انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 13 أغسطس/آب (2024)، لتنهي سلسلة من المكاسب استمرت 5 جلسات متتالية، وسط مخاوف من تراجع الطلب.
يأتي ذلك مع عودة الأسواق للتركيز على المخاوف بشأن الطلب، بعد أن خفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب في 2024 بسبب ضعف التوقعات في الصين.
خفضت أوبك توقعات نمو الطلب على النفط في 2024 إلى 2.11 مليون برميل يوميًا، مقارنة بنحو 2.25 مليون برميل يوميًا في التقديرات السابقة، ليصل الإجمالي المتوقع عند 104.32 مليون برميل يوميًا.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات أمس الإثنين 12 أغسطس/آب على ارتفاع بنسبة 4%، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الخامسة على التوالي، وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات.
أسعار النفط
بحلول الساعة 06:00 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 0.80%، لتصل إلى 81.64 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم سبتمبر/أيلول 2024، بنسبة 0.69%، لتصل إلى 79.51 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام المقارنة التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وانتعشت أسعار النفط، خلال الجلسات الـ5 الماضية، بعد أن تراجعت العقود الآجلة لخام برنت يوم 5 أغسطس/آب إلى أدنى مستوياتها منذ أوائل يناير/كانون الثاني، ولامست العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط أدنى مستوياتها منذ فبراير/شباط.
وسجلت أسواق النفط خلال الأسبوع الماضي أول مكسب أسبوعي في 5 أسابيع، إذ حقق الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) مكاسب أسبوعية بنسبة 3.7% و4.5% على التوالي، مع تهدئة بيانات الوظائف الأميركية المخاوف بشأن الطلب، واستمرار المخاوف من اتّساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط.
تحليل أسعار النفط
سلّطت توقعات منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” لخفض الطلب العالمي لعام 2024 الضوء على المعضلة التي يواجهها تحالف أوبك+ الأوسع في زيادة الإنتاج بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول.
وكان الخفض لتوقعات أوبك لعام 2024 هو الأول منذ صدوره في يوليو/تموز 2023، ويأتي بعد مؤشرات متزايدة على أن الطلب في الصين يتخلف عن التوقعات بسبب تراجع استهلاك الديزل، وفي الوقت الذي تعرقل فيه أزمة قطاع العقارات ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتتوقع أوبك نمو الطلب على النفط في الصين بمقدار 0.70 مليون برميل يوميًا خلال 2024، بعد تعديل تقديراتها بالخفض عن الشهر الماضي (0.76 مليونًا).
وقال المحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي (IG)، يب جون رونغ: “مخاوف الطلب على النفط الخام ما تزال مطروحة”، مضيفًا أن التحفظات ما تزال قائمة قبل بيانات التضخم الأميركية القادمة.
وأضاف: “أيّ انعكاس للمخاطر الاقتصادية المرتفعة قد يؤثّر بأسعار النفط، في الوقت الذي خفضت فيه أوبك توقعاتها للطلب في 2024، ومن المقرر أن يتراجع تحالف أوبك+ عن تخفيضات الإنتاج بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما قد يشير إلى سوق نفط أقل تشددًا في المستقبل”.
وأشار إلى أن المستثمرين ما زالوا يراقبون أحدث التوترات الجيوسياسية، التي تقدّم مزيدًا من الدعم لأسعار النفط، مع التخوف من توسّع الحرب في غزة، ما يهدد بانقطاع الإمدادات، حسبما ذكرت رويترز.
التوترات الجيوسياسية
قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، أمس الإثنين، إن الصراع في الشرق الأوسط تصاعد، إذ تستعد الولايات المتحدة لما يمكن أن يكون هجمات كبيرة من قبل إيران في أقرب وقت هذا الأسبوع.
ومن الممكن أن يؤدي أيّ هجوم إلى تقييد الوصول إلى إمدادات الخام العالمية وتعزيز أسعار النفط الخام، إذ قال محللون، إن الهجوم قد يدفع الولايات المتحدة أيضًا إلى فرض حظر على صادرات الخام الإيرانية، مما قد يؤثّر في 1.5 مليون برميل يوميًا من الإمدادات.
وتستعد الأسواق أيضًا لتقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي يوم الأربعاء، الذي سيعطي قراءة حاسمة للتضخم، إذ يشعر المستثمرون الآن بالقلق من كون رقم مؤشر أسعار المستهلكين المنخفض بشكل مفرط سيثير المخاوف من حدوث تراجع.
وأظهرت أداة “فيدواتش” (FedWatch) أن أسواق المال تراهن على خفض أسعار الفائدة الأميركية بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول، وتتوقع تخفيفًا إجماليًا قدره 100 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2024.
وتميل تخفيضات أسعار الفائدة إلى رفع النشاط الاقتصادي، مما يزيد من استعمال مصادر الطاقة، مثل النفط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply