ارتفعت أسعار النفط في نهاية تعاملات اليوم الثلاثاء 6 أغسطس/آب (2024)، في محاولة لتقليص بعض الخسائر التي لحقت بها خلال الجلسات الثلاثة الماضية، والتي دفعتها إلى أدنى مستوى خلال العام الجاري.
يأتي ذلك وسط مخاوف بشأن الإمدادات في ظل تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، وبيانات أقوى عن قطاع الخدمات الأميركي، وخفض الإنتاج في حقل الشرارة النفطي الليبي.
كما رفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعات نمو الطلب على النفط إلى 1.14 مليون برميل يوميًا خلال عام 2024، بارتفاع عن التقديرات السابقة البالغة 1.11 مليون برميل يوميًا.
وهذا يعني أن إجمالي الطلب على النفط عالميًا قد يصل إلى 102.90 مليون برميل يوميًا في العام الحالي (2024)، بحسب تقرير آفاق الطاقة قصيرة الأجل، الصادر اليوم الثلاثاء 6 أغسطس/آب 2024.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات أمس الإثنين 5 أغسطس/آب على تراجع بنسبة 1%، رغم زيادة حدّة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، والتصعيد المرتقب من جانب إيران تجاه إسرائيل.
ودفعت المخاوف من الركود في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، أسواق النفط لتسجيل خسائر لـ3 جلسات متتالية.
أسعار النفط
في ختام الجلسة، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 0.23%، لتصل إلى 76.48 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم سبتمبر/أيلول 2024، بنسبة 0.35%، لتصل إلى 73.2 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسجّل الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) خسائر، خلال الأسبوع الماضي، بنسبة 4.3% و4.7% على التوالي.
وانخفضت أسعار النفط بنحو 7.3% خلال الأسابيع الـ4 الماضية، في أطول سلسلة من الخسائر الأسبوعية المتتالية منذ نوفمبر/تشرين الثاني.
تحليل أسعار النفط
تراجعت أسعار النفط في الجلسة الماضية على خلفية تراجع أسواق الأسهم العالمية، وكان الانخفاض محدودًا بسبب المخاوف المتزايدة من أن إيران -وهي منتج رئيس في الشرق الأوسط- قد تنتقم من إسرائيل والولايات المتحدة بسبب اغتيال أحد قادة حماس في طهران، والهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل قائد في حزب الله في لبنان، مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية.
وقال مسؤولون أميركيون لرويترز، إن 5 جنود أمريكيين على الأقل أصيبوا أمس الإثنين بهجوم على قاعدة عسكرية في العراق، ولم يكن من الواضح ما إذا كان الهجوم مرتبطًا بالتهديدات بالانتقام.
وقالت كبيرة محللي السوق في شركة فيليب نوفا في سنغافورة، بريانكا ساشديفا: “يبدو أن أسعار النفط الخام قد عوّضت بعض خسائرها، مع استمرار المخاوف الأوسع نطاقًا من تصعيد محتمل في الصراع في الشرق الأوسط”.
وأضافت: “إن الأمر أصبح حقيقيًا، مما يهدد الإمدادات العالمية مع اتّساع نطاق الصراع، ما يُنذر بنشوب حرب شاملة في المنطقة”، حسبما ذكرت رويترز.
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أمس الإثنين، إن الولايات المتحدة تحثّ الدول على أن تُبلّغ إيران أن التصعيد ليس في مصلحتها.
إمدادات النفط
تلقّت أسعار النفط الدعم أيضًا من بيانات ليلية أظهرت انتعاش نشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، من أدنى مستوى له منذ 4 سنوات في يوليو/تموز.
حدثت مكاسب سعر برميل النفط عالميًا أيضًا، وسط ارتفاع أوسع في أسواق الأسهم الآسيوية، بعد انخفاضها أمس الإثنين.
وقالت ساشديفا: “يبدو أن ارتفاعات الإغاثة في السوق العالمية خلال الليل قد أصلحت المعنويات الضعيفة عمومًا، مما أثار بعض عمليات الشراء الجديدة في النفط”.
كما أدت المخاوف من انخفاض الإنتاج في حقل الشرارة الليبي، البالغة طاقته 210 آلاف برميل يوميًا، إلى دعم أسعار النفط.
وتسبَّب إغلاق حقل الشرارة بانخفاض الإنتاج بنحو 40 ألف برميل، خلال الساعات الأولى من الإغلاق، إلّا أن الأمور سرعان ما تطورت، مع إغلاق القوات الحقل بشكل كامل.
وقال المنسّق العام لمجموعة “حراك فزان” في ليبيا بشير الشيخ، بتصريحات حديثة إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن الحقل أُغلِقَ في 5 أغسطس/آب 2024، بشكل كامل، وهو ما يُفقد البلاد نحو 300 ألف برميل يوميًا من إنتاجها.
وقال محللو آي إن جي في مذكرة للعملاء، إن مشكلات الإنتاج هذه عوّضت بعض الاتجاه الهبوطي السابق في السوق.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply