ارتفعت أسعار النفط أكثر من 2% خلال تعاملات يوم الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
يأتي ذلك بعد مقتل المئات في استهداف من قبل إٍسرائيل لمستشفى في غزة، ما أثار مخاوف بشأن احتمال انقطاع إمدادات النفط من المنطقة.
وكانت أسعار النفط قد شهدت تعاملات متقلبة أمس الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن استهلّت تعاملاتها الصباحية على تراجع، لتختم الجلسة على استقرار الخام الأميركي وصعود برنت.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة الـ06:20 صباحًا بتوقيت غرينتش (الـ09:20 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم ديسمبر/كانون الأول 2023- بنسبة 1.95%، لتصل إلى 91.65 دولارًا للبرميل، بعدما هبطت إلى 88.88 دولارًا.
في الوقت نفسه، صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2023- بنسبة 2.16%، إلى 88.53 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت بأكثر من دولارين خلال التعاملات المبكرة، ليصل الخامان القياسيان إلى أعلى مستوياتهما في أسبوعين.
وحقق برنت وغرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية قوية خلال الأسبوع الماضي، على خلفية تصاعد التوترات الجيوساسية بنسبة 7.4%، و6% على التوالي.
تحليل أسعار النفط
أخذت الأسواق في الاعتبار علاوة المخاطر بعد مقتل مئات الفلسطينيين في انفجار مستشفى بمدينة غزة يوم الثلاثاء، بعد استهداف من القوات الإسرائيلية.
وألغى الأردن قمة كان من المقرر أن يستضيفها مع الرئيس الأميركي جو بايدن في عمان، وتجمع الرئيسين المصري والفلسطيني.
وقال المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي، فيفيك دار: “إن إلغاء القمة بين بايدن والقادة العرب يقلل من احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
وتشعر أسواق النفط بالقلق إزاء التهديد بشن هجوم بري إسرائيلي على غزة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال دار: “يلوح الاحتلال الطويل في الأفق بصفته سيناريو يدفع العقود الآجلة لأسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار للبرميل، لأنه يزيد من خطر توسع الصراع الإسرائيلي، وربما يجذب إيران مباشرة”، حسبما ذكرت رويترز.
ومن المقرر أن يزور بايدن إسرائيل اليوم الأربعاء لإظهار الدعم لها في حربها مع حماس، وقال البيت الأبيض إنه سيوضح أنه لا يريد أن يتوسع الصراع.
توقعات أسعار النفط
قال محلل السلع في بنك يو بي إس السويسري جيوفاني ستانوفو؛ في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة إنه من المرجح أن أسعار النفط تتفاعل متقلبة مع التوترات الجيوسياسية، مع مخاوف من حدوث مزيد من التصعيد، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
ويتوقع محلل السلع في بنك يو بي إس تداوُل خام برنت بسعر يتراوح بين 90 دولارًا و100 دولار للبرميل خلال الأرباع السنوية المقبلة، مدفوعًا بنقص المعروض في سوق النفط، مستفيدًا من الطلب القوي على النفط وانخفاض إنتاج النفط من أوبك+.
ويرى محلل أسواق النفط بالشرق الأوسط في منصة آرغوس ميديا المتخصصة في الطاقة، نادر إیتیّم، أنه “بالنظر إلى أساسيات السوق، في ظل الظروف العادية، كنت سأقول، إن سعر 100 دولار للبرميل ربما يكون خطوة بعيدة جدًا، نظرًا لاستمرار المخاوف على جانب الطلب في الصين وحوض الأطلسي وأوروبا”.
وأضاف في تصربحات إلى منصة الطاقة: ” تشير الأساسيات إلى بقاء الأسعار في نطاق 85-95 دولارًا في الوقت الحالي؛ ولكن من الواضح أن هذه ليست ظروفًا عادية، فقد جلب الصراع قدرًا كبيرًا من اليقين إلى الصورة”.
وتابع: “نظرًا لحركة الأسعار خلال الأسبوع الماضي أو نحو ذلك، والتصعيد المستمر المحتمل للصراع خلال الأيام المقبلة، أود أن أقول إن هناك احتمالًا كبيرًا بأن نرى النفط يصل إلى 100 دولار للبرميل”.
الطلب على النفط
تلقت أسعار النفط -أيضًا- دعمًا من انخفاض مخزونات الخام الأميركية بنحو 4.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 13 أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لمصادر السوق نقلًا عن أرقام معهد النفط الأميركي يوم الثلاثاء. وكان ذلك أعلى بكثير من تراجع 300 ألف برميل الذي توقعه المحللون.
ومن المقرر صدور بيانات الحكومة الأميركية الرسمية في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
وعلى جانب الطلب، أظهرت بيانات رسمية اليوم الأربعاء أن الاقتصاد الصيني نما بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثالث، ما يشير إلى أن موجة من الإجراءات السياسية الأخيرة تساعد في تعزيز التعافي المبدئي.
وأظهرت البيانات الرسمية الصينية -أيضًا- أن إنتاجية مصافي النفط في البلاد خلال سبتمبر/أيلول وصلت إلى معدل يومي قياسي، بزيادة 12% عن العام السابق، إذ زادت مصافي التكرير معدلات التشغيل، لتلبية الطلب القوي على وقود النقل خلال عطلة الأسبوع الذهبي وتحسين التصنيع.
لكن المحللين بدوا حذرين بشأن النمو الاقتصادي في الصين، إذ ما يزال قطاع العقارات يشكل عائقًا.
وقال الخبير الاقتصادي لدى موديز أناليتيكس، هاري ميرفي كروز: “من المرجح أن تضمن بيانات سبتمبر/أيلول أن الصين ستحقق هدف النمو (5%) هذا العام، ومع ذلك، فإنها ستكافح من أجل تحسينه، فالانتعاش الاقتصادي ما يزال في بداياته”.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت مبيعات التجزئة الأميركية أكثر من المتوقع في سبتمبر/أيلول، ما عزز التوقعات برفع سعر الفائدة مرة أخرى من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بحلول نهاية العام، إذ من الممكن أن يؤدي رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم إلى إبطاء النمو الاقتصادي وتقليل الطلب على النفط.
واتفقت الحكومة الفنزويلية والمعارضة السياسية يوم الثلاثاء على ضمانات لإجراء الانتخابات الرئاسية عام 2024، ما يمهد الطريق إلى تخفيف محتمل للعقوبات الأميركية، وقد يعزز في النهاية إمدادات النفط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply