شهدت أسعار النفط تراجعًا هامشيًا في مستهل تعاملات اليوم الجمعة 26 يناير/كانون الثاني (2024)، على الرغم من استعدادها لتحقيق أكبر مكاسب أسبوعية لها منذ أكتوبر/تشرين الأول (2023).
وأرجعت تقارير، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، الاتجاه لتحقيق المكاسب الأسبوعية الكبيرة، إلى تعزيز النمو الاقتصادي الأميركي الإيجابي، بالإضافة إلى علامات ارتفاع معنويات الطلب على الوقود في الصين.
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت بنسبة 3% في نهاية تعاملات أمس الخميس 25 يناير/كانون الثاني، مواصلة حصد المكاسب، بدعم من المخاوف من نقص إمدادات النفط في الأسواق، ولا سيما بعدما كشفت بيانات عن أن مخزونات الخام الأميركية قد تراجعت بأكثر من المتوقع خلال الأسبوع الماضي.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 07:45 صباحًا بتوقيت غرينتش (10:45 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مارس/آذار 2024، بنحو 43 سنتًا، أو 0.52%، إلى 82.01 دولارًا.
في الوقت نفسه، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مارس/آذار 2024، بنحو 61 سنتًا، أو 0.79 إلى 76.75 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وكان من المقرر أن يغلق مؤشر خام برنت على ارتفاع بنسبة 4.5% خلال الأسبوع الجاري، في حين كان مقررًا أن يرتفع مؤشر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 4.8%، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
ويواصل الخامان الرئيسان طريقهما باتجاه تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي وأكبر زيادة أسبوعية منذ الأسبوع المنتهي يوم الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول، بعد بدء الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة.
تحليل أسعار النفط
يأتي تراجع أسعار النفط المحدود، وسط مؤشرات تشير إلى أن اضطرابات إمدادات النفط في البحر الأحمر قد تتراجع، إذ تضغط الصين على إيران لكبح الهجمات على السفن في المياه قبالة اليمن من قبل جماعة الحوثي المتحالفة معها.
وأشارت مصادر إلى أن المسؤولين الصينيين طلبوا من نظرائهم الإيرانيين المساعدة في كبح جماح الهجمات؛ إذ إن بكين ترى أن استمرار الهجمات يعد مخاطرة تضر بالعلاقات التجارية بين الصين وإيران.
وكان قيادي بجماعة الحوثي في اليمن قد أعلن، أمس الخميس، أن جماعته تتعهد بمواصلة استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل حتى تصل المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
بدوره، يرى محلل السوق في “آي جي” (IG) في سنغافورة ياب جون رونغ، أن تدخل القوات الأميركية والبريطانية السابق في البحر الأحمر لم يمنع الهجمات، ولكنه في المقابل دفع المستثمرين إلى تسعير الاضطراب المستمر.
وتتجلّى مخاوف الاضطراب هذه في هيكل السوق للعقود الآجلة لخام برنت؛ إذ ارتفعت علاوة الشهر الأول المستقبلية على عقد الشهر السادس إلى 2.53 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتحسّنت معنويات الطلب، بعد أن أظهرت بيانات يوم الخميس أن اقتصاد الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، توسع بسرعة أكبر من المتوقع خلال الربع الرابع من 2023، في وقت أعلنت فيه الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، خفضًا كبيرًا لاحتياطيات البنوك لتحفيز النمو الاقتصادي.
ويرى محلل الأسواق في “أواندا” (OANDA) كالفن وونغ، أن أسواق النفط -مدفوعة بالعوامل الفنية- دخلت مرحلة اتجاه صعودي قصير الأجل، موضحًا أن أسعار النفط شهدت متابعة لمزيد من الزخم الإيجابي، بعد زيادة تخفيف السيولة من البنك المركزي الصيني.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply