تراجعت أسعار النفط بأكثر من 1% في نهاية تعاملات اليوم الإثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، بعد صعودها الأسبوع الماضي على خلفية تزايد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
يأتي ذلك مع ترقب المستثمرين ما إذا كان الصراع بين إسرائيل وحماس سيجذب دولًا أخرى، وهو تطور من شأنه أن يدفع الأسعار للارتفاع أكثر ويوجه ضربة جديدة للاقتصاد العالمي.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، يوم الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول، على ارتفاع بنحو 6% لتسجل مكاسب أسبوعية قوية، بعد أن شددت الولايات المتحدة برنامج العقوبات على صادرات الخام الروسية.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم ديسمبر/كانون الأول 2023- بنسبة 1.36%، لتصل إلى 89.65 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2023- بنسبة 1.17%، إلى 86.66 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وحقق الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) مكاسب أسبوعية قوية خلال الأسبوع الماضي بنسبة 7.4% و6% على التوالي.
تحليل أسعار النفط
ارتفع الخامان القياسيان نحو 6%، يوم الجمعة، مسجلين أعلى مكاسبهما اليومية بالنسبة المئوية منذ أبريل/نيسان، مع تقدير المستثمرين لاحتمال نشوب صراع أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط.
وقال رئيس شركة إن إس تردينغ (NS Trading)، وهي وحدة تابعة لشركة نيسان سيكورتيز (Nissan Securities) هيرويوكي كيكوكاوا: “يحاول المستثمرون معرفة تأثير الصراع في حين أن الهجوم البري واسع النطاق لم يبدأ بعد مهلة الـ24 ساعة التي أبلغت فيها إسرائيل سكان النصف الشمالي من غزة للمرة الأولى بالنزوح إلى الجنوب”.
وأضاف: “التأثير الذي قد يشمل الدول المنتجة للنفط أُخِذَ في الاعتبار إلى حد ما في أسعار النفط، لكن إذا حدث غزو بري فعلي وكان له تأثير في إمدادات النفط؛ فإن الأسعار يمكن أن تتجاوز بسهولة 100 دولار للبرميل”، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ولم يكن للصراع في الشرق الأوسط تأثير يُذكر في إمدادات النفط والغاز العالمية؛ إذ إن إسرائيل ليست منتجًا كبيرًا.
لكن الحرب بين حركة حماس وإسرائيل تشكل أحد أهم المخاطر الجيوسياسية على أسواق النفط منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، العام الماضي، وسط مخاوف بشأن أي تصعيد محتمل يشمل إيران.
ويُقيِّم المشاركون في السوق ما قد يعنيه صراع أوسع نطاقًا بالنسبة للإمدادات من دول في أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة.
إمدادات النفط
قال المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي فيفيك دار، في مذكرة، اليوم الإثنين، إنه إذا تبين أن طهران متورطة بشكل مباشر في هجوم حماس؛ فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى قيام الولايات المتحدة بتطبيق عقوباتها بالكامل على صادرات النفط الإيرانية.
وأضاف أن “الولايات المتحدة غضت الطرف عن العقوبات التي فرضتها على صادرات النفط الإيرانية هذا العام في إطار تطلعها إلى تحسين العلاقات الدبلوماسية مع إيران”.
وأشار إلى أن الزيادة التي تتراوح بين 0.5 مليونًا ومليون برميل يوميًا في صادرات النفط الإيرانية هذا العام -أي ما يعادل 0.5 إلى 1% من إمدادات النفط العالمية- معرّضة لخطر التهميش إذا طُبِّقَت العقوبات الأميركية بالكامل”.
تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، “بتدمير حماس” بينما تستعد قواته للتحرك داخل قطاع غزة لملاحقة عناصر حماس الذين نفذوا أكبر عملية ضد إسرائيل قبل نحو 9 أيام.
حذّرت إيران، يوم السبت، من أنه إذا لم يتم وقف “جرائم الحرب والإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل؛ فإن الوضع قد يخرج عن نطاق السيطرة مع “عواقب بعيدة المدى”.
ومع تصاعد المخاوف من الصراع، سيعود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، يوم الإثنين؛ للحديث “عن الطريق إلى الأمام” بعد عدة أيام من الدبلوماسية المكوكية بين الدول العربية.
وفرضت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، أول عقوبات على مالكي الناقلات التي تحمل النفط الروسي بأسعار أعلى من الحد الأقصى لسعر مجموعة السبع البالغ 60 دولارًا للبرميل، في محاولة لسد الثغرات في الآلية المصممة لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا.
وروسيا واحدة من أكبر مصدري النفط الخام في العالم، وقد يؤدي التدقيق الأميركي المشدد على شحناتها إلى تقليص الإمدادات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply