أسعار النفط قد ترتفع إلى 95 دولارًا بحلول نهاية 2023 (تقرير)

رفع تقرير حديث توقعاته لأسعار النفط بحلول نهاية الربع الرابع من العام الجاري (2023)، في ظل شح الإمدادات وتراجع إنتاج النفط من قبل كبار المنتجين في تحالف أوبك+.

وأرجع التقرير -الذي أصدره بنك الاستثمار السويسري “يو بي إس”- الارتفاع المتوقع لأسعار النفط إلى بدء انخفاض مخزونات النفط في بعض الدول الآسيوية، مثل الصين.

كما شهدت مستويات النفط المنقولة بحرًا انخفاضًا كبيرًا في الأسابيع الأخيرة، بحسب التقرير الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

وأشار التقرير إلى أن الطلب على النفط ما يزال قويًا، ومن المقرر أن يخترق مستوى 103 ملايين برميل يوميًا في أغسطس/آب للمرة الأولى.

عوامل ارتفاع أسعار النفط

أكد محلل السلع في بنك الاستثمار السويسري “يو بي إس” -الذي أعدّ التقرير- جيوفاني ستانوفو أن سوق النفط تضعف، مع اقتراب إنتاج أوبك+ النفطي من أدنى مستوى له في عامين، بسبب قيود الإنتاج التي تفرضها المملكة العربية السعودية.

فقد انخفض إنتاج أوبك النفطي بمقدار 836 ألف برميل يوميًا، خلال يوليو/تموز 2023، ليسجل 27.310 مليون برميل يوميًا، تماشيًا مع سياسة تحالف أوبك+ بتقليص الإمدادات، حسب التقرير الشهري الصادر عن منظمة الدول المصدّرة للنفط.

وكانت الدول الأعضاء في التحالف قد اتفقت على خفض الإمدادات بمقدار مليوني برميل يوميًا، بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حتى نهاية 2024، فضلًا عن التخفيضات الطوعية التي تنفّذها 9 دول من التحالف، بقيادة السعودية.

ومن ثم، شدد تقرير بنك الاستثمار السويسري “يو بي إس” على أن السوق تعاني من شح الإمدادات؛ فقد أصبح منحنى العقود الآجلة أكثر انحدارًا (حالة باكورداشن Backwardation، أي السعر الفوري أعلى من سعر العقود الآجلة) بقوة أكبر، في حين اضطرت مصافي التكرير الآسيوية والأوروبية إلى إيجاد براميل بديلة من المنتجين من خارج أوبك+.

من الجدير بالذكر أنه على الرغم من ضعف النشاط الاقتصادي الصيني، فإن البيانات الواردة من عمليات تعقّب الناقلات تشير إلى أن واردات النفط المنقولة بحرًا في الصين كانت قوية جدًا حتى الآن في أغسطس/آب، بحسب التقرير الذي طالعته منصة الطاقة.

توقعات أسعار النفط في نهاية 2023

توقّع التقرير أن تعاني سوق النفط من نقص في المعروض بنحو مليوني برميل يوميًا خلال شهر أغسطس/آب الجاري، وأكثر من 1.5 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول، مع تمديد السعودية وروسيا تخفيضات الإنتاج الخاصة بهما إلى شهر سبتمبر/أيلول المقبل.

وقال محلل السلع في بنك الاستثمار السويسري “يو بي إس”، جيوفاني ستانوفو: “نعتقد أن المملكة العربية السعودية ستقلل حجم خفض الإنتاج الطوعي فقط عندما تعتقد أن سوق النفط مستقرة بما يكفي لتبرير ذلك (أي عندما تكون مخزونات النفط العالمية أقلّ من الآن)”، بالنظر إلى بيان وزارة الطاقة السعودية بأن المملكة مستعدة لزيادة خفض الإنتاج إذا تدهورت ظروف السوق.

لذلك، توقّع التقرير الآن أن يصل سعر خام برنت إلى 95 دولارًا أميركيًا للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط إلى 91 دولارًا للبرميل بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول، ارتفاعًا من 90 دولارًا للبرميل و85 دولارًا للبرميل على التوالي.

إلّا إن التقرير استبعد أن ترتفع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل على أساس مستدام خلال الشهور الـ12 المقبلة؛ إذ من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى نمو قوي للإمدادات الأميركية، ويضرّ بنمو الطلب على النفط في عام 2024.

ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- توقعات الطلب العالمي على النفط والمعروض في 2024:

السعودية وروسيا تمددان خفض الإنتاج

كانت وزارة الطاقة السعودية قد أعلنت -في 3 أغسطس/آب 2023- تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط البالغ مليون برميل يوميًا، شهرًا إضافيًا، ليشمل شهر سبتمبر/أيلول المقبل.

وقال مصدر مسؤول بالوزارة، إن القرار يشمل إمكان تمديد وزيادة هذا الخفض الإضافي، الذي بدأ تطبيقه في شهر يوليو/تموز الماضي، بحسب ما جاء في البيان الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

وأشار المصدر إلى أن هذا الخفض هو بالإضافة إلى الخفض الطوعي بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، الذي سبق أن أعلنته المملكة في أبريل/نيسان 2023، والممتد حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.

من جانبها، أعلنت روسيا -في 3 أغسطس/آب 2023 أيضًا- تمديد الخفض الطوعي الإضافي لإمدادات النفط إلى شهر سبتمبر/أيلول المقبل، ولكن بمقدار 300 ألف برميل يوميًا، بدلًا من 500 ألف برميل يوميًا التي نفّذتها في شهر أغسطس/آب الجاري.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك: “ستواصل روسيا طواعية خفض الإمدادات لأسواق النفط في سبتمبر/أيلول -وهو جزء من جهود تحقيق التوازن في السوق- الآن بمقدار 300 ألف برميل يوميًا بسبب تراجع الصادرات”، بحسب ما نقلته وكالة تاس الروسية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..