ارتفعت أسعار النفط بنحو 2.5% في نهاية تعاملات اليوم الإثنين 17 يونيو/حزيران (2024)، وسط آمال بنمو الطلب خلال النصف الثاني من العام الجاري.
واستهلت الأسواق تعاملاتها الصباحية بفعل بيانات صينية، لكنها سرعان ما تحولت إلى الارتفاع بمنتصف الجلسة لتستمر في الصعود حتى الختام، بحسب حركة الجلسة التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأظهر مسح يوم الجمعة ضعف الطلب الاستهلاكي في الولايات المتحدة، ومع ارتفاع إنتاج الخام في مايو/أيار بالصين، أكبر مستورد للخام في العالم.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات يوم الجمعة 14 يونيو/حزيران على تراجع مع تقييم الأسواق تأثير بقاء أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة لمدة أطول من المتوقع، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية قوية.
وانتعشت أسواق النفط، خلال الأسبوع الماضي، وسط آراء متفائلة بشأن الطلب العالمي من إدارة معلومات الطاقة الأميركية وأوبك، إذ تتوقع إدارة المعلومات نمو الطلب على النفط بمقدار 1.08 مليون برميل يوميًا خلال 2024، في حين ترى “أوبك” أن الطلب سيبلغ أعلى مستوى له، خلال الربع الأخير من العام الجاري، عند 105.60 مليون برميل يوميًا.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أغسطس/آب 2024، بنحو 2% لتصل إلى 84.25 دولارًا للبرميل.
وفي الوقت نفسه، صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يوليو/تموز 2024، بنسبة 2.4% إلى 80.33 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسجل الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) أفضل مكاسب أسبوعية لهما في أكثر من شهريْن بعد توقعات قوية للطلب على الخام والوقود.
وثبّتت أوبك توقعات نمو الطلب على النفط في 2024 عند 2.25 مليون برميل يوميًا، ليظل الإجمالي المتوقع عند مستوى قياسي بنحو 104.46 مليون برميل يوميًا.
تحليل أسعار النفط
قال محلل ساكسو بنك، أولي هانسن: “استجابت أسعار النفط الخام في البداية بصورة سلبية للبيانات المختلطة من الصين.. ولكن التوقعات للطلب القوي على الوقود في الربع المقبل، وطمأنة السعودية بشأن تخفيضات أوبك+ وفقاً للظروف السائدة، والتركيز الإضافي على منتهكي الحصص لخفض الإنتاج وإعادة ضبطه، كل هذا يبدو داعمًا”.
وقالت السعودية، إن زيادة إنتاج أوبك+ المخطط لها في الربع الرابع يمكن إيقافها مؤقتًا أو عكسها إذا لزم الأمر، وتعهّدت موسكو وبغداد، اللتان تضخان أكثر من حصصهما في أوبك+، خلال الأسبوع الماضي، بالوفاء بالتزاماتهما.
وعلى الرغم من اختلاف التقارير الصادرة عن أوبك ووكالة الطاقة الدولية خلال الأسبوع الماضي حول قوة نمو الطلب على النفط هذا العام، فقد دعّمت الثقة في أنه سيجري سحب المخزونات في النصف الثاني.
وقال محللو بنك أوف أميركا، في تقرير، إنه في حين أن إجماع السوق هو ارتفاع أسعار النفط في الربع الثالث، إلا أن هناك خطرًا على الأسعار إذا استمرت التوازنات الضعيفة بين العرض والطلب.
وكتب محللون في بنك أوف أميركا: “لم يتضح بعد ما إذا كانت الأرصدة ستتحسن بما يكفي في الربع الثالث، لتحويل السوق من فائض كبير واضح إلى عجز يمكن أن يرفع أسعار النفط”.
وحقق الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) مكاسب بنسبة 3.7%، و3.8% على التوالي، و4% خلال الأسبوع الماضي، وهي أعلى زيادة أسبوعية من حيث النسبة المئوية منذ أبريل/نيسان، بفعل مؤشرات على زيادة الطلب على الوقود.
الطلب على النفط
قال محلل السوق في آي جي في سنغافورة، توني سيكامور: “كان الارتفاع القوي في الأسبوع الماضي مدفوعًا بتوقعات الطلب القوي في عام 2024 من أوبك+ ووكالة الطاقة الدولية”.
وأضاف: “تشير أرقام ثقة المستهلك الأميركي الضعيفة الصادرة يوم الجمعة إلى أن مرونة المستهلك والاقتصاد لدى البلاد سيجري اختبارهما مع استنزاف الأسر مدخراتها لمكافحة ارتفاع أسعار الفائدة وضغوط تكاليف المعيشة”، حسبما ذكرت رويترز.
وكان مسح يوم الجمعة قد أظهر أن معنويات المستهلكين الأميركيين انخفضت إلى أدنى مستوى في 7 أشهر خلال يونيو/حزيران، مع قلق الأسر بشأن مواردها المالية الشخصية والتضخم.
وفي الوقت نفسه، ارتفع إنتاج الصين من النفط الخام المحلي في شهر مايو/أيار بنسبة 0.6% على أساس سنوي، ليصل إلى 18.15 مليون طن (129 مليون برميل)، وفقًا للبيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء يوم الإثنين، إذ بلغ الإنتاج منذ بداية العام 89.1 مليون طن (133 مليون برميل)، بزيادة 1.8% عن العام السابق.
وقد تخلّف الناتج الصناعي في الصين خلال مايو/أيار عن التوقعات، ولم يُظهر التباطؤ في قطاع العقارات أي علامات على التراجع، ما يزيد الضغط على بكين لدعم النمو.
وكانت موجة البيانات التي صدرت يوم الإثنين متشائمة إلى حد كبير، ما يؤكد التعافي الصعب لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، استمرت المخاوف من اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط، بعد أن قال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد، إن تكثيف إطلاق النار عبر الحدود من حركة حزب الله اللبنانية على إسرائيل قد يؤدي إلى تصعيد خطير.
وبعد تبادل إطلاق نار كثيف نسبيًا خلال الأسبوع الماضي، شهد يوم الأحد انخفاضًا ملحوظًا في نيران حزب الله، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه نفّذ عدة غارات جوية ضد الجماعة في جنوب لبنان.
وأغلقت الأسواق في سنغافورة، مركز تداول النفط الرئيس، ودول أخرى في المنطقة بمناسبة عطلة عامة اليوم الإثنين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply