قررت شركة إكوينور (Equinor)، أكبر شركة نفط وغاز نرويجية، تنويع عملياتها التجارية عبر اقتحام سوق الليثيوم العالمية، في إطار مساعيها الرامية للتحوط من آثار التقلبات التي تشهدها سوقا النفط والغاز العالميتان في الوقت الراهن.
ويؤدي الليثيوم دورًا إستراتيجيًا في مسار التحول الأخضر، لكونه مكونًا لا غنى عنه في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، غير أن تُخمة عالمية قد هوت بالأسعار في عام 2023، مع تفوُّق المعروض على الطلب.
لكن ما لبثت أن تعافت الأسعار الفورية لكربونات الليثيوم -المادة الرئيسة المستعملة لتشغيل السيارات الكهربائية- في الصين، لتلامس ذروتها منذ ديسمبر/كانون الأول (2023)، في أعقاب انهيارها بنسبة 80% في العام نفسه، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
شراكة إستراتيجية
أبرمت إكوينور، أكبر شركة نفط وغاز نرويجية، اتفاقية مع شركة ستاندرد ليثيوم (Standard Lithium)، ومقرها مدينة فانكوفر الكندية؛ للاستحواذ على حصة نسبتها 45% في مشروعَي تعدين ليثيوم تابعَين للأخيرة في جنوب غرب أركنساس وشرق تكساس في الولايات المتحدة الأميركية.
وقال نائب رئيس قسم الأعمال الجديدة والاستثمارات في التقنية والرقمنة والإبداع في إكوينور، مورتن هاليراكر: “يمكن أن يكون الليثيوم المُنتَج بطريقة مستدامة عاملًا محفزًا في جهود تحول الطاقة، ونحن نعتقد أنه من الممكن أن يصبح هذا عملًا تجاريًا جاذبًا”.
وأوضح هاليراكر: “بمقدورنا أن نستفيد من التقنيات الرئيسة في قطاعي النفط والغاز في تحقيق شراكة تكميلية بهدف الوصول إلى قرار استثمار نهائي بشأن تلك المشروعات”، في تصريحات نشرها الموقع الرسمي لشركة إكوينور، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبموجب بنود الاتفاقية ستمنح أكبر شركة نفط وغاز نرويجية نظيرتها ستاندرد ليثيوم، الشركة الرائدة في مجال تطوير الليثيوم التجاري، تعويضًا قيمته 30 مليون دولار عن صافي تكاليف الحصة التي ستستحوذ عليها في المشروعين، كما ستتحمل عملاقة الطاقة النرويجية النفقات الرأسمالية لشركة ستاندرد ليثيوم، والبالغة قوامها 33 مليون دولار، بهدف التحفيز على التوصل إلى قرار استثمار نهائي محتمل.
وتلتزم إكوينور -كذلك- بسداد مدفوعات إجمالية تصل قيمتها إلى 70 مليون دولار إلى ستاندرد ليثيوم، حال توصل الطرفان إلى قرار الاستثمار النهائي في المشروع.
معدن مهم لتحول الطاقة
يُعد الليثيوم أحد المعادن الضرورية في مسار تحول الطاقة، وتشتد الحاجة إليه لتحقيق النمو المتوقع في مجالي السيارات الكهربائية وتخزين الكهرباء في البطاريات بوجه عام.
يُذكر أن إنتاج الليثيوم من الخزانات الجوفية باستعمال تقنيات الاستخراج المباشر يُعد طريقة إنتاج ذات بصمة بيئية أقل، مقارنةً بالطرق التقليدية.
وستمتلك إكوينور وستاندرد ليثيوم 55% و45% على التوالي في المشروعين المذكورين، مع احتفاظ ستاندرد ليثيوم بدور المشغل، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وستدعم إكوينور الشركة المشغلة بالكفاءات الأساسية مثل الإمكانات اللازمة، للعمل تحت سطح الأرض، إلى جانب الإمكانات الضرورية لتنفيذ المشروع بوجه عام.
مرحلة محورية
قال مدير عمليات التشغيل في ستاندرد ليثيوم آندي روبنسون: “يسرنا إنجاز هذه الصفقة والدخول في شراكة جديدة ومثيرة مع إكوينور، ولدينا يقين راسخ بأن تلك الشراكة مع أحد رواد الطاقة العالميين تبرهن على جودة مستوى فريق العمل لدينا ومخطط تدفق البيانات وخبرتنا في تقنيات الاستخراج المباشر لليثيوم، وموارد الليثيوم الملحية ذات المستوى العالمي في أركنساس وتكساس”.
وأضاف روبنسون: “تمر شركتنا بمرحلة محورية في نمو أعمالنا، وستكون تلك الشراكة مع إكوينور أساسية لمواصلة التخلص من المخاطر وتسليم تلك المشروعات المهمة”.
وتابع: “إحدى النقاط التي لاحظناها في صناعة الليثيوم خلال العقد الماضي هي أن الشراكات القوية والمتسقة هي كلمة السر لنجاح تنفيذ المشروع وتشغيله، وفي تقديرنا أن هناك تناغمًا واضحًا مع الشريك المناسب لترقية صناعة الليثيوم في أركنساس وتكساس إلى المستوى التالي”.
من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة ستاندرد ليثيوم، روبرت مينتاك: “يُعد هذا التعاون مع إكوينور إنجازًا كبيرًا لشركتنا، ولطالما اعتقدنا أن تحقيق النجاح في هذا القطاع يتوقف على الشراكات الإستراتيجية مع الكيانات التي تشاركنا رؤيتنا وتجلب لنا نقاط قوة تكميلية، إذ تتسق ثقافة وقيم إكوينور مع ثقافتنا وقيمنا في استعمال الابتكار والنزاهة والتطوير المسؤول لتمكين تحول الطاقة العالمي”.
وأردف مينتاك: “عبر تلك الشراكة، أضحت الفرصة سانحة أمامنا لتسريع وتيرة تقدمنا وتأدية دور مهم في تشكيل مستقبل الليثيوم المُنتَج بطريقة مستدامة”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply