تسعى أكبر مصفاة نفط في أفريقيا إلى إبرام عقد جديد يستمر عامًا لتزويدها بإمدادات أميركية من خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند.
وتُعدّ المصفاة -المعروفة باسم دانغوتي- بمثابة أمل نيجيريا لتقليل واردات الوقود الباهظة، وتحقيق استقلال الطاقة وجذب النقد الأجنبي المطلوب بشدة، وكذلك دعم إنتاج النفط النيجيري.
ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فالخطوة “مفاجئة قليلًا” بالنظر إلى وفرة الإمدادات المحلية وتراجع أسعار خام بوني الخفيف المحلي، لكن الأمر يرجع إلى تنافسية أسعار الخام الأميركي، وعدم إمكان الاعتماد -حصرًا- على درجات النفط الخام النيجيرية.
وكانت المصفاة المملوكة لأغنى رجال أفريقيا أليكو دانغوتي تستهدف -بالأساس- معالجة الدرجات المحلية، إلّا أن الخام الأميركي شكّل ثُلث وارداتها منذ ديسمبر/كانون الأول (2023)، كما أسهم في بعض عمليات التشغيل التجريبية.
صفقة النفط الأميركي
بدأت مصفاة دانغوتي الإنتاج في يناير/كانون الثاني (2024) بعد افتتاحها رسميًا في مايو/أيار (2023)، وتبلغ قدرتها التكريرية 650 ألف برميل يوميًا، باستثمارات 20 مليار دولار.
ومن المتوقع أن يصبح النفط الخام الأميركي مصدرًا ثابتًا للمصفاة النيجيرية على المدى المتوسط، في وقت تسعى فيه دانغوتي إلى تنويع مصادر شحناتها بصورة دائمة.
ومن المقرر أن تغلق المناقصة الجديدة أبوابها يوم 21 مايو/أيار الجاري لاستيراد مليوني برميل شهريًا بدءًا من يوليو/تموز المقبل (2024).
وكانت أكبر مصفاة نفط في أفريقيا قد استقبلت في منتصف فبراير/شباط 2024 أول شحنة نفط أميركية تستوردها دانغوتي بعد نحو شهر من بدء الإنتاج، بإجمالي مليوني برميل من خام غرب تكساس الوسيط.
وخلال المدة من فبراير/شباط وحتى مايو/أيار 2024، استقبلت المصفاة 11 شحنة من خام غرب تكساس الوسيط أو 9 ملايين برميل، في مقابل نحو 18 مليون برميل تسلّمتها من الشركات المحلية.
وإلى الآن، لم تستقبل المصفاة سوى الخامات النيجيرية والأميركية، وقد تسعى بصورة متزايدة لإبرام عقود مع مصادر بديلة مع تزايد إنتاجها من المشتقات، بحسب تقرير لوكالة “ستاندرد آند بورز” (spglobal).
إمدادات أكبر مصفاة نفط في أفريقيا
تأتي صفقة الخام الأميركي في وقت تعاني فيه نيجيريا -صاحبة أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا- من هروب شركات النفط الكبرى جراء أعمال تخريب خطوط الأنابيب وسرقة النفط وانعدام الأمن والمشكلات مع السكان المحليين.
وحاليًا، يواجه الطلب على النفط النيجيري تراجعًا شديدًا؛ وهو ما دفع أحد تجّار غرب أفريقيا إلى القول بأن الصفقة الأميركية “مفاجئة بعض الشيء في هذه المرحلة”.
ولفت إلى أن تراجع الطلب دفع نحو انخفاض سعر خام بوني الخفيف مقابل خام برنت المؤرخ للمرة الأولى في 17 مايو/أيار 2024، منذ نوفمبر/تشرين الثاني (2023).
ووفقًا لتقييمات منصة بلاتس التابعة لوكالة “ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس” (S&P Global Commodity Insights)، تراجعت علاوة خام بوني الخفيف للتسليم على ظهر السفينة إلى 5 سنتات عن خام برنت المؤرخ في 17 مايو/أيار الحالي، مقابل 70 سنتًا في الأسبوع السابق.
وفي إشارة إلى سوق النفط النيجيرية المتعثرة، يقول التاجر: “محليًا بالتأكيد سيكون هناك استياء من تحوّلهم (المصفاة) إلى الخام غير النيجيري؛ ولذلك فهم لا يدعمون إنتاج البلاد الخاص”.
وبسبب الميزات التنافسية للخامات الدولية، ستستمر المصفاة في تحقيق أقصى استفادة من ذلك.
يقول التاجر: “أعتقد أنهم يرون خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند بوصفه ذا قيمة تنافسية.. ولو على الأقل في هذه المرحلة من بدء تشغيل المصفاة بكامل طاقتها”.
ومن المتوقع أن تلبي شركة النفط الوطنية النيجيرية التي تديرها الدولة (NNPC) (تمتلك 20% من أسهم المصفاة) الجزء الأكبر من احتياجات أكبر مصفاة نفط في أفريقيا، مع إتمام البيع بالدولار بسبب وجودها في منطقة ليكي الحرة في لاغوس.
وربما تكون الشركة غير قادرة على الوفاء بالمتطلبات الكاملة للمصفاة التي لم تصل إلى قدرتها التشغيلية القصوى بعد؛ وهو ما سيجعلها في خطر التعرض لوقف الإنتاج، مع الاعتماد حصرًا على الشركة النيجيرية.
صفقة مع توتال إنرجي
أبرمت شركة توتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies) أول اتفاقية مع مصفاة دانغوتي لتزويد الأخيرة بالنفط الخام.
جاء ذلك خلال لقاء جمع الرئيس التنفيذي لتوتال إنرجي باتريك بويانيه مع مالك المصفاة أليكو دانغوتي على هامش فعاليات منتدى الرؤساء التنفيذيين في أفريقيا، المنعقد في عاصمة رواندا كيغالي.
وقال بويانيه: “التقينا صباح اليوم (21 مايو/أيار 2024)، وأبرمنا أول اتفاق فيما بيننا، التقى الرئيسان التنفيذيان بمديري التجارة، ووجدنا سبيلًا لإقناعهما بإبرام الصفقة”.
من جانبه، أعلن أليكو دانغوتي بدء إنتاج وقود الطائرات والديزل وبحلول الشهر المقبل (يونيو/حزيران 2024)، بحسب تقرير لمنصة (اندبندنت) المحلية.
وأضاف: “قدراتنا كبيرة للغاية بالنسبة لنيجيريا، سنكون قادرين على تزويد غرب أفريقيا ووسطها وجنوبها أيضًا”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply