ارتفعت أسعار النفط بنحو 1%، في نهاية تعاملات اليوم الجمعة 8 سبتمبر/أيلول (2023)، لتحقق مكاسب أسبوعية مع اختيار المستثمرين التركيز على شح الإمدادات، على الرغم من حالة عدم اليقين على نطاق الاقتصاد الكلي.
كانت الأسواق قد استهلت تعاملاتها الصباحية على انخفاض لليوم الثاني على التوالي، متراجعة عن أعلى مستوياتها في 10 أشهر التي سجلتها هذا الأسبوع، وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الصيني المتباطئ وارتفاع الدولار الأميركي.
وأظهر التقرير الأسبوعي الصادر عن شركة بيكر هيوز الأميركية، ارتفاع عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة حفارة واحدة، خلال الأسبوع الماضي، ليصل الإجمالي إلى 513 حفارة.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الخميس 7 سبتمبر/أيلول، على تراجع بنحو 1%؛ إذ طغت المخاوف بشأن الطلب؛ بسبب التباطؤ الموسمي خلال الشتاء والتوقعات الاقتصادية غير الواضحة للصين، على توقعات تراجع الإمدادات.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت -تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2023- بنسبة 0.81%، لتصل إلى 90.65 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2023- بنسبة 0.74% إلى 87.51 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى مدار الأسبوع المنتهي اليوم، حقق كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية بنحو 2.4% و2.3% على التوالي.
ووصل الخامان القياسيان إلى أعلى مستوياتهما في 10 أشهر في وقت سابق هذا الأسبوع بفعل مخاوف بشأن نقص محتمل خلال ذروة موسم الطلب الشتوي بعد أن مددت السعودية وروسيا، أكبر مصدرين للنفط في العالم، التخفيضات الطوعية في الإمدادات حتى نهاية العام.
تأتي هذه التخفيضات الطوعية إضافة إلى تخفيضات أبريل/نيسان التي اتفق عليها العديد من منتجي أوبك+ والتي تستمر حتى نهاية عام 2024.
تحليل أسعار النفط
قالت كبيرة محللي السوق في شركة فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا، إنه على الرغم من هذه الإشارات الصعودية، فإن التعافي الاقتصادي الصعب في الصين، وارتفاع الدولار الأميركي، يؤثران في أسعار النفط الخام.
ويتوقع المستثمرون أن تظل أسعار الفائدة الأميركية عند أعلى مستوياتها منذ 20 عامًا؛ ما أطلق العنان للدولار، وهو ما يجعل شراء النفط الخام بالعملات الأخرى أكثر تكلفة.
وقال كبير الاقتصاديين في نومورا للأوراق المالية تاتسوفومي أوكوشي: “جنى المستثمرون الأرباح بعد الارتفاع الأخير الذي كان مدفوعًا بالمخاوف بشأن نقص العرض في أعقاب تخفيضات الإنتاج الممتدة في المملكة العربية السعودية وروسيا”، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وأضاف: “أخذت السوق في الاعتبار أنباء انخفاض العرض وستحتاج إلى إشارات واضحة على طلب عالمي أقوى، خاصة في الصين، للارتفاع”، مشيرًا إلى أن إجماع المستثمرين هو أن التحفيز الذي تقدمه بكين فشل حتى الآن في تعزيز نموها الاقتصادي.
أظهرت بيانات يوم الخميس أن تراجع إجمالي صادرات وواردات الصين انخفض في أغسطس/آب، إذ أدى الضغط المزدوج المتمثل في تراجع الطلب الخارجي وضعف الإنفاق الاستهلاكي إلى الضغط على الشركات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
لكن واردات الصين من النفط الخام ارتفعت بنسبة 30.9% الشهر الماضي مع قيام مصافي التكرير ببناء مخزونات وزيادة عمليات المعالجة للاستفادة من الأرباح المرتفعة من تصدير الوقود.
الطلب على النفط
أدى الانخفاض الأكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام الأميركية إلى تقديم دعم ضعيف لأسعار النفط.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة، يوم الخميس، تراجع مخزونات النفط الخام الأميركية للأسبوع الرابع على التوالي، مع انخفاض المخزونات أكثر من 6% في الشهر الماضي، مع تشغيل مصافي النفط بمعدلات مرتفعة لمواكبة الطلب العالمي على الطاقة.
وانخفضت مخزونات الخام بمقدار 6.3 مليون برميل، أي 3 أضعاف الانخفاض البالغ 2.1 مليون برميل الذي توقعه المحللون.
وعلى الرغم من تعهدها بمواصلة تخفيضات الإمدادات، فمن المتوقع أن تعزز روسيا صادراتها النفطية في سبتمبر/أيلول مع بدء المصافي الروسية أعمال الصيانة الموسمية، حسبما تظهر حسابات وكالة رويترز المستندة إلى بيانات المصادر، وهو ما يحد أيضًا من مكاسب أسعار النفط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply