تحولت أسعار النفط إلى الارتفاع، خلال تعاملات اليوم الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2023، لتسجل أعلى مستوى لها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وذلك بعد أن بدأت التعاملات بانخفاض هامشي.
وتلقّت أسواق النفط دعمًا من توقعات بأن كبار المنتجين سيبقون على الإمدادات محدودة، وتنامي الآمال في أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير لتجنب تضرر الاقتصاد الأميركي.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، يوم الجمعة 1 سبتمبر/أيلول، على ارتفاع بأكثر من 2% لتسجّل أعلى مستوياتها في 2023، مسجلةً مكاسب أسبوعية متجاوزة خسائر استمرت أسبوعين، مع تقلص الإمدادات وتوقعات باستمرار التخفيضات الطوعية من جانب السعودية لنهاية العام.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 4:00 مساءًا بتوقيت غرينتش (07:00 مساءًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2023- بنسبة 0.46%، لتصل إلى 88.98 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، ارتفعت الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2023- بنسبة 0.47%، لتصل إلى 85.95 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكان خام برنت قد ارتفع، خلال تعاملات يوم الجمعة، 2%، ليصل إلى 88.55 دولارًا للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس نحو 2.3%، ليصل إلى 85.55 دولارًا للبرميل.
تحليل أسعار النفط
قبل أن تتحول للارتفاع، تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية، صباح اليوم الإثنين، بعد أن أنهى العقدان الأسبوع الماضي عند أعلى مستوياتهما في أكثر من نصف عام، بعد تراجعهما في الأسبوعين السابقين.
وحقق الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) مكاسب أسبوعية بنسبة 5.5%، و7.2%، على التوالي، وفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
قال نائب الرئيس التنفيذي وكبير الإستراتيجيين في شركة إيه سي إم آي إنفستمنت أدفيزوز (Acme Investment Advisors) سوغاندا ساشديفا: “كانت أسعار النفط الخام مدفوعة في المقام الأول بتوقع تخفيضات إضافية في الإمدادات من الدول الرئيسة المنتجة للنفط، روسيا والمملكة العربية السعودية”.
وأشار ساشديفا إلى أن الزيادة المطردة في إنتاج النفط الأميركي يمكن أن تحد من تحقيق المزيد من المكاسب الكبيرة في الأسعار، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، اليوم الخميس، إن روسيا اتفقت مع الشركاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) على معايير استمرار تخفيضات الصادرات، ومن المتوقع صدور إعلان رسمي بتفاصيل التخفيضات المخطط لها هذا الأسبوع.
وتعتزم روسيا تخفيض صادراتها بمقدار 300 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول، بعد خفض قدره 500 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب، ومن المتوقع أيضًا أن تمدد السعودية خفضًا طوعيًا قدره مليون برميل يوميًا حتى أكتوبر/تشرين الأول.
إمدادات النفط
قال الرئيس التنفيذي لشركة فيتول، راسل هاردي، إن سوق النفط العالمية من المتوقع أن تصبح أقل شحًا في الأسابيع الـ6 إلى الـ8 المقبلة بسبب أعمال صيانة المصافي، لكن إمدادات الخام عالي الكبريت، الذي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت، ستظل محدودة.
وأضاف هاردي: “بسبب تخفيضات أوبك+، لا توجد إمدادات كافية من الخام عالي الكبريت لجميع هذه المصافي المعقّدة في الهند والكويت وجازان وعمان والصين”.
في الولايات المتحدة، اكتسب نمو الوظائف زخمًا في أغسطس/آب، لكن معدّل البطالة ارتفع إلى 3.8% واعتدلت مكاسب الأجور؛ ما يشير إلى أن ظروف سوق العمل كانت تهدأ ويعزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي لن يقدم المزيد من رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه هذا الشهر.
وفي الوقت نفسه، توسع نشاط التصنيع في الصين بشكل غير متوقع في أغسطس/آب، حسبما أشارت بيانات مسح مؤشر مديري المشتريات التصنيعي؛ ما قلل من بعض التشاؤم بشأن الصحة الاقتصادية لأكبر مستورد للنفط في العالم.
كما أدت سلسلة من إجراءات الدعم الاقتصادي، التي أعلنتها بكين الأسبوع الماضي، مثل تخفيضات أسعار الفائدة على الودائع في بعض أكبر المصارف المملوكة للدولة في البلاد وتخفيف قواعد الاقتراض لمشتري المنازل، إلى دعم أسعار النفط أيضًا.
ومع ذلك، لا يزال المستثمرون ينتظرون المزيد من التحركات الجوهرية لدعم قطاع العقارات المحاصر في البلاد، والذي كان أحد العوائق الرئيسية للاقتصاد الصيني منذ خروجه من الوباء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply