميًا، إلى 19.3 مليار دولار في 2023، ارتفاعًا من 17.1 مليار دولار في عام 2022، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أمّا ثاني أكبر بنك في العالم من حيث تقديم التمويلات لمشروعات الوقود الأحفوري، فكان بنك ميزوهو الياباني، الذي رفع التزامات التمويل إلى 37 مليار دولار لجميع أنواع الوقود الأحفوري، من 35.4 مليار دولار في عام 2022.
ثم حلّ “بنك أوف أميركا” في المركز الثالث بين أكبر 60 بنكًا في العالم، بمبلغ 33.7 مليار دولار، ولكن هذا التمويل من جانب البنك في العام الماضي، يقلّ عمّا قدّمه من تمويلات في عام 2022، التي بلغت نحو 37.3 مليار دولار.
ومن بين أكبر 60 بنكًا في العالم في تمويل مشروعات الوقود الأحفوري، رفع 27 بنكًا حجم التمويل للشركات التي تتعرض للوقود الأحفوري، وكان هذا الارتفاع مدفوعًا بتمويل قطاع الغاز المسال، بما في ذلك التكسير المائي والاستيراد والتصدير والنقل.
الالتزامات المناخية وتمويل الغاز والفحم الحراري
كشفت الدراسة أن المطورين حشدوا دعمًا كبيرًا، من جانب أكبر 60 بنكًا في العالم، لمشروعات الغاز المسال، وذلك جزء من الجهود المبذولة لتعزيز أمن الطاقة بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، إذ تدعم البنوك هذا القطاع بنشاط.
وتَصدَّر بنكا “ميزوهو” و”إم يو إف جي” تمويل استيراد الغاز المسال، إذ قدّما 10.9 مليار دولار و8.4 مليار دولار على التوالي، للشركات التي تستهدف توسيع هذا القطاع، بينما بلغ إجمالي التمويل لقطاع غاز الميثان، في 2023 نحو 121 مليار دولار، ارتفاعًا من 116 مليار دولار في عام 2022.
في الوقت نفسه، ارتفع تمويل عمليات تعدين الفحم الحراري إلى 42.2 مليار دولار، من 39.7 مليار دولار في عام 2022، إذ جاء 81% من هذا المبلغ من بنوك صينية، بينما قدّمت بعض البنوك في أميركا تمويلات لهذا القطاع، بما في ذلك “بنك أوف أميركا”، وفق ما نشرته منصة “يورو نيوز” (Euro News).
واتهمت الدراسة بعض البنوك الأميركية بالتراجع عن التزاماتها المناخية، في مقدّمتها “بنك أوف أميركا”، الذي سبق أن التزم بعدم التمويل المباشر للمشروعات التي تتضمن محطات كهرباء تعمل بالفحم، أو تمويل مناجم الفحم، ولكنه بدّل سياساته في أواخر العام الماضي، ليجعل الأمر خاضعًا لتقييم مسؤوليه التنفيذيين.
إلّا أن التقرير قدّم ملحوظة مهمة، بشأن عمليات تمويل مشروعات تعدين الفحم، إذ إن معظم استثناءات الفحم الخاصة بالبنوك تنطبق فقط على الفحم الحراري وليس الفحم المعدني، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن إجمالي اقتراض شركات النفط الكبرى، من أكبر 60 بنكًا في العالم، مثل إيني الإيطالية (Eni) وكونوكو فيليبس (Conoco Philips) وشيفرون (Chevron) وشل (Shell)، قد انخفض بنسبة 5.24% في 2023، في حين لم تحصل شركات أخرى مثل توتال الفرنسية (TotalEnergies) وهيس (Hess) وإكسون موبيل (Exxon Mobil) على تمويلات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply