ارتفعت أسعار النفط بنسبة 1% في نهاية تعاملات اليوم الجمعة 18 أغسطس/آب 2023، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثانية على التوالي، لكنها سجلت أول خسارة أسبوعية منذ منتصف يونيو/حزيران الماضي.
وحققت أسعار النفط مكاسب أسبوعية متتالية على مدار الـ7 أسابيع الماضية، لكنها لم تستطع الحفاظ عليها خلال الأسبوع الحالي متحولة للخسارة، مع زيادة المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين واحتمال زيادة أسعار الفائدة الأميركية على بوادر تقلص المعروض.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الخميس 17 أغسطس/آب، على ارتفاع بنحو 1%، لتعوّض جانبًا من خسائرها الممتدة خلال الجلسات الـ3 السابقة.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت -تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2023- بنسبة 0.8% (0.68 دولارًا)، لتصل إلى 84.80 دولارًا للبرميل، لكنها سجلت خسائر أسبوعية بنسبة 2.3% ( دولارين).
في الوقت نفسه، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم سبتمبر/أيلول 2023- بنسبة 1.06% (0.86 دولارًا)، لتصل إلى 81.25 دولارًا للبرميل، لكنها حققت خسائر أسبوعية بنسبة 2.33% (1.94 دولارًا)، وفق الأرقام المقارنة التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وارتفع خام برنت، أمس الخميس، نحو 0.8% (0.67 دولارًا)، ليصل إلى 84.12 دولارًا للبرميل، كما زادت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.27% (1.01 دولارًا)، لتصل إلى 80.39 دولارًا للبرميل.
تحليل أسعار النفط
حقّقت أسعار النفط سلسلة مكاسب استمرت 7 أسابيع تعد الأطول لكلا الخامين القياسيين (برنت، وغرب تكساس) هذا العام؛ إذ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 18% وغرب تكساس الوسيط بأكثر من 20% في الأسابيع الـ7 المنتهية في 11 أغسطس/آب إلى أعلى مستوياتها في شهور قبل تقلص المكاسب خلال الأسبوع.
يأتي ذلك مع تركيز مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على احتواء التضخم، وسط بيانات اقتصادية أقوى من المتوقع، وهو ما يُلقي بظلاله على أسعار النفط، التي ارتفعت بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة بسبب المخاوف بشأن العرض.
وذكرت وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، أن عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة انخفض، في الأسبوع الماضي؛ ما يشير إلى أن سوق العمل لا تزال محدودة وقد تطول حملة تشديد الاحتياطي الفيدرالي لتهدئة الاقتصاد.
جاء التقرير في أعقاب البيانات الاقتصادية المتفائلة بالمثل، في وقت سابق من الأسبوع؛ بما في ذلك مبيعات التجزئة الأميركية؛ ما يشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى التمسك بمعدلات أعلى لمدة أطول.
ويخشى المستثمرون من أن ارتفاع تكاليف الاقتراض يمكن أن يعوق النمو الاقتصادي ويقلل بدوره الطلب الإجمالي؛ بما في ذلك على النفط.
الطلب على النفط
إضافة إلى المخاوف، سلّطت مجموعة حديثة من البيانات الاقتصادية من الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، الضوء على الخسارة السريعة للزخم الاقتصادي منذ الربع الثاني.
وتسبّب الاقتصاد الصيني المتعثر في خفقان الأسواق المالية العالمية في الأشهر القليلة الماضية، مع أزمة عقارات تخيف المستثمرين وسط مخاوف من انتشار العدوى.
ومع ذلك؛ فإن تشديد المعروض من النفط بسبب تخفيضات الإنتاج من قِبل منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها، الذين يُطلق عليهم تحالف أوبك+، وزيادة الطلب -ويرجع ذلك أساسًا إلى ارتفاع السفر وتحسين النشاط الصناعي في الولايات المتحدة- قد دعّم أسعار النفط، ويمكن أن يؤدي إلى الارتفاع في الأيام المقبلة.
وقالت إيه إن زد ريسيرش إن إنتاج النفط الأميركي كان يعوض بعض الخسائر في الإنتاج بسبب تخفيضات أوبك+، لكن انخفاض عدد منصات الحفر الأميركية يعني أن هذا الدعم قد يكون قصير الأجل على الأرجح.
كما أظهرت البيانات الصادرة هذا الأسبوع أن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت بنحو 6 ملايين برميل، الأسبوع الماضي، بسبب الصادرات القوية ومعدلات تشغيل التكرير، وارتفعت المنتجات الموردة الأسبوعية، وهو وكيل للطلب، إلى أعلى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول.
على الرغم من نقاط الضعف الاقتصادية الأخيرة؛ فقد حقّقت الصين سحبًا نادرًا لمخزونات النفط الخام في يوليو/تموز، وهي المرة الأولى منذ 33 شهرًا التي تغرق فيها في المخزن.
وقال محللو إيه إن زد: “مؤشرات الزخم تُظهِر شُحًّا في العرض، إذ بدأ المستثمرون في زيادة رهاناتهم الصعودية، وتصل مراكز الشراء الصافية إلى أعلى مستوياتها السنوية”، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
فى سياق متصل، انخفض عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، ليسجل أقل مستوى منذ أوائل مارس/آذار 2022، كما تراجعت منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي.
وأوضح التقرير الصادر عن شركة بيكر هيوز الأميركية، اليوم الجمعة، انخفاض عدد منصات التنقيب عن النفط في أميركا بمقدار 5 حفارات إلى 520 حفارة خلال الأسبوع الماضي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply