تراجعت أسعار النفط بنسبة 2% في نهاية تعاملات اليوم الخميس 1 أغسطس/آب (2024)، بعد مكاسب كبيرة حققتها خلال الجلسة الماضية على خلفية التواترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وحصلت أسعار الخام على دفعة بالأمس بعد أن أثار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة إسماعيل هنية، في إيران، خطر نشوب صراع أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط والمخاوف بشأن تأثير ذلك في النفط.
وانتهى اجتماع لجنة المراقبة الوزارية لتحالف أوبك+ ( اليوم الخميس)، على تجديد الدول المنفذة للتخيفضات الطوعية للإنتاج بقيادة السعودية- على أن التخلص التدريجي من هذه التخفيضات يمكن وقفه مؤقتًا أو عكس اتجاهه (زيادة الإنتاج)، بحسب ما جاء في البيان الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات أمس الأربعاء 31 يوليو/تموز على ارتفاع بنسبة 3%، وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات على خلفية امتداد الصراع في الشرق الأوسط، لكنها سجلت خسائر شهرية.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 1.6%، لتصل إلى 79.52 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم سبتمبر/أيلول 2024، بنسبة 2%، لتصل إلى 76.31 دولارًا للبرميل، حسب الأرقام التي قارنتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسجّل الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط)، خلال يوليو/تموز المنصرم، خسائر شهرية بنسبة 5% و3.4% على التوالي.
تحليل أسعار النفط
اغتيل القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، يوم الأربعاء، وجاءت وفاته بعد أقل من 24 ساعة من مقتل القائد العسكري الكبير لحزب الله اللبناني في غارة إسرائيلية في بيروت.
وأثارت عمليات الاغتيال المخاوف من أن تتحوّل الحرب المستمرة منذ 10 أشهر في غزة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، ما قد يؤدي إلى انقطاع إمدادات النفط من المنطقة.
وقال محلل بنك الكومنولث الأسترالي فيفيك دار: “أسواق النفط تشعر بقلق مبرر من أن اغتيال هنية سيدفع إيران بشكل مباشر إلى الحرب مع إسرائيل، وهذا يمكن أن يعرّض إمدادات النفط الإيرانية والبنية التحتية المرتبطة بها للخطر”.
وأضاف دار أن الأسواق ستشعر بالقلق بشأن قدرة إيران على تصعيد التوتر عبر سيطرتها على مضيق هرمز، حسبما ذكرت رويترز.
وأشار إلى أن إغلاق الممر المائي الرئيس يهدد نقل ما بين 15 و20% من إمدادات النفط العالمية، ومع محدودية قدرة خطوط الأنابيب الاحتياطية على تجاوز مثل هذا الحصار؛ فإن مضيق هرمز يلوح في الأفق بوصفه خطرًا كبيرًا محتملًا لتعطيل أسواق النفط.
الطلب على النفط
أدت مجموعة من البيانات الصادرة عن الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلى دعم أسعار النفط الخام، بالإضافة إلى ضعف الدولار.
وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يوم الأربعاء، أن الطلب القوي على الصادرات دفع مخزونات النفط الخام الأميركية للانخفاض بمقدار 3.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 يوليو/تموز إلى 433 مليون برميل.
وفي الوقت نفسه، واصل مؤشر الدولار الأميركي خسائره اليوم الخميس من الجلسة السابقة، بعد أن أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لكنه ترك الباب مفتوحًا لخفضها في سبتمبر/أيلول، إذ يعزز ضعف الدولار الطلب على النفط من المستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.
وقالت المحللة في فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا، إن المستثمرين ليسوا واثقين من الطلب الصيني على المدى الطويل، مضيفة أن هذا القلق سيستمر في الحد من الاتجاه الصعودي في أسعار النفط.
وأظهرت بيانات رسمية من الصين، أمس الأربعاء، أن نشاط الصناعات التحويلية تراجع إلى أدنى مستوى له خلال 5 أشهر في يوليو/تموز، إذ واجهت المصانع انخفاض الطلبيات الجديدة وانخفاض الأسعار.
وأظهر مسح للقطاع الخاص اليوم الخميس أن نشاط التصنيع في الصين انكمش خلال يوليو/تموز للمرة الأولى منذ 9 أشهر مع انخفاض الطلبيات الجديدة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply