تشكو أكبر مصفاة نفط في أفريقيا نقص إمدادات الخام التي تحصل عليها، الأمر الذي يعوق نشاطها، ما دفعها إلى مطالبة السلطات المعنية بإجبار المنتجين على الالتزام بتوريد الحصص المتفق عليها.
وبحسب بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن مصفاة دانغوتي النيجيرية لم تحصل إلا على نصف الإمدادات المطلوبة من الخام المتفق عليه منذ بداية عملها في يناير/كانون الثاني 2024.
وراهن كثيرون على أكبر مصفاة نفط في أفريقيا، التي تبلغ قدرتها 650 ألف برميل يوميًا، في أنها ستُسهم في إنهاء واردات الوقود من الخارج بتكلفة باهظة، رغم تكرار تأجيل افتتاحها لما يزيد على 10 سنوات، ما رفع تكلفة تدشينها إلى 20 مليار دولار.
وفي شهر يوليو/تموز الماضي، اتهم الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم صناعة النفط، فاروق أحمد، المصفاة التي أسسها الملياردير النيجيري أليكو دانغوتي، بالرغبة في احتكار السوق، وأنها تنتج بنزينًا أقل جودة من نظيره المستورد، كما أن إنتاجها لن يكفي بمفرده في تلبية احتياجات سكان الدولة الواقعة غرب أفريقيا، ما جعل مواطنين يطالبون بإقالته من منصبه.
إجبار المنتجين على التوريد
اتهمت، أمس الجمعة 9 أغسطس/آب 2024، أكبر مصفاة نفط في أفريقيا هيئة تنظيم صناعة النفط النيجيرية بالفشل في إجبار منتجي الخام المحليين في الالتزام بالإمدادات المطلوبة وفق القانون، إذ ينص أحد البنود على “أنه على منتجي النفط الخام تزويد المصافي المحلية بجزء من إنتاجهم”.
وقال المتحدث الرسمي لمصفاة نفط دانغوتي النيجيرية أنتوني تشيجينا: “كان قلقنا الدائم هو أن تمارس الهيئة ضغطًا، لكن لا تلتزم الشركات العالمية بالتعليمات”، حسبما ذكرت وكالة رويترز، السبت 10 أغسطس/آب 2024.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي ينشب خلاف فيها بين المصفاة والهيئة، إذ تلاسن الطرفان وتبادلا الاتهامات من قبل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
واتهم رئيس الهيئة فاروق أحمد، الشهر الماضي، المصفاة بإنتاج ديزل عالي الكبريت بمعدل يصل إلى ألف جزء من المليون، مشيرًا إلى انخفاض الجودة بالمقارنة بمعيار غرب أفريقيا.
وجاء ذلك في إطار دفاعه عن استمرار استيراد المشتقات النفطية من الخارج، رغم أن مصفاة دانغوتي بدأت إنتاج وقودي الطيران والديزل، وأشار إلى أن نيجيريا لا يمكنها الاعتماد على مصفاة واحدة لتلبية احتياجات البلاد.
وتكافح مصفاة دانغوتي للحصول على كميات كافية من النفط الخام من داخل البلاد، بسبب ما يعانيه قطاع الإنتاج من تخريب المنشآت وضعف الاستثمارات.
سعر أغلى
تحصل أكبر مصفاة نفط في أفريقيا، وهي دانغوتي في نيجيريا، على الخام المحلي من التجار العالميين بسعر أغلى بنحو 3-4 دولارات للبرميل، ما يعني زيادة بنحو 3-4 ملايين دولار في الشحنة الواحدة، وفق المتحدث الرسمي للمصفاة أنتوني تشيجينا.
وأشار تشيجينا إلى أنه كان من المفترض أن تحصل المصفاة على 15 شحنة حتى شهر سبتمبر/أيلول المقبل، لكن لم تخصص هيئة تنظيم النفط سوى 6 شحنات.
بدورها، قالت الهيئة، في بيان، إن بعض المنتجين واجهوا تحديات في إنتاج النفط، في حين اضطر آخرون إلى بيع الخام المُنتج للتجار الذين موّلوا عمليات الحفر.
وأضافت الهيئة أن إجبار المنتجين على زيادة الإمدادات لمصفاة دانغوتي، ينتهك شروط التعاقدات، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقّرها واشنطن).
وأظهرت بيانات الهيئة أن أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تحتاج إلى نحو 325 ألف مليون برميل خام يوميًا، لكنها لم تحصل سوى على نصف هذه الكمية منذ بدء الإنتاج مطلع العام الجاري.
يُذكر أن المصفاة التي تقع في أكبر دولة منتجة للنفط في أفريقيا، كانت قد أشارت في بيان قبل أسبوعين تقريبًا، أنها ما تزال تستقبل شحنات نفط خام من مصادر متعددة مثل أنغولا وليبيا، كما أن وحدة تقطير الخام في حالة جيدة، ردًا على ما تردد بإعادتها بيع الخام الذي تحصل عليه بسبب مشكلات في المصفاة.
ودعا ذلك المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، إلى نفي أيّ محادثات تتعلق بتوريد النفط الخام إلى مصفاة نفط في نيجيريا، دون أن تسمّيها، وفق بيان تلقّت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) نسخة منه، في 28 يوليو/تموز 2024.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply