ارتفعت أسعار النفط بنسبة 1.5% في نهاية تعاملات اليوم الإثنين 25 مارس/آذار 2024، في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بها في جلسات نهاية الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من تراجع الإمدادات.
يأتي ذلك مع تصاعد الصراعات في الشرق الأوسط وبين روسيا وأوكرانيا، كما دعم تراجع عدد منصات الحفر الأميركية الاتجاه الصعودي لأسعار الخام.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، يوم الجمعة 22 مارس/آذار، على تراجع، بعدما صعدت خلال الجلسة مع تزايد التوترات الجيوسياسية عقب سلسلة من الهجمات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا على منشآت الطاقة.
أسعار النفط اليوم
في نهاية الجلسة، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مايو/أيار 2024، بنسبة 1.5%، لتصل إلى 86.75 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مايو/أيار 2024، بنسبة 1.6%، لتصل إلى 81.95 دولارًا.
وتوقّع خبراء، استطلعت منصة الطاقة المتخصصة آراءهم، استمرار تداول أسعار النفط عند النطاق الحالي بين 81 و85 دولارًا في الربع الثاني من عام 2024؛ نظرًا إلى ظروف المنطقة الجيوسياسية والاقتصادية في شرق آسيا، خاصةً في الصين.
تحليل أسعار النفط
انخفض الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) أقل من 1%، الأسبوع الماضي، مقارنة بالأسبوع السابق؛ إذ أدى ارتفاع الدولار الأميركي، بنسبة 1% تقريبًا، إلى كبح أسعار النفط.
وقال رئيس وحدة إن إس تريدينغ التابعة لشركة نيسان للأوراق المالية هيرويوكي كيكوكاوا: “تصاعد التوتر الجيوسياسي، إلى جانب زيادة الهجمات على منشآت الطاقة في روسيا وأوكرانيا، إلى جانب تراجع آمال وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، أثارت المخاوف بشأن إمدادات النفط العالمية”.
وفي الوقت نفسه، انخفض عدد منصات النفط الأميركية بمقدار منصة واحدة إلى 509 الأسبوع الماضي، حسبما أظهرت بيانات من شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز؛ ما يشير إلى انخفاض العرض المستقبلي.
وقالت كييف إن موسكو أطلقت 57 صاروخًا وطائرة مسيرة في الهجوم الذي استهدف أيضًا العاصمة الأوكرانية بعد يومين من أكبر قصف جوي لنظام الطاقة في أوكرانيا منذ ما يزيد على عامين من الحرب الشاملة.
وجاءت الخطوة في أعقاب الهجمات الأخيرة التي شنّتها أوكرانيا على البنية التحتية النفطية الروسية؛ إذ استهدفت طائرات دون طيار ما لا يقل عن 7 مصافي تكرير هذا الشهر.
وقال محللون في شركة إيه إن زد (ANZ): “إن تعطل مصافي النفط في روسيا أدى إلى زيادة الضغط على أسواق الوقود؛ ما أدى إلى ارتفاع الطلب على شحنات النفط الخام المتاحة”، مضيفين أن نحو 12% من إجمالي طاقة معالجة النفط في روسيا تأثرت.
وقالت إيه إن زد للأبحاث إن رفض المصافي الهندية قبول الخام الروسي المنقول على ناقلات سوفكومفلوت بسبب العقوبات الأميركية يزيد أيضًا من الضغوط على إمدادات السوق العالمية، حسبما ذكرت رويترز.
التوترات الجيوسياسية
في الشرق الأوسط، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية حاصرت مستشفيين آخرين في غزة، يوم الأحد؛ ما أدى إلى احتجاز الطواقم الطبية تحت إطلاق نار كثيف، وقالت إسرائيل إنها أسرت 480 ناشطًا في الاشتباكات المستمرة بمستشفى الشفاء الرئيس في غزة.
وأبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، بأن إسرائيل تخاطر بعزلة عالمية إذا هاجمت مدينة رفح الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي أماكن أخرى بالشرق الأوسط، قالت القيادة المركزية الأميركية، يوم السبت، إن القوات الأميركية اشتبكت مع 6 طائرات دون طيار تابعة للحوثيين فوق جنوب البحر الأحمر بعد أن أطلقت الجماعة 4 صواريخ باليستية مضادة للسفن باتجاه ناقلة نفط مملوكة للصين.
توقعات أسعار النفط
من جانب آخر توقّع خبراء، استطلعت منصة الطاقة آراءهم، أن تطول أسعار النفط عند المستويات الحالية نفسها خلال الربع الثاني من العام الجاري.
وقال المستشار والخبير بمجال الطاقة في سلطنة عمان مدير عام التسويق بوزارة الطاقة والمعادن العمانية -سابقًا- علي بن عبدالله الريامي، إن أسعار النفط عند النطاق الحالي بين 81 و85 دولارًا تُعَد أفضل سعر خلال الربع الثاني والثالث أو الرابع من العام؛ لأن الظروف غير مستقرة وغير مشجعة على ارتفاع أسعار النفط؛ نظرًا إلى ظروف المنطقة الجيوسياسية والاقتصادية في شرق آسيا، خاصةً في الصين، مؤكدًا أنه لا يوجد مبرر لارتفاع الأسعار إلى 90 دولارًا.
واتفق معه رئيس شركة رابيدان إنرجي الأميركية بوب مكنالي، مشيرًا إلى أن أسعار النفط الخام بصورة عامة ستظل في النطاق الحالي حتى نهاية العام الجاري (2024).
وأرجع محلل أسواق النفط بالشرق الأوسط في منصة آرغوس ميديا المتخصصة في الطاقة نادر إیتیّم، توقعاته باستمرار أسعار النفط في نطاقها الحالي خلال الربع الثاني من 2024، إلا أن الضعف في جانب الطلب، ليس فقط من الصين، ولكن أيضًا من اقتصادات حوض المحيط الأطلسي مثل الولايات المتحدة، وفي أوروبا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply