انخفضت أسعار النفط بنسبة 3% في نهاية تعاملات اليوم الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، مع صدور توقعات أميركية حول الطلب في عامي 2023 و2024.
ويراقب التجار الاضطرابات المحتملة في الإمدادات، مع تصاعد الاشتباكات المسلحة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية التي اندلعت يوم السبت الماضي في عملية “طوفان الأقصى”.
وخفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعات الطلب على النفط في 2023 و2024، كما قلصت توقعات المعروض من خارج أوبك خلال 2024، بحسب تقرير صادر اليوم الأربعاء.
وأظهر التقرير -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن الطلب العالمي على النفط قد يزيد بمقدار 1.32 مليون برميل يوميًا خلال 2024، بانخفاض طفيف عن تقديرات سابقة عند 1.36 مليون برميل يوميًا.
كما خفضت الإدارة الأميركية تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2023 إلى 1.76 مليون برميل يوميًا، متراجعًا عن تقديرات سابقة عند 1.81 مليونًا.
على الجانب الآخر، رفعت الإدارة الأميركية توقعات أسعار النفط في 2024، مع استمرار الخفض الطوعي للإنتاج في السعودية، كما عززت تقديراتها إنتاج الخام الأميركي خلال 2023.
ورجحت تقديرات الوكالة بلوغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 90.91 دولارًا للبرميل خلال 2024، بزيادة 9.2% على توقعات سبتمبر/أيلول 2023 البالغة 83.22 دولارًا للبرميل.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم ديسمبر/كانون الأول 2023- بنسبة 2.1%، إلى 85.82 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2023- بنسبة 2.9%، إلى 83.49 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول على تراجع، بعد أن سجلت ارتفاعًا بنسبة 4% في جلسة أول أمس (الإثنين)، على خلفية تصاعد المواجهات المسلحة بين إسرائيل وحركة حماس.
كما ارتفع الخامان القياسيان بأكثر من 3.50 دولارًا في ختام تعاملات الإثنين، مع تزايد المخاوف، بشأن امتداد الصراع إلى المناطق الغنية بالنفط، الأمر الذي أثر في أسعار النفط، لكنهما استقرا على انخفاض في جلسة أمس الثلاثاء.
تحليل أسعار النفط
تنتج إسرائيل كميات قليلة للغاية من النفط الخام، لكن الأسواق تشعر بالقلق من أن الصراع قد يتصاعد ويعطّل إمدادات الشرق الأوسط، ما يؤدي إلى تفاقم العجز المتوقع لبقية العام.
وقال المحللان من آي إن جي، وارن باترسون وإيوا مانثي: “ما يزال هناك خطر من تصعيد هذا الأمر، خاصة إذا كان هناك أي تورط إيراني”.
وأضافا: “في ظل هذا السيناريو، فإن فرض العقوبات الأميركية بصورة أقوى على النفط الإيراني من شأنه أن يؤدي إلى تشديد سوق النفط حتى عام 2024″، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وقد أشار المسؤولون الأميركيون بأصابع الاتهام إلى إيران، بوصفها متواطئة في هجوم حماس على إسرائيل، ولكن لم تظهر بعد أدلة موثوقة على دور طهران.
وتقول إسرائيل، إنها دمرت أجزاء من قطاع غزة، ردًا على هجمات حماس، وفي ظل ترقب الأسواق، هددت جماعات عراقية ويمنية متحالفة مع إيران باستهداف المصالح الأميركية بالصواريخ والطائرات دون طيار إذا تدخلت واشنطن لدعم إسرائيل.
وقالت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أمس الثلاثاء، إنها تعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لمنع تصعيد الوضع في غزة والمناطق المجاورة، وأكدت مجددًا دعمها للجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط.
توقعات أسعار النفط
قالت كبيرة المحللين في بنك سويسكوت، إيبيك أوزكاردسكايا: “في السياق الجيوسياسي الفعلي، يمكن أن ترتفع أسعار النفط الخام نحو نطاق من 90 إلى 100 دولار للبرميل، لكن الارتفاع فوق مستوى 100 دولار أمر غير مرجح في ظل التوقعات الاقتصادية العالمية الكئيبة”.
واقترح العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في الأيام الأخيرة أن المصرف المركزي الأميركي لا يحتاج إلى رفع تكاليف الاقتراض أكثر من ذلك.
وفي إشارة أكثر إيجابية إلى الإمدادات، أحرزت فنزويلا والولايات المتحدة تقدمًا في المحادثات التي يمكن أن توفر تخفيف العقوبات على كاراكاس من خلال السماح لشركة نفط أجنبية إضافية واحدة على الأقل بالحصول على النفط الخام الفنزويلي في ظل بعض الشروط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply