يبدو أن أسعار الوقود في نيجيريا على موعد مع زيادة جديدة، بدعم من ارتفاع تكلفة شراء البنزين وسعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار.
وهناك مؤشرات قوية على ارتفاع جديد في سعر البنزين، لتكون هي الزيادة الـ3 في غضون 10 أسابيع فقط، وفق تقرير نشره موقع “فانغارد” (vanguardngr) المحلي، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت آخر زيادة في أسعار الوقود يوم الثلاثاء (18 يوليو/تموز 2023)، بعد ارتفاعها بمقدار 80 نايرا (0.104 دولارات أميركية) إلى 617 نايرا (0.8021 دولارًا).
وأعلن رئيس البلاد الجديد بولا تينوبو رفع الدعم عن الوقود فور تولّيه منصبه، لترتفع أسعار الوقود في نيجيريا لأول مرة في شهر مايو/أيار الماضي، بنسبة 400%.
(النايرا= 0.0013 دولارًا أميركيًا)
قفزة في أسعار الوقود في نيجيريا
من المحتمل ارتفاع أسعار الوقود في نيجيريا إلى 700 نايرا للّتر الواحد (0.91 دولارًا).
تقول الصحيفة، إن ارتفاع أسعار الوقود في نيجيريا سيكون نتيجة لارتفاع تكلفة شراء لتر البنزين بنسبة 37.4%، من 460 نايرا (0.598 دولارًا) في يونيو/حزيران إلى 632.27 نايرا للّتر (0.821 دولارًا) في يوليو/تموز 2023.
تتضمن تكلفة شراء البنزين سعر المنتج عالميًا وهامش أرباح التجار وشركات التأمين والشحن ورسوم حكومية وأخرى تتعلق بالتمويل والائتمان والتخزين.
وكشفت مصادر بسوق النفط أن تكلفة البنزين لشهر أغسطس سترتفع مرة أخرى بدعم من ارتفاع الأسعار الأسبوع الماضي.
وخلال الأسبوع الماضي، كان مسوّقو النفط يشترون لتر البنزين مقابل 604.14 نايرا (0.785 دولارًا)
كما أسهم ارتفاع سعر الصرف مقابل الدولار وتدهور قيمة العملة المحلية بارتفاع أسعار الوقود في نيجيريا.
وانخفضت قيمت النايرا النيجيرية بنسبة 6.5% في نهاية الأسبوع الماضي بسوق الصرف الرسمية، وبنسبة 25% في السوق السوداء.
واضطرت الحكومة إلى خفض قيمة العملة (النايرا) خلال شهر يونيو/حزيران 2023، في محاولة لتحرير سوق الصرف، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
كما رفعت لجنة السياسات النقدية سعر الفائدة الرئيس بمقدار 700 نقطة أساس منذ شهر مايو/أيار 2022، لتصل إلى مستوى قياسي قدره 18.5%.
النفط في نيجيريا
تراجع إنتاج النفط في نيجيريا داخل منظمة البلدان المصدّرة للنفط “أوبك” على أسس سنوي بنسبة 6.5% إلى 1.26 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز مقارنة بـ1.2 مليون برميل يوميًا خلال الشهر نفسه من العام الماضي (2022).
كما انخفض إنتاج النفط النيجيري على أساس شهري بنسبة 3% إلى 1.26 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز 2023، مقارنة ب،1.3 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران السابق له.
ورغم أن نيجيريا أكبر منتج وصاحبة احتياطيات للنفط في أفريقيا، فإنها تستورد كل أنواع المشتقات النفطية، بسبب عدم قدرتها على التكرير، وسرقة النفط، والإهمال الذي طال المصافي القائمة.
وفي مسح أجرته وكالة رويترز يوم 31 يوليو/تموز 2023، كانت نيجيريا صاحبة ثاني أكبر انخفاض لإنتاج النفط داخل أوبك، بسبب وقف شركة شل شحن خام فوركادوس بسبب التسرب المحتمل في محطة التصدير، فضلًا عن تراجع الطاقة الإنتاجية التي حالت دول الوصول لمعدل الإنتاج المستهدف.
يوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج النفط في نيجيريا حتى عام 2022:
فائدة للحكومة لا للشعب
تعليقًا على الارتفاع المحتمل لأسعار الوقود في نيجيريا، يقول المسؤول في رابطة مسوّقي النفط المستقلين في نيجيريا، مايك أوساتيو، إن الأمر جيد، لأن ارتفاع أسعار النفط الخام يعني عائدات إضافية للحكومة، ومن المحتمل استعمال تلك العوائد لتمويل المشروعات والبرامج، لأن الحكومة ألغت دعم الوقود.
وأضاف: “لكن النيجيريين سيضطرون لدفع أسعار أعلى مقابل الوقود.. الأسعار مرتفعة حاليًا، لكننا متفائلون بشأن تراجع الأسعار في المستقبل نتيجة المنافسة”.
من جانبه، يقول المدير العام لإحدى الشركات الكبيرة بالقطاع، رفض ذكر اسمه، إن حالة عدم الاستقرار والاضطرابات التي يشهدها قطاع تكرير النفط في نيجيريا حاليًا محبطة، ليس فقط بالنسبة للاستيراد، بل للاستثمارات الهائلة المتوقعة في ظل السوق غير المنظمة.
وحثّ المسؤول الرئيس تينوبو على التدخل في إدارة النقد الأجنبي من أجل إنقاذ صناعة التكرير من الاضطراب والركود والانهيار.
وتابع: “وصلنا إلى نقطة لا مفرّ فيها من تدخّل الرئيس بولا تينوبو، وحتى لو كنّا نملك الموارد اللازمة للاستيراد، مازال لا يمكننا التأكد بشأن سعر المنتج، ولذلك فن الأفضل التريّث ورؤية ما ستؤول إليه الأمور خلال الأشهر المقبلة”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply