تراجعت أسعار النفط في نهاية تعاملات اليوم الثلاثاء 23 يناير/كانون الثاني (2024)، مع تضارب تقييمات المتعاملين لتوقعات الطلب والعرض.
وتأتي تضارب التقييمات بشأن العرض والطلب، مع تزايد التوترات في الشرق الأوسط، ومشكلات الطقس البارد التي تعطّل الإنتاج في الولايات المتحدة.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الإثنين 22 يناير/كانون الثاني على ارتفاع بأكثر من 2%، بعد جلسة متقلبة صعودًا وهبوطًا، مع استمرار مخاوف انخفاض الطلب العالمي على الخام.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مارس/آذار 2024، بنسبة 0.63%، لتصل إلى 79.55 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مارس/آذار، بنسبة 0.5%، لتصل إلى 74.37 دولارًا للبرميل، وفق البيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتلقّت أسعار النفط دعمًا خلال الجلسة الماضية من زيادة التوترات الجيوسياسية ومخاوف نقص الإمدادات، بعد أن أثار هجوم بطائرة دون طيار -أوكرانية- على محطة “أوست لوغا” (Ust-Luga) التابعة لشركة نوفاتيك.
تحليل أسعار النفط
يقول المحللون، إنه من المرجّح أن تستأنف نوفاتيك، أكبر مصدر للغاز المسال في روسيا، عملياتها على نطاق واسع هناك في غضون أسابيع.
وقال محللون في إيه إن زد ريسيرش (ANZ Research)، إنه في حين كون الأضرار التي لحقت بأرصفة التحميل في محطة “أوست لوغا” قد أثّرت لمدة وجيزة بالصادرات”، فإن الخطوة تثير احتمالات انتقال الحرب الروسية الأوكرانية إلى مرحلة جديدة، إذ تستهدف الأطراف البنية التحتية الرئيسة للطاقة.
وفي الشرق الأوسط، نفّذت القوات الأميركية والبريطانية أيضًا جولة جديدة من الضربات، استهدفت موقع تخزين تابع للحوثيين تحت الأرض، وقدرات صاروخية ومراقبة تستخدمها جماعة الحوثي.
وأدت الهجمات التي شنّها الحوثيون على السفن في منطقة البحر الأحمر وما حولها إلى تعطيل الشحن العالمي، وأثارت مخاوف من التضخم.
وظل بعض المحللين متفائلين بشأن أساسيات السوق على المدى القريب، بسبب هذه الصراعات المستمرة.
قال المحلل لدى سي ام سي ماركتس، ليون لي: “دون أيّ مخاوف بشأن الركود، فإن تأثير الطقس شديد البرودة في إنتاج النفط الخام الأميركي وتصاعد الصراعات الجيوسياسية ما يزال يدعم أسعار النفط”.
وفي الولايات المتحدة، ظل 20% من إنتاج النفط في ولاية داكوتا الشمالية متوقفًا بسبب البرد الشديد والتحديات التشغيلية، حسبما ذكرت هيئة خطوط الأنابيب بالولاية، أمس الإثنين.
الطلب على النفط
لكن ما يضغط على الأسواق هو المخاوف بشأن التعافي الاقتصادي المتعثر في الصين، الأمر الذي يثير المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط بالنظر إلى أن العملاق الآسيوي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
وقد طرح صنّاع السياسة الصينيون مجموعة من التدابير لدعم الاقتصاد، لكن الاستهلاك المحلي ما يزال فاترًا، مما يترك تجّار النفط في حالة من التوتر بشأن آفاق الطلب.
وقال كبير محللي الأسواق في أواندا، كلفن وونغ: “في ضوء العوامل الأساسية المتضاربة خلال الوقت الحالي في سوق خام غرب تكساس الوسيط، من المرجّح أن يكون عامل الزخم هو المحرك الرئيس في تمهيد الطريق لأسعار النفط على المدى القصير”.
تمكنت أسعار خام غرب تكساس الوسيط من الإغلاق فوق المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا أمس الإثنين، للمرة الأولى منذ 24 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وأضاف كلفن وونغ أن الإغلاق الصعودي جاء بعد إغلاق يومي مماثل فوق المتوسط المتحرك الأسي لمدة 20 يومًا يوم الخميس الماضي.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز أنه من المتوقع انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية بنحو 3 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 19 يناير/كانون الثاني، مما حدّ أيضًا من ضعف أسعار النفط.
وكان من المتوقع أن تنخفض مخزونات نواتج التقطير الأسبوع الماضي، في حين من المتوقع أن ترتفع مخزونات البنزين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply