انخفضت أسعار النفط بأكثر من 1.5% في نهاية تعاملات اليوم الأربعاء 4 سبتمبر/أيلول (2024)، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، وسط مخاوف من تراجع الطلب عالميًا وزيادة الإمدادات.
يأتي ذلك بفعل توقعات بإمكان حل النزاع السياسي الذي يوقف الصادرات الليبية، ومخاوف بشأن انخفاض نمو الطلب العالمي، بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
وسجّل مؤشر مديري المشتريات في الصين أدنى مستوى له منذ 6 أشهر في أغسطس/آب، وأعلنت بكين انخفاض طلبات التصدير الجديدة في يوليو/تموز للمرة الأولى منذ 8 أشهر، وارتفعت أسعار المنازل الجديدة في أغسطس/آب بأضعف وتيرة لها هذا العام.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الثلاثاء 3 سبتمبر/أيلول على تراجع بنحو 4.5% بعد أنباء عن اتفاق وشيك لحلّ النزاع الذي أوقف الإنتاج والصادرات الليبية.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بنسبة 1.4%، لتصل إلى 72.7 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 1.6%، لتصل إلى 69.20 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وهبطت أسعار النفط أمس الثلاثاء إلى أدنى مستوياتها منذ 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مع احتمال عودة المزيد من إمدادات النفط الخام إلى السوق، وسط مخاوف من تراجع الطلب عالميًا، بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
وسجّل الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) خلال الأسبوع الماضي خسائر أسبوعية بنسبة 1.5% و1.7% على التوالي، في حين بلغت خسائرهما الشهرية 4.7% و5.6% على التوالي.
تحليل أسعار النفط
قال المحلل لدى شركة فوجيتومي للأوراق المالية المحدودة، توشيتاكا تازاوا: “استمرت عمليات البيع في آسيا وسط توقعات باتفاق محتمل لحلّ النزاع في ليبيا”.
انخفض الخامان القياسيان إلى أدنى المستويات منذ ديسمبر/كانون الأول، بفعل مؤشرات على اتفاق لحل النزاع السياسي بين الفصائل المتناحرة في ليبيا، أدى إلى خفض الإنتاج بنحو النصف وكبح الصادرات.
وأضاف: “ظلّت السوق تحت ضغط أيضًا بسبب المخاوف بشأن تباطؤ الطلب على الوقود، في أعقاب المؤشرات الاقتصادية الضعيفة من الصين والولايات المتحدة”.
اتفقت الهيئتان التشريعيتان في ليبيا، أمس الثلاثاء، على تعيين محافظ مشترك للمصرف المركزي، مما قد يؤدي إلى نزع فتيل معركة السيطرة على عائدات النفط التي أدت إلى النزاع.
وتوقفت صادرات النفط الليبية في المواني الرئيسة يوم الإثنين، وتراجع الإنتاج في جميع أنحاء البلاد، وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة في حقل الفيل النفطي بدءًا من 2 سبتمبر/أيلول.
وقال محلل الأسواق الإستراتيجي في آي جي، يب جون رونغ: “من المحتمل أن يؤدي تخفيف التوتر السياسي في ليبيا إلى عودة بعض الإمدادات، كما يشكل الضعف الاقتصادي في أكبر مستهلكي النفط في العالم، الولايات المتحدة والصين، رياحًا لمعاكسة لأسعار النفط الخام”.
وأضاف: “يبدو أن الانكماش الأسرع في الطلبات الجديدة والإنتاج، إلى جانب زيادة الأسعار، الواردة في بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في الولايات المتحدة، يجدد مخاوف النمو، وهو ما لا يقدّم الكثير من الطمأنينة حول توقعات الطلب على النفط.”
وتراجعت معنويات السوق، بعد أن أظهرت بيانات معهد إدارة التوريدات يوم الثلاثاء أن التصنيع في الولايات المتحدة ما يزال ضعيفًا، على الرغم من التحسن المتواضع في أغسطس/آب من أدنى مستوى له في 8 أشهر في يوليو/تموز.
وفي الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، أظهرت البيانات الأخيرة أن نشاط الصناعات التحويلية انخفض إلى أدنى مستوى له منذ 6 أشهر في أغسطس/آب، عندما تباطأ نمو أسعار المساكن الجديدة.
وتأجّلت بيانات المخزونات الأميركية الأسبوعية بسبب عطلة عيد العمال يوم الإثنين، ومن المقرر أن يصدر تقرير معهد النفط الأميركي الأربعاء، بينما ستُنشَر بيانات إدارة معلومات الطاقة الساعة 03:00 مساءً بتوقيت غرينتش (06:00 مساءً بتوقيت مكة المكرمة) غدًا الخميس.
وأظهر استطلاع أولي أجرته رويترز أمس الثلاثاء أنه من المتوقع انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، في حين من المرجّح أن ترتفع مخزونات نواتج التقطير.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply