انخفضت أسعار النفط، خلال تعاملاتها اليوم الإثنين 2 سبتمبر/أيلول (2024)، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي وسط ترقب لموقف أوبك+ من زيادة الإمدادات.
ومن المقرر تبدأ دول أوبك+ في التخفيف التدريجي لتخفيضات الإنتاج بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول، ومع ظهور علامات على تباطؤ الطلب في الصين والولايات المتحدة، أكبر مستهلكين للنفط في العالم؛ ما أثار مخاوف بشأن نمو الاستهلاك في المستقبل.
وتُنفذ 8 دول من تحالف أوبك+ بقيادة السعودية، تخفيضات طوعية تصل إلى 2.2 مليون برميل يوميًا، منذ يناير/كانون الثاني 2024 حتى نهاية الربع الثالث من 2024، على أن تعود الكميات تدريجيًا بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مع إمكان استمرار العمل بالقرار نفسه أو عكسه (زيادة الإنتاج) وفق تطورات السوق.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات يوم الجمعة 30 أغسطس/آب على انخفاض، وسط مخاوف من ضعف الطلب، مسجلة خسائر أسبوعية.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:01 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:01 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بنسبة 0.70%، لتصل إلى 76.39 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 0.60%، لتصل إلى 73.11 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسجل الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) خلال الأسبوع الماضي خسائر أسبوعية بنسبة 1.5% و1.7% على التوالي، في حين بلغت خسائرهما الشهرية 4.7% و5.6% على التوالي.
تحليل أسعار النفط
قالت مصادر من منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها، في إطار التحالف المعروفة باسم أوبك+، إنه من المقرر أن تمضي دول أوبك+ في زيادة إنتاج النفط بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول.
ومن المقرر أن يعزز 8 أعضاء في أوبك+ الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول، بوصفه جزءًا من خطة للبدء في تفكيك أحدث طبقة من تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا مع الإبقاء على التخفيضات الأخرى سارية حتى نهاية عام 2025.
ويرى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، أن تأثير زيادة الإنتاج من قبل بعض دول تحالف أوبك+ سيكون محدودًا، إذ إنها تتعلق فقط بالدول التي قررت خفض الإنتاج طوعيًا، حيث إن الدول الـ8 اجتمعت منذ مدة وقررت أنه بما أن الطلب على النفط يزيد، وهناك زيادة خلال الربع الرابع، ومن هنا ستبدأ بإلغاء التخفيضات تدريجيًا، بدءًا من أول الربع الرابع، في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وقال الحجي، خلال حلقة من برنامج “أنسيّات الطاقة“: “الدول الـ8 ستزيد إنتاج النفط بداية من 1 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في محاولة لإلغاء موضوع التخفيضات الطوعية الأولى أو إنهائها، التي يبلغ حجمها نحو 2.2 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، ستعود تدريجيًا على مدار عام، من بداية أكتوبر/تشرين الأول 2024 حتى سبتمبر/أيلول 2025”.
وشدد خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي على أن هناك زيادات تدريجية في إنتاج النفط، ومن ضمن الزيادات أن هناك دولًا تجاوزت حصصها الإنتاجية في الماضي، منذ بداية عام 2024، وهي روسيا والعراق وقازاخستان، وهذه الدول وعدت بأنها ستعوّض عن هذه الزيادات، فإذا زادت أوبك الإنتاج في أكتوبر/تشرين الأول فسيكون هناك حسم من هذه الكميات، التي هي تعويض من هذه الدول عن الزيادات السابقة، ومن ثم فإن ما ستزيده أوبك سيكون بسيطًا جدًا، ولا يخفّض أسعار النفط بهذه الصورة.
وسجل كل من خامي برنت وخام غرب تكساس الوسيط خسائر لمدة شهرين متتاليين، إذ طغت مخاوف الطلب الأميركية والصينية على الاضطرابات الأخيرة في إمدادات النفط الليبية وسط نزاع بين الفصائل الحكومية هناك والتوترات في منطقة الإنتاج الرئيسة في الشرق الأوسط المتعلقة بالحرب في غزة.
قال مهندسون يوم الأحد إنه في حين لا تزال الصادرات الليبية متوقفة، استأنفت شركة الخليج العربي للنفط الإنتاج بما يصل إلى 120 ألف برميل يوميًا لتلبية الاحتياجات المحلية، بعد أن أدت المواجهة بين الفصائل إلى إغلاق معظم حقول النفط في البلاد.
الطلب على النفط
ظهر مزيد من التشاؤم بشأن نمو الطلب الصيني بعد أن أظهر مسح رسمي يوم السبت أن نشاط الصناعات التحويلية هناك انخفض إلى أدنى مستوياته في 6 أشهر في أغسطس/آب مع تراجع الأسعار عند بوابة المصنع ومعاناة المالكين من أجل الطلبيات، على الرغم من مسح خاص اليوم الإثنين غطى المزيد من التوجهات الموجهة نحو التصدير، وأظهرت الشركات علامات انتعاش مبدئي في أغسطس/آب.
وقال محلل السوق في آي جي، توني سيكامور: “إن مؤشر مديري المشتريات الصيني الأضعف من المتوقع الذي صدر خلال عطلة نهاية الأسبوع يزيد من المخاوف من أن الاقتصاد الصيني لن يحقق أهداف النمو”.
وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة يوم الجمعة أن استهلاك النفط في الولايات المتحدة تباطأ في يونيو/حزيران إلى أدنى مستويات موسمية منذ جائحة فيروس كورونا في 2020.
وقال محللو إيه إن زد (ANZ): “نرى تراجعًا في النمو خلال عام 2025، مدفوعًا بالرياح الاقتصادية المعاكسة في الصين والولايات المتحدة”.
وأضافوا: “نعتقد أن أوبك لن يكون أمامها خيار سوى تأجيل الإلغاء التدريجي لتخفيضات الإنتاج الطوعية إذا كانت تريد استقرار الأسواق ودعم ارتفاع أسعار النفط الخام”، حسبما ذكرت رويترز.
وأعلنت بيكر هيوز، في تقريرها الأسبوعي، أن عدد منصات النفط العاملة في الولايات المتحدة لم يتغير عند 483 الأسبوع الماضي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply