ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1% في نهاية تعاملات اليوم الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني (2024)، في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بها في الجلسة السابقة، وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات.
وأجّج تصاعد التوترات الجيوسياسية، بعد هجوم بطائرة دون طيار على قوات أميركية في الأردن، المخاوف بشأن انقطاع صادرات النفط في الشرق الأوسط.
ورفع صندوق النقد الدولي توقعاته بشأن النمو الاقتصادي العالمي إلى 3.1% خلال 2024، مقابل 2.9% في التقديرات السابقة، ما يدعم نمو الطلب على النفط.
ومن جهة أخرى، قررت شركة أرامكو السعودية وقف خطتها لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميًا، التي أعلنتها قبل نحو 4 سنوات من 12 مليون برميل يوميًا.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الإثنين 29 يناير/كانون الثاني على تراجع بنسبة 1.5%، مع تقييم الأسواق تأثير مخاوف تراجع الطلب ومخاطر التوترات الجيوسياسية على الإمدادات.
أسعار النفط اليوم
في نهاية الجلسة، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مارس/آذار 2024، بنحو 0.6%، لتصل إلى 82.87 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مارس/آذار 2024، بنسبة 1.3% إلى 77.82 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وانخفض الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) أكثر من دولار واحد أمس الإثنين، إذ غذّت أزمة العقارات المتفاقمة المخاوف بشأن الطلب من الصين، أكبر مستهلك للخام في العالم، بعد أن أمرت محكمة في هونغ كونغ بتصفية مجموعة تشاينا إيفرغراند (China Evergrande) العقارية العملاقة.
تحليل أسعار النفط
قال مصرف دي بي إس (DBS)، إن تداول أسعار النفط فوق 80 دولارًا أميركيًا للبرميل يؤدي إلى تسعير بعض علاوة المخاطر الجيوسياسية مرة أخرى، مع استمرار التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وقد يتلاشى هذا في غضون أسبوع أو أسبوعين، إذا لم يكن هناك ردّ فعل قوي من الولايات المتحدة.
وأضاف: “إذا تفاقم الأمر وتحوّل إلى مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران وعقوبات أكثر صرامة، فإننا نتطلع إلى مستوى يتراوح بين 80 و100 دولار للبرميل لبعض الوقت”.
وتعهدت واشنطن باتخاذ “كل الإجراءات اللازمة” للدفاع عن قواتها في أعقاب هجوم مميت بطائرة دون طيار في الأردن، نفّذه مسلحون مدعومون من إيران، وهو أول مقتل عسكري أميركي منذ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة، مما وضع الأسواق على حافة الهاوية.
وقال المحلل لدى بنك الكومنولث الأسترالي، فيفيك دار: “إذا تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، لا سيما من خلال مواجهة مباشرة، فإن خطر تأثّر إمدادات النفط الإيرانية سلبًا يتزايد.. ومن المرجّح أن تكون صادرات النفط الإيرانية هي الأكثر عرضة للخطر من خلال احتمال فرض عقوبات أكبر”.
وأضاف دار أن إيران صدّرت ما بين 1.2 و1.6 مليون برميل يوميًا من النفط الخام خلال معظم عام 2023، وهو ما يمثّل 1 إلى 1.5% من إمدادات النفط العالمية.
وأشار إلى أن كيفية ردّ إيران على التوترات الأميركية المتزايدة ستحدد أيضًا مسار أسواق النفط، إذ إن القلق الرئيس هو تهديد إيران بحصار مضيق هرمز، الذي يشهد عبور 15-20% من إمدادات النفط العالمية.
الطلب على النفط
تأتي المكاسب أيضًا قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة، إذ تبدأ اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) اجتماعًا يستمر يومين، اليوم الثلاثاء.
ومن المتوقع أن يبقي صنّاع السياسة أسعار الفائدة ثابتة، لكن بعض المستثمرين يعتقدون أن المصرف المركزي الأميركي قد يتخلى عن تحيّزه لرفع الفائدة، إذ إن انخفاض أسعار الفائدة أمر إيجابي بالنسبة لأسعار النفط، ويمكن أن يعزز الطلب بشكل أكبر.
وتتوقع الأسواق الآن فرصة بنسبة 47% لخفض سعر الفائدة الفيدرالي في مارس/آذار، بانخفاض من 88% في الشهر السابق.
في غضون ذلك، أظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز أنه من المتوقع انخفاض مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات البنزين.
وستنشر مجموعة الصناعة التابعة لمعهد النفط الأميركي بيانات المخزونات الأميركية اليوم الثلاثاء عند الساعة 09:20 مساءً غرينتش (12:30 بعد منتصف الليل بتوقيت مكة المكرمة)، في حين من المقرر أن تنشر بيانات إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأميركية، الساعة 03:30 مساءً بتوقيت غرينتش غدًا الأربعاء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply