شهدت أسعار النفط تعاملات متباينة في ختام جلسة اليوم الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني (2024)، مع تراجع سعر خام برنت، وارتفاع غرب تكساس الوسيط، بالتزامن مع ارتفاع الدولار الأميركي، وصدور مؤشرات حول تراجع النمو في الصين.
جاء النمو الاقتصادي في الصين، ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم، أقلّ قليلًا من التوقعات، مما أثار مخاوف بشأن زيادات الطلب في المستقبل، في حين أثّرت قوة الدولار الأميركي بشهية المستثمرين للمخاطرة.
كما توقعت منظمة أوبك تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط في 2025، مقارنة بتقديرات عام 2024، التي حافظت عليها دون تغيير، في حين خفضت تقديرات نمو المعروض من خارجها.
ورجحت المنظمة في أول توقعات لها لعام 2025، نمو الطلب على النفط بنحو 1.85 مليون برميل يوميًا ليصل إلى مستوى قياسي عند 106.21 مليون برميل يوميًا، مقابل 104.36 مليون برميل يوميًا خلال 2024، بحسب أحدث تقرير شهري صادر اليوم الأربعاء.
كانت أسعار النفط قد شهدت تعاملات متباينة في ختام جلسة أمس الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني، مع صعود سعر خام برنت، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط، وسط ترقّب التطورات في البحر الأحمر.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مارس/آذار 2024، بنسبة 0.52%، لتصل إلى 77.88 دولارًا للبرميل.
بينما، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم فبراير/شباط، بنسبة 0.22%، لتصل إلى72.56 دولارًا للبرميل، وفق البيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وارتفع خام برنت بشكل طفيف أمس الثلاثاء، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط، إذ رأى المستثمرون ضعف الأساسيات في الولايات المتحدة، لكن الصراعات البحرية والجوية المستمرة في البحر الأحمر زادت المخاوف من اضطرار الناقلات إلى تغيير مسارها لتجنّب المنطقة، مما أدى إلى زيادة التكاليف ومقدار الوقت اللازم للتسليم.
تحليل أسعار النفط
نما الاقتصاد الصيني في الربع الرابع بنسبة 5.2% مقارنة بالعام السابق، وهو ما جاء دون توقعات المحللين، ويثير تساؤلات حول التوقعات بأن الطلب الصيني سيدفع نمو النفط العالمي بشكل أقوى في عام 2024.
وقالت كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا، إن رقم النمو الاقتصادي الصيني “لا ينهي الرياح المعاكسة بشأن الطلب على النفط الخام، فالتوقعات الصينية لعامي 2024 و2025 ما تزال قاتمة”.
وأضافت: “كانت صناعة النفط تدعم فكرة أنه على الرغم من التعافي الوعر، فإن الطلب على النفط من الصين كان مرنًا، ومن المرجح أن يصل إلى مستويات قياسية في عام 2024″، حسبما ذكرت رويترز.
وعلى الرغم من النمو الاقتصادي الأقل من المتوقع، ارتفع إنتاج مصافي النفط في الصين في عام 2023 بنسبة 9.3% عن العام السابق، ليصل إلى مستوى قياسي، مما يشير إلى أن الطلب على النفط في البلاد مرتفع إن لم يكن بالوتيرة التي يتوقعها بعض المحللين.
ظهرت بعض العلامات على الطلب الصيني المستقر، إذ تحجز مصافي التكرير في البلاد شحنات النفط للتسليم في مارس/آذار وأبريل/نيسان لتجديد المخزونات، وتأمين الأسعار المنخفضة نسبيًا، وتوقعًا لطلب أقوى في النصف الثاني من عام 2024.
أسعار الفائدة
بالإضافة إلى ذلك، ارتفع الدولار الأميركي بالقرب من أعلى مستوى خلال شهر يوم الأربعاء، بعد تعليقات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفضت التوقعات بتخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة.
ويؤدي ارتفاع الدولار إلى تقليص الطلب على النفط المقوم بالدولار بالنسبة للمشترين الذين يدفعون بعملات أخرى.
وقالت ساشديفا: “ارتفاع أسعار الفائدة يمكن أن يؤدي إلى توقعات أضعف للطلب على النفط، إذ يميل النشاط الاقتصادي إلى التباطؤ في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة، مما يترك أسعار النفط عرضة للخطر”.
وتستمر السوق بمراقبة الوضع في البحر الأحمر على الرغم من أن المستثمرين يبدو أنهم يقللون من خطر انقطاع الإمدادات، حتى مع تحويل ناقلات النفط مسارها بعيدًا عن الممر المائي.
شنّت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء ضربات جديدة ضد جماعة الحوثي في اليمن، بعد أن ضرب الحوثيون سفينة يونانية في البحر الأحمر.
وقال مدير إستراتيجيات التعدين وسلع الطاقة في مصرف الكومنولث الأسترالي، فيفيك دار: “على الرغم من أن معايير النفط قد لا تعكس هجمات البحر الأحمر، فإن السعر الحقيقي للنفط والمنتجات النفطية بالنسبة للمستهلكين ارتفع، نظرًا لتعطيل تدفقات التجارة عبر البحر الأحمر وقناة السويس”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply