ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 3.5% في نهاية تعاملات اليوم الأربعاء 27 سبتمبر/أيلول (2023)، مع تركيز الأسواق على شح الإمدادات وصدور بيانات بانخفاض مخزونات النفط الأميركية.
وتواجه أسواق النفط رياحًا معاكسة من تزايد المخاوف من ركود اقتصادي، في ظل محاولات المصارف المركزية، وفي مقدمتها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لمدة أطول لمواجهة التضخم.
وأظهر التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، اليوم الأربعاء، انخفاض مخزونات النفط في الولايات المتحدة بمقدار 2.2 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي 22 سبتمبر/أيلول 2023، ليصل الإجمالي إلى 416.3 مليون برميل.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الثلاثاء 26 سبتمبر/أيلول، على ارتفاع بنحو 1%، وسط مخاوف متصلة بتقييم اتجاهات البنوك المركزية الكبرى في أسعار الفائدة.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2023- بنسبة 2.75%، ليصل إلى 96.55 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2023- بنسبة 3.6%، ليصل إلى 93.68 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
تحليل أسعار النفط
استمرت الأسواق في القلق بشأن انخفاض مخزونات الخام الأميركية بمركز التخزين الرئيس في كوشينغ بولاية أوكلاهوما إلى ما دون الحد الأدنى من مستويات التشغيل.
كما يمكن أن يؤدي المزيد من عمليات السحب في كوشينغ -نقطة تسليم العقود الآجلة للخام الأميركي- إلى فرض ضغوط صعودية جديدة على أسواق النفط، لأنها ستؤدي إلى تفاقم تراجع الإمدادات الناجم عن تخفيضات الإمدادات من قبل منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” وحلفائها، المعروفين باسم تحالف أوبك+.
وقال المحلل لدى سي إم سي ماركتس، ليون لي: “أسعار النفط قوية نسبيًا بصورة عامة في ظل تقلص الإمدادات الحالي”، موضحًا أن دعم الأسعار بفعل تخفيضات الإمدادات من روسيا والمملكة العربية السعودية قد يكون محدودًا حتى نهاية العام.
وأشار إلى أن ضعف البيانات الاقتصادية الواردة من دول في أوروبا والولايات المتحدة خلال الآونة الأخيرة، قد تدفع أسعار النفط في أكتوبر/تشرين الأول إلى اتجاه متقلب ككل.
وقال: “من غير المرجح أن تتجاوز 100 دولار على المدى القصير، لكن من المتوقع أن تكون قوية”، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وبينما يتوقع بعض المحللين أن تساعد الصيانة الموسمية للمصافي في الخريف على بناء مخزونات الخام قليلًا، فإن آخرين يشعرون بالقلق من أن ارتفاع الطلب على الصادرات قد يؤدي إلى سحب البراميل بعيدًا.
الطلب على النفط
بالإضافة إلى ذلك، قال محللون في “إيه إن زد ريسيرش” (ANZ Research)، في مذكرة اليوم الأربعاء، إن الحظر الذي فرضته روسيا مؤخرًا على تصدير البنزين والديزل “يعني ضغطًا تصاعديًا على الطلب على النفط الخام من المصافي”.
وفرضت روسيا الأسبوع الماضي حظرًا مؤقتًا على صادرات البنزين والديزل إلى جميع الدول خارج دائرة الدول السوفيتية السابقة الأربع بأثر فوري، من أجل تحقيق الاستقرار في السوق المحلية، لكنها خفّفت القيود في وقت لاحق.
ويمكن المضي قدمًا في تصدير المنتجات التي قبلتها بالفعل شركتا السكك الحديدية الروسية وترانسنفط، في حين سيتم إعفاء الديزل الأحمر عالي الكبريت والوقود المستعمل في التزود بالوقود من الحظر.
في هذه الأثناء، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، أمس الثلاثاء، إن “الهبوط الناعم” للاقتصاد الأميركي هو الأرجح، ولكن هناك أيضًا احتمالًا بنسبة 40% أن يحتاج الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة “بصورة هادفة”، للتغلب على هذه المشكلة.
وربط كاشكاري الاحتمال بنحو 60% أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية أخرى، ثم يُبقي تكاليف الاقتراض ثابتة “لمدة كافية، لإعادة التضخم إلى الهدف في مدة زمنية معقولة”.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز لآراء الاقتصاديين، أن بنك إنجلترا أنهى دورة تشديد السياسة النقدية، ومن المرجح أن يُبقي سعر الفائدة عند 5.25% حتى يوليو/تموز على الأقل، على الرغم من أن أقلية كبيرة قالت إنها سترفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام.
ويؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة تكاليف الاقتراض، ما قد يؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي وتقليل الطلب على النفط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply