ارتفعت أسعار النفط هامشيًا، خلال تعاملات اليوم الخميس 22 أغسطس/آب (2024)، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها في الجلسات الـ4 السابقة، وسط مخاوف من تراجع الطلب عالميًا.
وتلقّت أسعار الخام دعمًا من انخفاض مخزونات الوقود الأميركية، على الرغم من قلق المستثمرين بشأن توقعات الطلب العالمي خاصة في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات أمس الأربعاء 21 أغسطس/آب على تراجع بنحو 2%، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الرابعة على التوالي، وسط تفاؤل بتراجع التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
جاء ذلك وسط تحركات يقودها الوسطاء الدوليون بقيادة مصر وقطر والولايات المتحدة لمعالجة الخلافات التي تعرقل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ما ساعد على تهدئة المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط.
أسعار النفط
بحلول الساعة 07:17 صباحًا بتوقيت غرينتش (10:17 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 0.13%، لتصل إلى 76.15 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 0.01%، لتصل إلى 71.93 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام المقارنة التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)
وأثّرت المخاوف من ضعف الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط، في معنويات السوق، بعد أن خفضت وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” توقعاتها لنمو الطلب في 2024 و2025.
تحليل أسعار النفط
انخفضت أسعار النفط بعد تقرير صدر أمس الأربعاء عن إحصاءات التوظيف المنقحة في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، والذي أظهر أنه تمت إضافة عدد أقل من الوظائف في عام 2024 عما تم الإبلاغ عنه سابقًا، وبيانات اقتصادية ضعيفة الأسبوع الماضي من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط.
ويتوقع المستثمرون أيضًا أن تبدأ منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها مثل روسيا، في التحالف المعروف باسم أوبك+، التخفيف من تخفيضات الإنتاج الطوعية في أكتوبر/تشرين الأول، ما يضيف المزيد من الإمدادات.
وقالت كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا، إن “ضعف الطلب العالمي وتوقعات تراجع أوبك+ عن تخفيضات الإنتاج يؤثران في النفط”، مضيفة أن الصراع في الشرق الأوسط والتوترات الجيوسياسية في أماكن أخرى تعمل على ترجيح المخاطر على النفط.
وأدّت المخاوف بشأن مدى نجاح إنتاج أوبك+ في الربع الرابع إذا رفعت التخفيضات إلى تفاقم ضعف أسعار النفط الخام، على الرغم من أنه يمكن إيقافها مؤقتًا أو عكسها إذا لزم الأمر.
وقال محللو آي إن جي في مذكرة للعملاء: “الضغط النزولي على سعر برميل النفط يزيد من احتمالية اضطرار أوبك+ إلى إلغاء خططها لزيادة الإمدادات تدريجيًا بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول”.
مخزونات النفط الأميركية
وتلقّت أسعار النفط الخام دعمًا تقرير للحكومة الأميركية، يوم الأربعاء، أظهر انخفاض مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 16 أغسطس/آب، في الوقت نفسه الذي زاد فيه تشغيل المصافي.
وقال محللون في سيتي عبر مذكرة للعملاء: “على الرغم من سحب المخزون من النفط الخام والمنتجات الرئيسة الأخرى.. ساعدت بيانات واردات النفط الصينية الضعيفة وضعف الطلب على نواتج التقطير المتوسطة في الولايات المتحدة على تقليل علاوة المخاطر الجيوسياسية للمجمع النفطي”.
وخفّت حدة المخاوف بشأن الحرب بين إسرائيل وغزة في الأسبوع الماضي، إذ تحاول الولايات المتحدة وإسرائيل وحماس التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على الرغم من انتهاء الجهود الدبلوماسية الأميركية في وقت سابق من هذا الأسبوع دون هدنة.
وقال المحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي (IG) يب جون رونغ: “قد تبدو المحفزات الصعودية للنفط محدودة في الوقت الحالي، مع تزايد احتمالات وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط؛ الأمر الذي جعل المشاركين في السوق يستبعدون بعض المخاطر الجيوسياسية”.
وأضاف: “الظروف الاقتصادية في الولايات المتحدة، رغم أنها داعمة لتخفيف السياسات المقبلة؛ فإنها لا تقدم الكثير من التطمينات بشأن توقعات أقوى للطلب على النفط حتى الآن”، حسبما ذكرت رويترز.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply