ارتفعت أسعار النفط في نهاية تعاملات اليوم الثلاثاء 9 يناير/كانون الثاني (2024)، في محاولة لتعويض بعض الخسائر التي لحقت بها خلال الجلسة السابقة، إذ تزن الأسواق التوترات في الشرق الأوسط في ضوء مخاوف الطلب وزيادة إمدادات أوبك.
وتشهد أسواق النفط تعاملات متقلبة، بعد إعلان السعودية خفضًا كبيرًا لأسعار البيع لعملائها في آسيا وأميركا وأوروبا؛ بالتزامن مع استمرار المخاوف بشأن تعطّل الإمدادات الناجمة عن تصاعد التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر.
ومن جانبها، رفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 إلى 1.39 مليون برميل يوميًا، مقابل 1.34 مليون برميل يوميًا في التقديرات السابقة.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الإثنين 8 يناير/كانون الثاني على تراجع بنحو 4%، مع هدوء القلق العالمي بشكل جزئي من تراجع حجم الإمدادات إلى الأسواق.
أسعار النفط اليوم
في نهاية الجلسة، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مارس/آذار 2024، بنسبة 1.9%، لتسجل 77.59 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم فبراير/شباط، بنسبة 2.1%، لتصل إلى 72.24 دولارًا للبرميل، وفق البيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكان الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الأميركي) قد حقّقا مكاسب، خلال الأسبوع المنتهي في 5 يناير/كانون الثاني، بنسبة 2.2% و3% على التوالي، في ظل القلق العالمي من تراجع حجم الإمدادات، مع تصاعد التوترات في منطقة باب المندب المطلة على البحر الأحمر.
تحليل أسعار النفط
قال محلل الأسواق لدى سي إم سي ماركيتس (CMC Markets)، ليون لي: “إن التخفيضات الحادة في الأسعار التي أجرتها المملكة العربية السعودية وزيادة إنتاج أوبك قد عوضت المخاوف المتعلقة بالإمدادات الناجمة عن تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط”.
وفيما يتعلق بحرب غزة، قال الجيش الإسرائيلي، إن قتاله سيستمر خلال عام 2024، مما أثار قلق الأسواق من أن الصراع قد يتطور إلى أزمة إقليمية يمكن أن تعطّل إمدادات النفط.
ووصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب في وقت متأخر من أمس الإثنين، لإطلاع المسؤولين الإسرائيليين على محادثاته التي استمرت يومين مع الزعماء العرب بشأن إنهاء الحرب.
ومع ذلك، كبح مسح أجرته وكالة رويترز يوم الجمعة مكاسب أسعار النفط، وخلص إلى أن إنتاج أوبك من النفط ارتفع في ديسمبر/كانون الأول، مع زيادة إنتاج أنغولا والعراق ونيجيريا، وهو ما عوّض التخفيضات المستمرة من قبل السعودية والأعضاء الآخرين في تحالف أوبك+.
دفعت زيادة العرض المملكة العربية السعودية إلى خفض سعر البيع الرسمي لشهر فبراير/شباط لخامها العربي الخفيف الرئيس إلى آسيا، لأدنى مستوى منذ 27 عامًا.
توقعات أسعار النفط
قال رئيس فريق قطاع الطاقة في بنك دي بي إس، سوفرو ساركار، إنه من المرجح أن تُتداول أسعار النفط الخام في نطاق يتراوح بين 75 و80 دولارًا للبرميل على المدى القريب، “ما لم يحدث تصعيد غير متوقع في الوضع في الشرق الأوسط”.
وأضاف: “على جانب العرض، هناك بعض العوامل الصعودية نتيجة إغلاق أكبر حقل نفط في ليبيا، مما أثّر في نحو 0.3 مليون برميل يوميا من إنتاج النفط”.
ولدعم أسعار النفط، أوقف الدولار ارتفاعه مؤقتًا اليوم الثلاثاء، إذ أكد التجّار مجددًا رهاناتهم على سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، إذ يؤدي ضعف الدولار إلى تعزيز أسعار النفط، فيصبح الخام أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
قالت محافظ الاحتياطي الفيدرالي، ميشيل بومان، يوم الإثنين، إنها الآن ترى أن السياسة النقدية الأميركية “مقيّدة بما فيه الكفاية”، مشيرة إلى استعدادها لدعم تخفيضات أسعار الفائدة في نهاية المطاف، مع تراجع التضخم.
وتنتظر السوق بيانات مخزونات النفط الأميركية من مجموعة الصناعة التابعة لمعهد النفط الأميركي في وقت لاحق اليوم.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply