نجحت مؤشرات أسهم شركات الطاقة الأوروبية في تحقيق قفزة قياسية، خلال جلسة تداولات اليوم الجمعة 12 أبريل/ نيسان (2024)، مستفيدةً من الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط بدعم من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط.
ويمثل ارتفاع أسعار النفط تعافيًا من المسار الهبوطي الذي مضت فيه في نهاية تعاملات أمس الخميس 11 أبريل/نيسان (2024) حينما هبطت بأكثر من 1%، بعدما أدى استمرار التضخم إلى انحسار الآمال بشأن خفض أسعار الفائدة في وقت قريب، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
لكن قد تواجه أسهم شركات الطاقة الأوروبية تحديًا في الحفاظ على تلك المكاسب في المستقبل القريب، مع توقعات المحللين بأن تتراجع أسعار النفط ما لم تزدَد التوترات في الشرق الأوسط، أو تحدث اضطرابات إضافية في إمدادات الخام.
قفزة قياسية
لامست أسهم شركات الطاقة الأوروبية أعلى مستوياتها على الإطلاق منذ عام 2008؛ بدعم من أسعار النفط المرتفعة والمخاطر الجيوسياسية المتصاعدة وعدم اليقين الاقتصادي العالمي؛ ما جذب أنظار المستثمرين خلال تداولات اليوم الجمعة 12 أبريل/ نيسان (2024)، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
وارتفع مؤشر أسهم شركات النفط والغاز ستوكس أوروبا (600 The STOXX Europe 600 Oil & Gas index) بنسبة 2% -تقريبًا- مدعومًا بالزيادات في أسهم شركات بي بي (BP) النفطية البريطانية وسيمنس إنرجي (Siemens Energy) الألمانية وتوتال إنرجي (TotalEnergies) الفرنسية، من بين شركات أخرى عديدة.
وكانت أسهم شركة النفط البريطانية “بي بي” (BP) من بين أكبر أسهم شركات الطاقة الأوروبية الرابحة؛ إذ قفزت أكثر من 3% في أعقاب تقارير نشرتها رويترز بشأن مساعي الاستحواذ عليها من قبل شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك (Adnoc)، غير أن المفاوضات الجارية بين الجانبين بشأن الصفقة المقترحة لم تتجاوز مجرد المناقشات الأولية.
وبرزت شركات شل (Shell) وتوتال إنرجي وصب سي 7 (Subsea 7) من بين أسهم شركات الطاقة الأوروبية التي حققت قفزة قياسية، حيث سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق في تداولات اليوم الجمعة 12 أبريل/نيسان (2024).
وبوجه عام قفز مؤشر أسهم شركات النفط والغاز ستوكس أوروبا 600 بنحو 10% حتى الآن خلال العام الجاري (2024)، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
أسباب الارتفاع
رأى رئيس قسم الأبحاث في شركة بيل هانت (Peel Hunt) للوساطة الصغيرة والمتوسطة في المملكة المتحدة تشارلز هول، إن تلك المكاسب تُعزى في المقام الأول إلى الاضطرابات الكبيرة الحاصلة في الاقتصاد العالمي.
وأضاف هول: “قياسًا بالشهرين الماضيين، ارتفعت أسعار النفط ولديك مجموعة كاملة من الأمور الكلية، كما لديك احتمال وقوع حدث (البجعة السوداء)”.
ويعني مصطلح “حدث البجعة السوداء” وقوع حدث مفاجئ.
ولامست أسعار النفط أعلى مستوى في 6 أشهر هذا الأسبوع؛ إذ تغذي التوترات المتنامية في الشرق الأوسط من خطر انقطاع الإمدادات الآتية من تلك المنطقة الحيوية المُنتِجة للنفط.
في المقابل برزت شركة التكرير البولندية أورلين (Orlen) أكبر الخاسرين على مؤشرات أسهم شركات الطاقة الأوروبية خلال نفس جلسة التداولات على المؤشر؛ إذ هوت أسهمها بنحو 0.6% على إثر تقارير تفيد بأن السلطات المختصة في بولندا تحقق فيما إذا كانت إحدى الشركات التابعة لشركة أورلين قد خرقت العقوبات المفروضة على واردات النفط الآتية من روسيا أو إيران.
أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط أكثر من 1% خلال تعاملات اليوم الجمعة 12 أبريل/نيسان (2024)، في حين رفعت التوترات في الشرق الأوسط مخاطر تعطل الإمدادات من تلك المنطقة، رغم أن السوق تستعد لخسارة أسبوعية على خلفية توقعات بتراجع عدد جولات خفض سعر الفائدة في الولايات المتحدة الأميركية هذا العام (2024)، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
كما أسهمت المخاوف من احتمال رد إيران على هجوم شنته طائرات حربية يشتبه في أنها إسرائيلية على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق مؤخرًا، في رفع أسعار النفط قرب أعلى مستوى في 6 أشهر هذا الأسبوع، رغم وجود عوامل مثبطة مثل زيادة المخزون الأميركي.
وزادت أسعار العقود الآجلة لمزيج خام برنت القياسي بواقع 1.10 دولارًا، أو ما تعادل نسبته 1.2%، إلى 90.84 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش، في حين ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بقيمة 1.15 دولارًا أو ما تعادل نسبته 1.4%، إلى 86.17 دولارًا.
ويتجه الخامان (برنت وغرب تكساس الوسيط) إلى تسجيل خسارة أسبوعية بأقل من 1%، وفق تطورات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقلّصت الأسعار مكاسبها لمدة وجيزة بعد أن خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 إلى 1.2 مليون برميل يوميًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply