تراجعت أسعار النفط 2% في نهاية تعاملات اليوم الخميس 28 سبتمبر/أيلول (2023)، مع موازنة المستثمرين للمخاوف المتعلقة بنقص الإمدادات مقابل تنامي التوقعات بأن الاقتصادات الغربية الرئيسة ستحافظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول لمعالجة التضخم.
وتتزايد المخاوف من أن محافظي المصارف المركزية في العالم سيضطرون إلى الاستمرار في أسعار الفائدة المرتفعة للحد من التضخم الذي يغذيه جزئيا ارتفاع تكلفة الطاقة.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الأربعاء 27 سبتمبر/أيلول على ارتفاع بأكثر من 3.5%، مع تركيز الأسواق على نقص الإمدادات، وصدور بيانات بانخفاض مخزونات النفط الأميركية.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2023- بنسبة 1.21%، ليصل إلى 95.38 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2023- بنسبة 2.1%، ليصل إلى 91.71 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأظهر التقرير الأسبوعي، الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الأربعاء، انخفاض مخزونات النفط في الولايات المتحدة بمقدار 2.2 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي 22 سبتمبر/أيلول 2023، ليصل الإجمالي إلى 416.3 مليون برميل.
وتواجه أسواق النفط رياحًا معاكسة من تزايد المخاوف من ركود اقتصادي، في ظل محاولات المصارف المركزية، وفي مقدمتها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لمدة أطول لمواجهة التضخم.
تحليل أسعار النفط
قال محلل شركة زاي كابيتال ماركتس، نعيم أسلم: “يعلم المستثمرون أن ارتفاع أسعار النفط سيضر بالاقتصاد مع تراجع النشاط الاقتصادي، ناهيك عن الخوف من بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول”.
وقال محلل في “فانت إيدج” بسنغافورة، ستيفانو جراسو: “سوق النفط تتأقلم بسرعة مع حقيقة أن تخفيضات أوبك+ المعلنة في الصيف لها تأثير عميق في توافر الخام”.
وأضاف: “الأسهم تسحب، في حين يستمر الطلب في النمو.. وما زلنا بعيدين عن مستوى أسعار النفط الذي يتسبب في تدمير الطلب”.
وأظهرت بيانات حكومية، أن مخزونات النفط الأمريكية انخفضت 2.2 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى 416.3 مليون برميل، وهو ما يتجاوز بكثير انخفاض 320 ألف برميل الذي توقعه المحللون في استطلاع أجرته وكالة رويترز.
وأظهرت البيانات، أن مخزونات الخام في مركز التخزين كاشينغ بولاية أوكلاهوما، ونقطة تسليم العقود الآجلة للخام الأميركي، انخفضت بمقدار 943 ألف برميل في الأسبوع إلى أقل بقليل من 22 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ يوليو/تموز 2022.
وتقترب المخزونات في كوشينغ من مستويات منخفضة تاريخية، بسبب الطلب القوي على التكرير والتصدير، ما أثار مخاوف بشأن جودة النفط المتبقي في المركز، وما إذا كان سينخفض إلى ما دون الحد الأدنى لمستويات التشغيل.
إمدادات النفط
يأتي سحب الخام في أعقاب تخفيضات الإنتاج بمقدار 1.3 مليون برميل يوميًا حتى نهاية العام من قبل المملكة العربية السعودية وروسيا، ضمن جهودهما المشتركة في تحالف أوبك+، إذ من المقرر أن يجتمع التحالف يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول لمراجعة الأسواق.
قال وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف اليوم الخميس أن الحظر الذي فرضته روسيا على صادرات الوقود لن يتم رفعه قريبا وسيظل قائما حتى تستقر السوق المحلية.
وأضاف الكرملين أن روسيا لم تناقش مع أوبك+ زيادة محتملة في إمدادات النفط الخام للتعويض عن حظر تصدير الوقود، حسبما ذكرت وكالة تاس للأنباء.
وقال محللو البنك الوطني الأسترالي، في مذكرة: “نتوقع مع استمرار ارتفاع أسعار النفط على المدى القريب، فمن المرجح بصورة متزايدة أن يكون هناك خفض في تخفيضات الإمدادات الحالية”.
وأضاف جراسو: “أعتقد أن السعودية يمكنها قبول أسعار أعلى بكثير، ولكن ليس أقل بكثير، وإذا كان خفض الإنتاج بنسبة 10% يمنحها زيادة في الأسعار بنسبة 30%، فمن المنطقي القيام بذلك”.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومته بضمان استقرار أسعار الوقود بالتجزئة بعد القفزة الناجمة عن زيادة الصادرات.
وردًا على ذلك، أشار نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك إلى مقترحات لتقييد صادرات المنتجات النفطية المشتراة للاستهلاك المحلي، ما يزيد من نقص إمدادات السوق.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply