تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 30 أبريل/نيسان (2024)، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، وسط مؤشرات عن تراجع التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
جاء ذلك بعد أن أسهمت محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في القاهرة في تهدئة مخاوف السوق من اتّساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط، في حين أثّرت المخاوف بشأن توقعات أسعار الفائدة الأميركية في السوق.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الإثنين 29 أبريل/نيسان على تراجع بأكثر من 1%، لتبدّد المكاسب التي حققتها خلال الأسبوع الماضي، مع تراجع المخاوف من قطع الإمدادات.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:01 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:01 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يونيو/حزيران 2024، بنسبة 0.28%، لتصل إلى 88.15 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يونيو/حزيران 2024، بنسبة 0.33%، لتصل إلى 82.36 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
كانت أسعار النفط قد حققت مكاسب خلال الأسبوع الماضي؛ إذ ارتفع الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) بنحو 2.5% و0.8% على التوالي.
تحليل أسعار النفط
قال المحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي (IG)، يب جون رونغ: “إن المفاوضات الجارية من أجل وقف محتمل لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس دفعت المشاركين في السوق إلى مزيد من التخفيف من علاوة المخاطر الجيوسياسية بأسعار النفط، في حين إن اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم يؤدي أيضًا إلى بعض التحفظات على المدى القريب”.
وأضاف أن إبقاء أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لمدة أطول قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الدولار الأميركي، في حين يضع أيضًا بعض المخاطر على توقعات الطلب على النفط”، حسبما ذكرت رويترز.
وغادر مفاوضو حماس القاهرة في وقت متأخر أمس الإثنين، للتشاور مع قيادة الحركة بعد محادثات مع وسطاء قطريين ومصريين بشأن الردّ على اقتراح هدنة مرحلي قدّمته إسرائيل في مطلع الأسبوع، وقال مصدران أمنيان مصريان، إنه من المتوقع أن يقدّم الوفد تقريره خلال يومين.
وبينما كان قادة حماس يزورون القاهرة، قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية عشرات الفلسطينيين أمس الإثنين، إذ قُتِل أكثر من نصفهم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي حثّ الزعماء الأجانب إسرائيل على عدم غزوها.
كما أدت الهجمات المستمرة التي يشنّها الحوثيون في اليمن على حركة المرور البحرية جنوب الطريق التجاري الرئيس لقناة السويس إلى الحفاظ على حدّ أدنى لأسعار النفط الخام، وقد تؤدي إلى ارتفاع علاوات المخاطر إذا توقّع اللاعبون انقطاع إمدادات النفط الخام.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة اليمنية، يحيى سريع، في كلمة بثّها التلفاز في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء، إن الحوثيين استهدفوا مدمّرتين أميركيتين والسفينة سيكلاديز في البحر الأحمر والسفينة إم إس سي أوريون في المحيط الهندي.
التضخم في أميركا
على الصعيد الاقتصادي، يراقب المستثمرون هذا الأسبوع مراجعة سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في الأول من مايو/أيار، إذ يدفع التضخم العنيد توقعات السوق لأيّ تخفيضات في أسعار الفائدة، مما قد يعزز الدولار الأميركي، ويعوق الطلب على النفط.
ويقدّر بعض المستثمرين بحذر احتمالًا أكبر بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية هذا العام والعام المقبل، مع استمرار مرونة التضخم وسوق العمل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المخاوف بشأن الطلب أثّرت أيضًا في المعنويات، حسبما قال محللو إيه إن زد (ANZ) في مذكرة بحثية، إذ انخفضت علاوات الديزل وزيت التدفئة على النفط الخام إلى أدنى مستوى لها منذ أشهر.
وقال إيه إن زد، نقلًا عن بيانات من إدارة معلومات الطاقة: إن “متوسط الاستهلاك لـ4 أسابيع في الولايات المتحدة يقترب من متوسط أدنى مستوى موسمي في السنوات الـ5 الماضية”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply